Monday, August 31, 2009

malam ganjil atau genap?


أكد الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية ان شهر رمضان فرصة لخروج الناس من أسر شهواتهم حلالها وحرامها لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( حفت الجنة بالمكارة وحفت النار بالشهوات ) موضحا أن الشهوات تحف طريق النار ، والإنسان فى رمضان يتحرر من شهواته ، وبذلك يكون قد تحرر من طريق النار المحفوه بالشهوات وعتق منها .
وأشار المفتى في حديثه لقناة الرسالة إلى ان ليلة القدر سميت بهذا الاسم لأمرين : أنها ذات قدر عظيم وهذا واضح فى قوله تعالى ( ليلة القدر خير من ألف شهر ) وذلك لعظم أجرها وثوابها موضحا أنها ليلة يقدر فيها عند الله كل أمر حكيم وعظيم وكل أمر يتعلق بالإنسان من صحة وأرزاق وتقوى أما الأمر الثاني ان هذه الليلة قد اختصت بها امة الإسلام فقط لكشف ما بها من أسرار ، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم (التمسوها فى العشر الأواخر من رمضان ) يعد تكريما لهذه الأمة لقوله تعالى ( كنتم خير امة أخرجت للناس ) .
وأضاف المفتى، بحسب موقع "الإسلام تايم" : ان ليلة القدر يمكن ان تكون وترية ويمكن ان تكون زوجية وحتى الآن لم يستطع المسلمون التعرف عليها فكان جابر بن عبد الله يجزم أنها فى السابع والعشرين وبعض الناس أيدوا هذا الرأي معللين ذلك قولهم ان ليلة القدر مكونة من تسع حروف وتكررت فى سورتها ثلاث مرات وعدد كلمات السورة ثلاثون كلمة قوله تعالى( سلام هى ) تعد رقم سبع وعشرين والبعض الآخر ربطها ببداية الشهر ويقولون أنها ليلة وترية فى الجمعة الأخيرة من رمضان مضيفا منهم من تتبع السنين السابقة واكتشفوا ان رمضان يبدأ أيام الأحد أو الاثنين أو الأربعاء أو الجمعة ،مجزمين انه لا يبدأ إلا فى هذه الأيام ويقولون إذا بدا يوم الاثنين فتكون ليلة القدر يوم الرابع والعشرين من رمضان إما اذا بدأ الأحد فتكون ليلة القدر يوم الخامس والعشرين من رمضان وتكون يوم الأربعاء معللين ان القرآن نزل فى نفس اليوم .
وقال المفتى انه مع الاختلافات السابقة حتى الان لا يستطيع احد ان يتيقن بهذه الليلة لذلك انصح الصائمون إذا جاء العشرة الأواخر من رمضان إتباع هدى النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان صلى الله عليه وسلم اذا جاء العشرة الأواخر يشد مئزره كما كان يعتكف فى هذه الأيام ويتحرى ليلة القدر كما كان صلى الله عليه وسلم كثير الدعاء والذكر والاستغفار وكان شديد الإنفاق .
وتطرق المفتى إلى علامات ليلة القدر فقال : انها ليلة معتدلة لا تكون شديدة الحر فى الحر ولا تكون شديدة البرد فى البرودة مبينا انها ليلة هادئة ويكون فيها نوعا من أنواع السلام والسكينة مشيرا ان علاماتها ان صباحها ليس شديد الحرارة حيث تكون الشمس خافتة كأن هناك غماما وذلك لصعود الملائكة إلى السماء موضحا ان هذا الصعود يقلل ضوء الشمس الى الظهيرة مضيفا ان أهم شيء فى هذه الليلة ان يوفقنا الله فى الدعاء لأنه فى هذه الليلة الدعاء مستجاب ويكون الدعاء كما علمنا صلى الله عليه وسلم ان نقول "اللهم انا نسألك العفو والعافية فى الدين والدنيا والاخرة"

Pembukaan Kota Mekah


فتح مكة.. انتصار الحق على الباطل
حامد المهيري

لأول مرة يعترف الباطل بالوجود الإسلامي، وتلتزم له قريش بما لم تكن من قبل تطبقه، فمن خلال معاهدة صلح الحديبية في ذي القعدة سنة 6 هجرية استطاع الإسلام أن ينتشر في آفاق كثيرة، كان الميثاق بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش في بنده الثالث "من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه، وتعتبر القبيلة التي تنضم إلى أي الفريقين جزءا من ذلك الفريق، فأي عدوان تتعرض له أي من هذه القبائل يعتبر عدوانا على ذلك الفريق"؛ فدخلت خزاعة في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وبنو بكر في عهد قريش، لكن نكثت قريش العهد، فهجمت بنو بكر على خزاعة، بسبب عداوة قديمة.

فتوجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكة في جيش قوي ليؤدب أهلها، فحاول أبو سفيان تجديد الصلح، فلم يفلح وحاول حاطب ابن أبي بلتعة إخبار قريش بمسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فاكتشفت حيلته. وقال عليه الصلاة والسلام "اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها". وسار الجيش حتى وصل مرّ الظهران، وأصبحت أم القرى مقيدة، واستسلمت للقدر، والجيش يتقدم ودخلها بفضل الله تعالى وعونه مع أصحابه ظافرين منتصرين بلا مقاومة تذكر من المشركين.

وأخيرا تحطم الأصنام، وتوطأ بالأقدام، وطأطأ المتكبرون رؤوسهم، ينتظرون مصيرهم وامتلأت الكعبة بالمؤمنين ذاكرين الله، مصلين طائفين مطمئنين، واختار الرسول صلى الله عليه وسلم بلال الحبشي ليعلن من فوق الكعبة عقيدة التوحيد في أذانه للصلاة "يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" "محمد آية 8". وهكذا استطاع محمد صلى الله عليه وسلم فتح مكة وإعادة الأمن والسلام للبيت الحرام، وأن ييسر للناس حج البيت، وصدق وعد الله "ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين" "القصص آية 4".

لقد خطب الرسول عليه الصلاة والسلام في قريش خطابا قويا، ومما قاله "يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم؛ قال اذهبوا فأنتم الطلقاء". وممن بايعوه حضرت هند بن عتبة زوجة أبي سفيان متنكرة خوفا مما صنعته بحمزة؛ وقال عليه الصلاة والسلام للنساء "أبايعكن على ألا تشركن بالله شيئا" مضيفا "ولا تسرقن" فقالت هند "إن أبا سفيان رجل شحيح، فإن أنا أصبت من ماله هنأت" "فقال أبو سفيان "وما أصبت فهو لك حلال" فضحك الرسول عليه الصلاة والسلام وعرفها، فقال "وإنك لهند؟" قالت "نعم، فاعف عما سلف يا نبي الله عفا الله عنك" فقال "ولا يزنين" فقالت "أوتزنى الحرة؟" فقال "ولا يقتلن أولادهن" قالت "ربيناهم صغارا، وقتلتموهم كبارا فأنتم وهم أعلم"، وكان ابنها حنظلة بن أبي سفيان قد قتل يوم بدر.

وقال "ولا يأتين ببهتان"، فقالت "والله إن البهتان لأمر قبيح وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق"، فقال "ولا يعصينك في معروف"، فقالت "والله ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك". ولما رجعت كسرت صنمها وهي تقول "كنا منك في غرور".

وبقي الرسول صلى الله عليه وسلم 19 يوما يجدد معالم الإسلام ويرشد إلى الهدى، وأمر بكسر الأصنام ونادى مناديه بمكة "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنما إلا كسره" وأمر خالد بن الوليد بكسر صنم العزى، وعمرو بن العاص بكسر صنم سواع وهو لهذيل، وسعد بن زيد الأشهلي بكسر صنم مناة.

إن طريق الحق في الدنيا مفروش بالأشواك مليئا بالعقبات، وعلى المصلحين وأهل الخير ألا ييأسوا بما يلاقونه من عنت في محيط قومهم، ولا يقنطوا بسبب الابتلاء بالحسنات أو السيئات "وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون" "الأعراف آية 168"، "ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون" "الأنبياء آية 35"، "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون" "البقرة آيات 154-156".

