Thursday, September 24, 2009

selepas romadhon




بعد انقضاء الشهر الفضيل
وقفة مع النفس لتثبيتها على طاعة الرحمن
محيط ـ بدرية طه حسين

منذ أيام ليست بعيدة استقبلنا شهر عزيز على قلوبنا جميعاً كبارا وصغارا ،اغنياء وفقراء ،الا وهو شهر رمضان الكريم ،وها هي الأيام تمر سريعاً ،وينقضى رمضان ،،ذهب رمضان ليعود إلينا في العام القادم .

ذهب شهر الصيام والقيام ،شهر الرحمة والمغفرة والعتق ،انقضى رمضان فليتنا نعرف من قبلت أعماله لنهنئه ،ومن خسر فضل هذا الشهر الكريم لنعزيه .
فعلى كل مسلم ان يقف بعد رمضان وقفة لمحاسبة نفسه ،وقفة من أجل اصلاح القلوب ،وقفة للمدوامة على الأعمال التى كنا ندوام عليها في رمضان ،من صيام وقيام وقرءاة قرآن ، فيجب أن يكون العبد مستمراً على طاعة الله ، ثابتاً على شرعه ، يعبد الله في جميع الشهور وليس شهرا دون شهر أو في مكان دون آخر أو مع قوم دون آخرين .
بل يجب على العبد ان يعلم أن رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام ، وأنه رب الأزمنة والأماكن كلها ، فيستقيم على شرع الله حتى يلقى ربه وهو عنه راض .
وعلينا ان ندوام على الأعمال الصالحة في كل وقت وكل زمان فعلينا ان نجتهد فى العبادة بعد رمضان وحذار من الكسل والفتور ، فإن لم نستطع العمل بالنوافل فلا يجوز لنا أبداً أن تترك الواجبات وتضيعها كالصلوات الخمس في أوقاتها ومع الجماعة وغيرها.

فكثير من المسلمين من يشكو من ضعف الهمة بعد رمضان ،فقد كان يحافظ في رمضان على القيام والقرآن والصلاة في جماعة ،ثم يأتى بعد رمضان كما لو كان لم يأتى بها ،فعلينا ان نعلم جميعا انه من علامة قبول الطاعة، الطاعة بعدها، ومن علامة ردها المعصية والإعراض بعدها.
ونقوم بعرض بعض الوسائل المقترحة للمدوامة على الطاعة بعد رمضان :
1ـ يجب ان نبتهل وندعي الله إن يثبتنا على الطاعة وعلى الطريق المستقيم فقد أثنى الله على دعاء الراغبين فى الثبات بعد الهداية " رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ".
2ـ على العبد ان يحرص كل الحرص على مُجالسة الصالحين والحرص على مجالس الذكر العامة كالمحاضرات والخاصة كالزيارات .
3ـ التعرف على أحوال الصحابة والصالحين سير الصالحين من خلال القراءة للكتب أو استماع الأشرطة وخاصة الاهتمام بسير الصحابة فإنها تبعث في النفس الهمة والعزيمة.
4ـ الإكثار من سماع الأشرطة الإسلامية المؤثرة كالخطب والمواعظ وزيارة التسجيلات الإسلامية بين وقت وآخر
5ـ الحرص على أداء الفرائض، كالصلوات الخمس، وقضاء رمضان، فان في الفرائض خير عظيم.
6ـ الحرص على النوافل ولو القليل المُحبب للنفس فان أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
7ـ البدء بحفظ كتاب الله والمداومة على تلاوته وأن تقرأ ما تحفظ في الصلوات والنوافل.
8ـ الإكثار من ذكر الله والاستغفار فإنه عمل يسير ونفعه كبير يزيد الإيمان ويُقوي القلب.
9ـ البعد كل البعد عن مفسدات القلب من أصحاب السوء و أجهزة التلفاز والدش والاستماع للغناء والطرب والنظر في المجلات الخليعة.
اخير علينا ان لا نكون من أولئك الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، لقد قال فيهم السلف: " بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان "وينبغي أن نحرص على أعمال البر والخير ، وأن نكون في يوم العيد بين الخوف والرجاء ،، تخاف عدم القبول ، وترجو من الله القبول ونتذكر يوم عيدنا يوم الوقوف بين يدي الله عز وجل فمنا السعيد ومنا غير ذلك

Friday, September 18, 2009

Salam eidulfitri


Salam eidulfitri utk semua teman!
Maaf segalanya!

