الألكسو تدعو لتبني سياسة واضحة للنهوض باللغة العربية
تونس- إذا ما تحدّث أهل الثقافة والإعلام في البلاد العربيّة عن اللغة العربية فإنهم يؤكدون أن الفصحى عندنا تشكو ضعفا في الاستعمال على مستوى المكتوب والمسموع، لكن خبراء اللغة يعتقدون أن الحديث عن ظاهرة ضعف استعمال اللغة العربية لا يخلو أحيانا من مبالغة وتهويل لأنه لا يأخذ في الاعتبار التوسّع الكبير الذي عرفته اللغة العربية منذ أواسط القرن الماضي وما أدّى إليه نشر التعليم وازدهار الإعلام من نهضة لغوية.
اللغة العربية التي هي العمود الفقري لهويّتنا والحامل الأساسي لثقافتنا لم تكن في بداية القرن التاسع عشر، وإلى غاية منتصف الخمسينات من القرن العشرين رائجة، أي غير مستعملة بالشكل الذي يعطيها الدفع الكبير للتطور واقتحام العلوم باقتدار لقد كانت لغة الفقهاء ولغة النخبة في المجتمعات العربية تم تزايد استعمالها بانتشار التعليم في جل البلدان العربية وعاضدت انتشارها وسائل الاعلام بكل أنواعها وخاصة منها المسموع والمكتوب.
إلاّ أنّ اللغة لم تتمكّن من مواكبة العصر في سرعته والمعرفة في تقدّمها ولم تتمكن من ملاحقة العلوم بمصطلحاتها الجديدة... ومفاهيمها العديدة... وإنتاجاتها الكثيرة.
وهو الأمر الذي جعل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تأخذ على عاتقها مشروع النهوض باللغة العربية منذ سنوات.
وفي هذا النطاق من الرعاية التي تحظى بها اللغة العربية في المنظمة العربية والتربية والعلوم صدرت المعاجم والقواميس والأدلة في السنوات الأخيرة قادرة على إحداث نقلة نوعية داخل اللغة لتطويرها وجعلها تتوجه عن جدارة نحو مجتمع المعرفة وفق قرارات قمّة دمشق التي باركت الجهود المبذولة من أجل النهوض باللغة العربية ودعت إلى تطوير هذا المشروع حتى تصبح اللغة العربية مواكبة لمجتمع المعرفة باقتدار.
وتنفيذا لقرارات مؤتمر دمشق عقدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في مرحلتها الجديدة ندوة فكرية من 10 إلى 14 يونيو الماضي جمعت عددا من الخبراء والمتخصصين لدراسة أسباب ومسبّبات تدنيّ مستوى تعليم اللغة العربية في الوطن العربي وهي الندوة التي افتتحها الدكتور محمد العزيز ابن عاشور، المدير العام للألكسو بكلمة دعا فيها الخبراء إلى وضع خطّة لتحسين مستوى تدريس اللغة العربية حتى تكون قادرة على مواجهة التحدّيات ومنافسة اللغات الأخرى واحتلال واقع الصدارة في الإستعمالات العلمية والمعرفية والتكنولوجية، ملاحظا أن العناية باللغة العربية عناية قويّة وجادة هو ضمان استمرار منزلتها في عالم اليوم وهي أيضا صيانة لذاتنا كما أنه في الوقت نفسه مساهمة حضارية في جهود الانسانية من أجل ضمان التنوّع الثقافي والتصدي لخطر التنميط.
واستمعت الندوة إلى عرض قدمه الدكتور عبد اللطيف عبيد حول موضوع الندوة الفكرية وإلى مداخلات السادة محمود أحمد السيّد ومحمد كامل الناقة وعز الدين البوشيخي وأحمد حسين أحمد وأمين بدر الكخن وهم خبراء في اللغة العربية حاولوا من جهتهم تقديم بعض الأسباب والمسبّبات في تدني مستوى تعليم اللغة العربية كما قدموا أيضا بعض «العلاج» بعد محاولات التشخيص.