Eid - penyatuan saf, aqidah dan jalan kebenaran


عيد بهيج إثر صوم عزيز
حامد المهيري

مضى شهر صام فيه المسلمون عن شهوتي البطن والفرج نهارا، وصام بعضهم عن انحرافات اللسان ومعاملة الناس بغير الحسنى، وسيحلّ عيد الفطر، وهي من حكمة الله في شرعه الحكيم، وسيأتي بمشيئة الله عيد الأضحى بعد أداء فريضة الحج.

ومن طبيعة الأعياد أنها تأتي لتوسم بالفرح والسرور لأنها تهل في أعقاب فوز أو تكون خاتمة لمرحلة من مراحل التوفيق في أمر من أمور الدين أو أمور الدنيا، ولا حرج على المسلم إذ أخذ حظه من الفرح في مواطن البهجة، أو أبدى سروره في مقامات السرور. فالله عز وجل قد جعل السرور من خير الثوابت الذي يلقى به عباده يوم الجزاء «فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقّاهم نضرة وسرورا وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا» (الإنسان11) لكن يستحسن أن يكون المسلم معتدلا في فرحه وسروره ولا يبالغ فيه لأنه ينتمي إلى الأمة الوسط، فلا إفراط ولا تفريط.

في يوم عيد الفطر يقف المسلم وقفة تأمل ومراجعة الذات، فيتساءل ماذا قدم طيلة شهر من عمل؟ إن كان خيرا حمد الله وشكره، وإن كان تقصيرا حصل في عمله تدارك، واستغفر، ثم دعا خالقه يسأله الرضى والقبول عما مضى ويرجو العون والتوفيق فيما سيأتي وسوف يظهر.

فالعيد يذكرنا– من خلال مدلوله ومعناه– بالعائدة وهي المعروف والإحسان، تقول العرب «عاد فلان بمعروفه، إذا أحسن ثم زاد» ومن صفات الله تبارك وتعالى أنه «المبدئ المعيد» أي الذي بدأ خلق الأشياء من غير سابق وجود لها ويعيد الكائنات بعد فنائها.

ولعل تذكير العيد لنا بالعائدة هو بعض الحكمة في تشريع الاسلام لزكاة البدن، حيث يعود المسلم القادر بهذا المقدار من الاحسان على إخوة له في الله لم تتيسر لهم أسباب السعة في الرزق.

ولهذا علينا أن نهيئ لغيرنا أن يشاركنا فرحتنا بالعيد ليرى خالقنا أننا أمة عاملة مكافحة تتعاون على البر والتقوى ولا تتعاون على الإثم والعدوان، لأن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، والاسلام أكد على تساوي أبنائه في مجال الحقوق والواجبات كل يبذل طاقته، وكل يأخذ حاجته وحقه، وأساس التقدير والتقديم فيها هو الاستقامة في مجال العمل وتجنب الزلل والخطإ «إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير» (الحجرات13)، وكذلك ليرى ربنا أننا أمة يشارك أبناؤها في الخير والنعمة ويتنزهون عن الفتنة والفرقة، ويتمسكون بالحق، والجد ومكارم الأخلاق ومحامد الأفعال ومجامل الأقوال.

فمن واجب كل مسلم مخلص أن يعلم ما يعانيه بعض الناس من متاعب العيش وضيق اليد، وأن المطالب القاسية الضرورية عديدة حتى يكون الكرم والسماحة من خصال كل مواطن، فيساعد الفقير والمسكين، ويأخذ بيد المعوز البائس.

وهذا يدعوني إلى سرد قصة الفضل والنبل والإيثار في عهد الخلفاء الراشدين لكل مستمع يريد الخير لأمته ولأبنائه ووطنه وعقيدته، فهذا عمر بن الخطاب أخذ صرة فيها أربعمائة دينار وقال لغلامه «اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح، ثم تلكأ ساعة في البيت حتى تنظر ماذا يصنع بها» فذهب الغلام وقال لأبي عبيدة «يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك» فقال أبو عبيدة «وصله الله ورحمه» ثم نادى «تعالي يا جارية اذهبي بهذه السبعة إلى فلان وبهذه الخمسة إلى فلان حتى نفدت».

وعاد الغلام، وأخبر عمر فأعطاه مثلها لمعاذ بن جبل، وأمره بمعرفة ما يصنع فيها، ففعل معاذ ما فعله أبو عبيدة لكن امرأته قالت «نحن والله مساكين فأعطنا» ولم يبق في الصرة إلا ديناران فأعطاهما لها، ولما عرف عمر ذلك سر سرورا كبيرا وقال «إنهم إخوة بعضهم من بعض».

لقد أنكر الاسلام النزاعات الانتهازية وقاوم السلبية، ونبذ الأثرة والأنانينة، والتهافت المسعور على امتصاص حقوق العاملين الضعفاء وبيّن أن الناس جميعا في حق العمل وحق الحياة سواء، يقول الله تعالى «هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا» (البقرة29). وهذه الآية تؤكد أن جميع ما سخر الله في الكون لخدمة الانسان الذي يعمل بكل طاقته وجهده وملكاته في خدمة المجتمع الذي يعيش فيه، ولا يكون الخير والمال وقفا على طبقة معينة، فعن أبي سعيد الخدري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له، ومن كان معه فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له»؛ قال أبو سعيد «فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل».

ومن أجل ذلك يعرّف الاسلام أبناءه أن واجب الفرد منهم أن يعمل من أجل المجموع وألا يعيش لذاته وحدها، قال تعالى «آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير» (الحديد7).

لذلك كله بات من الواجب أن يمد الموسر يد المساعدة للمحتاج خاصة في المناسبات الدينية ليعم السرور كل المسلمين، ويحصل التقريب بين مختلف الأصناف عن طريق التفاهم والتراحم، وبأسلوب التكافل والتعاون، فالمسلمون أمة متعاونة على الخير لا يفرق بين أفرادها لون ولا جنس ولا وطن ولا مال، وما زكاة الفطر إلا مظهر من مظاهر التكافل والتعاون.

وقد جاء التوجيه الالهي يدفع المسلمين إلى هذا السلوك الانساني الرفيع، قال تعالى «والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم» (التوبة71). فليكن عيد الفطر عيد وحدة الصف ووحدة العقيدة ووحدة السبيل السوي، صراط الله المستقيم.

Sunday, September 13, 2009

al Aqsa Ohh al Aqsa...


حذر مسؤول فلسطيني الأحد من أن الأنفاق التي تقوم السلطات الإسرائيلية بحفرها تحت أساسات المسجد الأقصى في القدس باتت تشكل خطورة على المسجد الاقصى والمناطق المحيطة، في وقت بدأت فيه إسرائيل شق نفق جديد تحت الحرم ما يعزز المخاوف من أن ساعة انهيار المسجد باتت قريبة. وقال رئيس وحدة القدس في الرئاسة الفلسطينية أحمد الرويضي في بيان صحفي إن العديد من الانهيارات حدثت في هذه المناطق وخاصة في منطقة واد حلوة في سلوان. وأكد أن شبكة الأنفاق تشكل خطرا كبيرا على المسجد الأقصى " فقد وصلت إلى أساسات المسجد والخوف في حالة وقوع هزة طبيعية أو مصطنعة من قبل إسرائيل أن ينهار المسجد الأقصى وتنهار المنازل المجاورة مما يؤدي الى حدوث كارثة حقيقية". وكانت بعض التصدعات الطفيفة قد تم رصدها على جدران الحرم، بينما تمنع سلطات الاحتلال الاسرائيلي طواقم الهندسة الفلسطينية من معاينة الأضرار والقيام بإجراءات لحماية المسجد.وشدد الرويضي على موقف الرئاسة الفلسطينية بأن لا استئناف لعملية السلام دون وقف وتجميد الاستيطان بالكامل في القدس. وتأتي هه التحذيرات غداة كشفكشفت مؤسسة الأقصي للوقف والتراث عن قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشق نفق جديد في بلدة سلوان الواقعة جنوب المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة. وأكد مهندسون وعلماء آثار أن الحفريات في محيط المسجد صارت خطيرة علي استقراره، وقالت مؤسسة الأقصى إن النفق الذي يبدأ من غرب مسجد سلوان يتجه صوب المسجد الأقصي ويمتد على مسافة 120 مترًا بعرض متر ونصف وعمق ثلاثة أمتار. وأشارت المؤسسة إلى أن سلطة الآثار الإسرائيلية وجمعية "إلعاد" الاستيطانية تعملان بشكل متواصل في المكان وتقوم بإخراج كميات كبيرة من الأتربة من الموقع.وقالت إن هذه الحفريات والأنفاق تشكل خطراً مباشراً علي بيوت سلوان، التي تشقق الكثير منها جراء الحفريات.