وتوصل المجتمعون إلى أن أسباب تدنّي تعليم اللغة العربية في مختلف المراحل التعليمية قد تردّ إلى ثلاثة عناصر رئيسية أوّلها الازدواجية اللغوية وما يترتب عليها من مزاحمة العامية ولهجاتها للعربية الفصيحة المشتركة مزاحمة شديدة لا في الأسرة والمجتمع ووسائل الإعلام فحسب وإنما في المدرسة أيضا، وثانيها الثنائية اللغوية التي تؤدي أيضا إلى مزاحمة اللغة الأجنبية في أقطار عديدة للغة القومية في مجالات كثيرة، وثالثها المؤسسة التربوية نفسها بكل مكوناتها من متعلّم ومعلّم وأهداف ومحتوى وطرائق وتقويم.
ولخّص الخبراء الأسباب في تدني مستوي تعليم اللغة في النقاط التالية:
أولا على مستوى العملية التعليمية التعلّمية:
ضعف إعداد معلمي اللغة العربية وتأهيليهم وعدم مساعدة معلمي المواد الأخرى لمعلمي اللغة العربية في مجال تعليم اللغة وتعلّمها وضبابية الأهداف في أذهان القائمين على تعليم اللغة وتعلّمها. مع قصور في بناء المناهج التربوية. وتصور في وظيفية المحتوى والبعد بين اللغة والحياة، يضاف إلى ذلك تخلّف طرائق تعليم اللغة العربية وتعلّمها. ويشمل هذا السبب عناصر أخرى مثل الإخفاق في تكوين المهارات اللغوية. وعدم التدرّج في تقديم المهارات اللغوية مع سيطرة الطرائق التلقينية من ذلك تقديم المصطلحات النحوية في المراحل المبكرة من تعليم اللغة. ومن العناصر المؤثرة أيضا. نذكر ضعف استعمال المناشط اللغوية الصفيّة واللاصفية. وضاَلة استعمال التقنيات والمعلوماتية. والاخفاق في إكساب المتعلمين مهارات التعلّم الذاتي والقراءة الحرة.
وعلى المستوى العامّ هناك غياب سياسة لغوية واضحة ومنسجمة تستجيب لحاجات الوطن العربي في مجال اللغة واستعمالها في كل المجالات. ومواكبة البيئة اللغوية الأسرية والاجتماعية والإعلامية والإعلانية وحتى الثقافية للغة العربية الفصيحة، وما طرأ على هذه البيئة من تلوّث لغوي أصاب الفصيحة واللهجات.
وبناء على ما سبق فإنهم يتقدّمون بالتوصيات التالية:
- تقدير الجهد المبذول في إعداد مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة، ودعوة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى الشروع في وضع سياسة لغوية عربية والمساعدة على وضع سياسات وطنية متناسقة معها، وخطط لتنفيذها من خلال برامج قومية ووطنية.
- دعوة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى إعداد مشروع تشريع يعمم استخدام اللغة العربية في مجالات التربية والتعليم والإدارة والإعلام والإعلان وقطاعات العمل والإنتاج، كما يحدّد موقع اللغة الأجنبية ومجالات استخدامها.
- دعوة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى حصر ما أنجزته في مجال اللغة العربية عامة وتعليمها وتعلمها خاصة من البحوث والدراسات والمؤتمرات، وإعادة طباعتها ونشرها، وتعميمها على الدول العربية عبر اللجان الوطنية.
- دعوة الدول العربية إلى موافاة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتقارير مفصلة عن تجاربها وجهودها السابقة والحالية في مجال التمكين للغة العربية والنهوض بتعليمها وتعلّمها.
- دعوة الدول العربية إلى إنشاء مراكز عربية وطنية لتطوير تعليم اللغة العربية وتعلّمها.
تونس- إذا ما تحدّث أهل الثقافة والإعلام في البلاد العربيّة عن اللغة العربية فإنهم يؤكدون أن الفصحى عندنا تشكو ضعفا في الاستعمال على مستوى المكتوب والمسموع، لكن خبراء اللغة يعتقدون أن الحديث عن ظاهرة ضعف استعمال اللغة العربية لا يخلو أحيانا من مبالغة وتهويل لأنه لا يأخذ في الاعتبار التوسّع الكبير الذي عرفته اللغة العربية منذ أواسط القرن الماضي وما أدّى إليه نشر التعليم وازدهار الإعلام من نهضة لغوية.
اللغة العربية التي هي العمود الفقري لهويّتنا والحامل الأساسي لثقافتنا لم تكن في بداية القرن التاسع عشر، وإلى غاية منتصف الخمسينات من القرن العشرين رائجة، أي غير مستعملة بالشكل الذي يعطيها الدفع الكبير للتطور واقتحام العلوم باقتدار لقد كانت لغة الفقهاء ولغة النخبة في المجتمعات العربية تم تزايد استعمالها بانتشار التعليم في جل البلدان العربية وعاضدت انتشارها وسائل الاعلام بكل أنواعها وخاصة منها المسموع والمكتوب.
إلاّ أنّ اللغة لم تتمكّن من مواكبة العصر في سرعته والمعرفة في تقدّمها ولم تتمكن من ملاحقة العلوم بمصطلحاتها الجديدة... ومفاهيمها العديدة... وإنتاجاتها الكثيرة.
وهو الأمر الذي جعل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تأخذ على عاتقها مشروع النهوض باللغة العربية منذ سنوات.
وفي هذا النطاق من الرعاية التي تحظى بها اللغة العربية في المنظمة العربية والتربية والعلوم صدرت المعاجم والقواميس والأدلة في السنوات الأخيرة قادرة على إحداث نقلة نوعية داخل اللغة لتطويرها وجعلها تتوجه عن جدارة نحو مجتمع المعرفة وفق قرارات قمّة دمشق التي باركت الجهود المبذولة من أجل النهوض باللغة العربية ودعت إلى تطوير هذا المشروع حتى تصبح اللغة العربية مواكبة لمجتمع المعرفة باقتدار.
وتنفيذا لقرارات مؤتمر دمشق عقدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في مرحلتها الجديدة ندوة فكرية من 10 إلى 14 يونيو الماضي جمعت عددا من الخبراء والمتخصصين لدراسة أسباب ومسبّبات تدنيّ مستوى تعليم اللغة العربية في الوطن العربي وهي الندوة التي افتتحها الدكتور محمد العزيز ابن عاشور، المدير العام للألكسو بكلمة دعا فيها الخبراء إلى وضع خطّة لتحسين مستوى تدريس اللغة العربية حتى تكون قادرة على مواجهة التحدّيات ومنافسة اللغات الأخرى واحتلال واقع الصدارة في الإستعمالات العلمية والمعرفية والتكنولوجية، ملاحظا أن العناية باللغة العربية عناية قويّة وجادة هو ضمان استمرار منزلتها في عالم اليوم وهي أيضا صيانة لذاتنا كما أنه في الوقت نفسه مساهمة حضارية في جهود الانسانية من أجل ضمان التنوّع الثقافي والتصدي لخطر التنميط.
واستمعت الندوة إلى عرض قدمه الدكتور عبد اللطيف عبيد حول موضوع الندوة الفكرية وإلى مداخلات السادة محمود أحمد السيّد ومحمد كامل الناقة وعز الدين البوشيخي وأحمد حسين أحمد وأمين بدر الكخن وهم خبراء في اللغة العربية حاولوا من جهتهم تقديم بعض الأسباب والمسبّبات في تدني مستوى تعليم اللغة العربية كما قدموا أيضا بعض «العلاج» بعد محاولات التشخيص.