Tuesday, September 8, 2009

maqlubah ayam


مقلوبة دجاج

مقلوبة الدجاج
استمتعي بإعداد وتناول هذا الطبق الشامي الفريد،.
المقادير:
* حبتان متوسطان من الباذنجان الرومي
* دجاجة متوسطة
* كوبان من الأرز المصري
* ربع كوب لوز
* ربع كوب صنوبر
* نصف كوب زيت أو زبدة
* زيت لقلي شرائح الباذنجان
* نصف ملعقة صغيرة من البهار الحلو
* ربع ملعقة صغيرة من القرفة
* ربع ملعقة صغيرة من الفلفل الأسود
* نصف ملعقة صغيرة من البهار
* ربع ملعقة صغيرة من الفلفل الأبيض
طريقة التحضير:
1. يقشر الباذنجان ويقطع إلى شرائح متوسطة الحجم، ثم يرش عليها الملح وتترك جانبا لمدة ساعة كاملة.
2. تغسل شرائح الباذنجان بالماء ثم تجف بمناديل المطبخ الورقية.
3. تقلى شرائح الباذنجان في الزيت النباتي ثم تصفى للتخلص من الزيت الفائض.
4. في هذه الأثناء تسلق الدجاجة وتنظف من الجلد والعظام ثم تقطع إلى قطع صغيرة.
5. تفرك قطع الدجاج بنصف ملعقة صغيرة من البهار وربع ملعقة صغيرة من الفلفل الأبيض وتترك جانبا.
6. وفي وعاء آخر ينقع الأرز في الماء الساخن لمدة 30 دقيقة ثم يصفى ويغسل بالماء البارد ويصفى.
7. ثم تذوّب ملعقتا طعام من الزبدة في قدر ويقلى فيها الأرز لمدة دقيقة كاملة، يضاف بعدها كوبان من مرقة الدجاج مع مزيج التوابل ويطهى الخليط حتى يمتص الأرز كل الماء.
8. يحضر وعاء عميق مقاوم لحرارة الفرن له قعر دائري مثل القبة، تصف شرائح الباذنجان المقلية على جدران الوعاء ثم تسكب طبقة من الأرز المسلوق وكمية من قطع الدجاج.
9. تكرر العملية نفسها بوضع طبقة من شرائح الباذنجان ومن ثم طبقة من الأرز.
10. يسكب كوب من مرقة الدجاج فوق محتوى الوعاء ويغطى سطح الأرز بورقة ألومنيوم ثم يخبز الوعاء في الفرن حتى يمتص الأرز كل الماء.
11. يخرج الوعاء من الفرن ويترك جانبا ليرتاح نصف ساعة على أن يغطى بفوطة مطبخ في مكان فاتر.
12. يقلب محتوى الوعاء فوق طبق التقديم وتوزع فوقه بقية قطع الدجاج، ثم يزين الطبق باللوز المقلي والصنوبر.