وتوصل المجتمعون إلى أن أسباب تدنّي تعليم اللغة العربية في مختلف المراحل التعليمية قد تردّ إلى ثلاثة عناصر رئيسية أوّلها الازدواجية اللغوية وما يترتب عليها من مزاحمة العامية ولهجاتها للعربية الفصيحة المشتركة مزاحمة شديدة لا في الأسرة والمجتمع ووسائل الإعلام فحسب وإنما في المدرسة أيضا، وثانيها الثنائية اللغوية التي تؤدي أيضا إلى مزاحمة اللغة الأجنبية في أقطار عديدة للغة القومية في مجالات كثيرة، وثالثها المؤسسة التربوية نفسها بكل مكوناتها من متعلّم ومعلّم وأهداف ومحتوى وطرائق وتقويم.
ولخّص الخبراء الأسباب في تدني مستوي تعليم اللغة في النقاط التالية:
أولا على مستوى العملية التعليمية التعلّمية:
ضعف إعداد معلمي اللغة العربية وتأهيليهم وعدم مساعدة معلمي المواد الأخرى لمعلمي اللغة العربية في مجال تعليم اللغة وتعلّمها وضبابية الأهداف في أذهان القائمين على تعليم اللغة وتعلّمها. مع قصور في بناء المناهج التربوية. وتصور في وظيفية المحتوى والبعد بين اللغة والحياة، يضاف إلى ذلك تخلّف طرائق تعليم اللغة العربية وتعلّمها. ويشمل هذا السبب عناصر أخرى مثل الإخفاق في تكوين المهارات اللغوية. وعدم التدرّج في تقديم المهارات اللغوية مع سيطرة الطرائق التلقينية من ذلك تقديم المصطلحات النحوية في المراحل المبكرة من تعليم اللغة. ومن العناصر المؤثرة أيضا. نذكر ضعف استعمال المناشط اللغوية الصفيّة واللاصفية. وضاَلة استعمال التقنيات والمعلوماتية. والاخفاق في إكساب المتعلمين مهارات التعلّم الذاتي والقراءة الحرة.
وعلى المستوى العامّ هناك غياب سياسة لغوية واضحة ومنسجمة تستجيب لحاجات الوطن العربي في مجال اللغة واستعمالها في كل المجالات. ومواكبة البيئة اللغوية الأسرية والاجتماعية والإعلامية والإعلانية وحتى الثقافية للغة العربية الفصيحة، وما طرأ على هذه البيئة من تلوّث لغوي أصاب الفصيحة واللهجات.
وبناء على ما سبق فإنهم يتقدّمون بالتوصيات التالية:
- تقدير الجهد المبذول في إعداد مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة، ودعوة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى الشروع في وضع سياسة لغوية عربية والمساعدة على وضع سياسات وطنية متناسقة معها، وخطط لتنفيذها من خلال برامج قومية ووطنية.
- دعوة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى إعداد مشروع تشريع يعمم استخدام اللغة العربية في مجالات التربية والتعليم والإدارة والإعلام والإعلان وقطاعات العمل والإنتاج، كما يحدّد موقع اللغة الأجنبية ومجالات استخدامها.
- دعوة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم إلى حصر ما أنجزته في مجال اللغة العربية عامة وتعليمها وتعلمها خاصة من البحوث والدراسات والمؤتمرات، وإعادة طباعتها ونشرها، وتعميمها على الدول العربية عبر اللجان الوطنية.
- دعوة الدول العربية إلى موافاة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتقارير مفصلة عن تجاربها وجهودها السابقة والحالية في مجال التمكين للغة العربية والنهوض بتعليمها وتعلّمها.
- دعوة الدول العربية إلى إنشاء مراكز عربية وطنية لتطوير تعليم اللغة العربية وتعلّمها.
No comments:
Post a Comment