Saturday, September 5, 2009

al Quran & pengantarabangsaan


القـرآن .. والعـولمة

سلمان بن فهد العودة
القرآن والصيام ميزتان لشهر رمضان؛ ولذا سمي شهر الصيام والقيام.
وأول ما نزل القرآن فيه؛ ولذا كان جبريل يدارس النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ مانـزل من القرآن ويعارضه كل سنة مرة، حتى كان العام الذي توفي فيه فدارسه القرآن كله مرتين لمزيد من ضبطه وتحديد محكمه ومنسوخه، وكان هذا إيذانا بقرب أجله عليه السلام.
واليوم وعبر التاريخ يقبل المسلمون على قراءة القرآن وختمه فرديا أو مع الإمام في صلاة التراويح، ولا غرو فمن قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات.
بيد أني أزعم أن ثمة ما يقال هنا؛ فقد تربينا على رعاية المقدار أكثر مما تربينا على رعاية الصفة.
فنحن نتساءل: كم قرأت ؟
وفي كم ختمت ؟
ونسمع من الواعظ دوما أن فلانا ختم في يوم، وآخر في يومين وثالث في ركعة!
ويفوت الكثيرين أن يتأملوا ــ بغض النظر عن صدق هذه المرويات وثبوتها ــ كيف كان هدي النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ في القراءة؟!
وما معنى أن جبريل يختم معه في الشهر مرة، وفي آخر رمضان صامه ختم معه مرتين فحسب؟!
إن المسألة كانت مدارسة وتأملا وتدبرا، وإنما أنـزل القرآن لهذا (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب).
في زمن العولمة وما يصحبها من المتغيرات الهائلة يصبح الركون إلى القرآن معلما أساسا، لأنه يكرس قاعدتين لازمتين.
أولاهما: قاعدة العلميات
وهي الأصول النظرية للاعتقاد التي بها يصير المرء مسلما، وهي مفصل القضية، ومفرق الطريق بين الإيمان والكفر؛ كالإيمان بالله وأسمائه وصفاته والملائكة والكتاب والنبيين والبعث واليوم الآخر ولقاء الله.
الثانية: قاعدة العمليات
وهي الأصول العملية الناتجة عن القاعدة الأولى، كالصلاة والزكاة والصوم والحج.
والأولى تضبط عقل الإنسان عن الانفلات والجموح والانفصال عن مداره الصحيح، وإن كانت لا تمنعه من الانطلاق والتفكير والاسترسال وراء كل ما من شأن العقل أن يدركه أو يحاوله.
والثانية تضبط سلوك الإنسان من الجنوح، والضياع، والسقوط في مهاوي الرذيلة والبؤس.
وهذا أهم ما تفتقر إليه حركة الأفراد والمجتمعات اليوم في الأوساط الإسلامية.
ومن لطيف الأمر أن هذه المبادئ شديدة الوضوح في نصوص الكتاب، ولذا سميت (محكمات)، فهي داخلة فيما ذكره ابن عباس ــ رضي الله عنه ــ من أنه: (شيء تعرفه العرب من لغاتها).
فآيات التعريف بالله تعالى، والرسل، وقصصهم، ووعد الآخرة ووعيدها؛ مما يفهمه عامة الناس دون الحاجة إلى مطالعة الكتب، أو مراجعة العلماء.
وإن كان سؤال أهل الذكر ومراجعة تصنيفهم مما يزيد العلم رسوخا، ويزيل اللبس ويؤلف المختلف، ويرتقي بالإيمان.
وهكذا آيات الأعمال من صلاة، وصدقة، ونحوها، فهي ظاهرة ويزيدها ظهورا جريان العمل عليها عند المسلمين، وتلقيهم لصفاتها، وهيئاتها، وأعدادها جيلا بعد جيل.
فلم يختلف المسلمون قط في المباني الأربعة، من حيث ثبوتها وركنيتها.
ولا اختلفوا في أعداد الصلوات المفروضة، ولا في مقدار الزكاة الأصلي، ولا في صفة الصوم أو الحج، وإنما كان خلافهم في تفصيلات ذلك، مما يقع بحكم الطبيعة البشرية أن يختلف الناس فيه.
إن تدبر هذا القرآن ينجز لنا معلمين عظيمين لا غنى عنهما لمن أراد أن يبقى مسلما، وأن يحقق الريادة في الحياة والحضارة.
المعلم الأول:
ضبط القدر الذي تجتمع الأمة عليه، ولا يسعها التهاون فيه بحال من مسائل العلم والعمل.
وهو الذي يحفظ لها كونها (أمة)، إذ لم تكن أمميتها جغرافية بحتة، أو تاريخية، أو جنسية... بل هذه توابع لكونها ( أمة ملية).
والمعلم الثاني:
فتح منافذ الإبداع، والابتكار، والتفكير العلمي الموضوعي في الكون والإنسان والحياة الدنيا، التي هي محل حركة العقل في الاستكشاف والتسخير، والتي صرنا بإهمالها أمثولة للأمم، وكأننا نعيش عجزا ذاتيا في الإدراك، وكأننا لم نكن يوما من الدهر أساتذة الحضارة وقادتها..
فهل يعود القرآن حاكما لحركتنا العقلية وسيرتنا العملية وبرامجنا التنموية؟
أم سيظل ألفاظا تتلى دون روية ولا إدراك ولا تفهم، كما حكى ربنا عن بني إسرائيل: (ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون).
قال الكسائي والزجاج: الأماني التلاوة.
والله أعلم
.