هذا الابتلاء يجب ألا يقعدنا عن الكفاح والسعي للإصلاح والاجتهاد لكسب الأصلح "إن ينصركم الله فلا غالب لكم" "آل عمران آية 160". فالحياة الدنيا ميدان صراع بين الحق والباطل، والخير والشر؛ والإنسان كائن والوقوع في شباك الهوى والمعصية وقوة الباطل والشر تنزع به إلى تلبية نداء الغريزة، وتخلد به إلى الأرض، وتقوده إلى كل ما يشبع نهمها ويطفئ طمأها، ولو على حساب أن تلقي به في التهلكة.

لم يترك الله تعالى عباده في ضياع، إذ أرسل إليهم رسلا تهديهم إلى الحق وتنهاهم عن الباطل، وخاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب معجزة القرآن، هذا الكتاب المقدس الخالد بيّن بوضوح طريق الرشد وطريق الغي، ولم يجبر الله عباده على طريق، فترك لهم الخيار بعدما بيّن محاسن الرشد ومساوئ الغي ومنح لعباده عقولا تنير لهم السبيل، فمن اجتهد منهم اجتهادا صائبا فاز، ومن أهمل الحركة العقلية خسر، خصوصا وقد يسّر الله على الساعين للخير إمكانية الكشف عن الحق المطهر من زيف الباطل في قوله تعالى "فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد" "ق آية 22".

فمتى يستيقظ العرب والمسلمون من غفلتهم المزرية، وسكرتهم المذلة، وصمتهم عن حقهم المشروع، وجبنهم أمام المتجبرين؟ ومتى يقلعون عن خصوماتهم المفرقة والمشتتة والمفككة وحدتهم؟ ولم يتعظوا بالماضي ويحافظوا على نعمة الله عليهم "واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها" "آل عمران آية 103".

أجيبوني يا عرب، يا مسلمين، عن هذا السؤال الوجيه الذي طرحه الله عليكم في كتابه العزيز المقدس الذي هو مصدر شريعة الإسلام "أفمن أسّس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين"؟ "التوبة آية 109"، ألم يهدكم الله لتقرؤوا قوله تعالى "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"؟ "فصلت آية 34"، هذا بالنسبة للعدو، وأنتم يا مسلمين، وخصوصا منكم الفلسطينيين، لمَ لا تتعظوا بموقف الرسول عليه الصلاة والسلام في فتح مكة مع المشركين، فهذا سلوك يخزي أهل لغتكم وعقيدتكم
.

Friday, August 28, 2009

puasa dan kesihatan


الصوم . . الغذاء والدواء

من الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين بشهر رمضان المبارك ليكون شهرا للصوم والعبادات والشعور مع الفقراء والمساكين وتعويد النفس على الصبر ليس فقط على شهواتها وملذاتها الدنيوية المختلفة وإنما أيضا على ملذات الطعام المختلفة من منطلق أن “المعدة بيت الداء والحمية أصل الدواء” .
غير ان ما يحدث في الشهر الفضيل هو أن موائد الافطار لا تخلو من أطعمة مختلفة ومتنوعة إلى درجة ان بعض خبراء التغذية يصفونها بالقنابل أو الكوارث الغذائية، خصوصا مع وجود “الدهن العداني” الذي لا يخلو الطعام منه أبدا خصوصا في شهر رمضان الفضيل، وهو ما يسبب العديد من المشاكل الصحية عند الاصحاء . .فكيف الحال مع المرضى الذين يحتاجون إلى التقيد بحميات خاصة مثل مرضى السكري والكبد؟ وكذلك الحوامل ايضا؟
ومع توالي أيام الصيام في الشهر الكريم تكثر الأسئلة:

ماذا نأكل؟ وكيف نأكل؟ وهل هناك مدى للسعرات اللازمة للجسم بعد ساعات الحرمان من الطعام؟ وكيف يمكن تفادي التداخلات الغذائية؟
التداخلات الغذائية وإراحة الجسم
يقدم الدكتور مصطفى عبد الرازق نوفل أستاذ علوم التغذية بجامعة الأزهر عددا من المؤشرات والنماذج التي تحقق أقصى استفادة من كل ما نأكل ونشرب، خصوصا في ظل نظرة البعض للغذاء نظرة سطحية خالية من الفهم حيث يراها أنها الطعام الذي لابد أن يتناوله ولا يعنيه أن يعرف نوعية وفائدة الغذاء وكميته أو عناصره الغذائية .
ويرى الدكتور نوفل أن الأطعمة المفيدة للجسم بكل عناصرها كما وكيفا متوافرة ومعروفة، لكننا نرتكب خطأ فادحا بالإسراف في تناولها، وفي هذا إجهاد للجسم وإرهاق لأعضائه من دون فائدة .
ويقول “ان الافراط في تناول الطعام يؤدي إلى اضطراب أجهزة الجسم المختلفة ويعد بداية لزيادة الوزن التي تؤدي في نهايتها إلى الاضطرابات المرضية، لذلك فالمنطق يحتم علينا التنوع والاعتدال في الكمية والنوعية تبعا لحاجة الجسم من السعرات الحرارية اليومية، هذا مع الوضع في الاعتبار نوعيات الغذاء الثرية التي تملأ طاولاتنا خلال شهر رمضان المبارك” .
ويضيف: دعونا نرى ماذا يفعل الجسم إزاء ما يدخله من الغذاء؟ وهل له موقف محدد أو رد فعل واضح تجاهه؟ وهل تخضع أجهزة الجسم الحيوية بكل تركيباته المعقدة وتستسلم لهذا التداخل الغذائي دون مشاركة أو انفعال؟
والحقيقة أن التداخلات الغذائية ظاهرة طبيعية يعيشها الناس بكل مظاهرها الحقيقية، فبعض الشعوب لا تتمكن من تناول الغذاء الأمثل، ولأسباب متعددة يظل أغلب طعامها محصورا في بعض الأطعمة مثل كثير من القبائل الآسيوية التي تتغذى على الأطعمة النباتية فقط وسكان المناطق الباردة يمكنهم العيش سنوات طويلة على البيض واللحوم والأسماك، وهناك بعض النباتيين الذين يحذفون كل الأطعمة الحيوانية من وجباتهم بما فيها أغذية الألبان ومنتجاتها بينما نجد أن هذه الأغذية نفسها المستبعدة من الألبان ومنتجاتها تعتبر الوجبات الأساسية لبعض المعمرين في مناطق مختلفة من العالم .
إذن كيف تتوافق أجسام كل هؤلاء البشر مع اختلاف غذائهم اليومي؟ لا شك أن أجسامهم قد نظمت نفسها وتكيفت وعدلت نظمها الحيوية لتتداخل مع غذائها لتحقيق أقصى استفادة منه، وتزداد تداخلات الجسم وضوحا مع صعوبة تحقيق الفوائد الصحية المتوقعة للجسم من تناوله لكثير من المنتجات الغذائية التي تم تدعيمها بعناصر مغذية مختلفة، ويختلف حدوث هذه الفائدة بين الناس مع عدم ضمان استمرارها، وربما يعتمد ذلك على وجود بعض الفروق بين الأجسام، كما قد يعزى إلى وجود التداخلات الجسمية مع كل ما يدخل إليه من غذاء ومن تداخلات غذائية .
ولأن الأطعمة الرمضانية ثرية في كميات الدهون والسكريات بشكل لا نهائي حيث يكفي أن نقول إن قطعة واحدة من حلوى الكنافة المصنوعة في المنزل تعادل غذاء كاملا في يوم عادي فما بالنا بمختلف الأنواع الأخرى من هذه الأطعمة مثل الحلوى والمشهيات والمحشيات والمكسرات وغيرها ما يؤدي الإسراف فيها إلى نتيجة سريعة في زيادة الوزن لدى كثير من الأفراد، ولكن في ظل نظرية التداخلات الغذائية فإن تأثيرات نوعية وكمية الطعام يختلف تأثيرها من شخص إلى آخر، وما يؤيد ذلك أن التقديرات العالمية للاحتياجات الغذائية لجسم الإنسان تختلف من وقت إلى آخر ولا تبقى على نفس معدلاتها السابقة، ففي بداية القرن العشرين كان متوسط التوصيات الغذائية المسموح بها من البروتين للشخص البالغ 100 جرام / يوم، ومن الدهون 100 جرام أيضا، ومن الكربوهيدرات 400 جرام يوميا بينما كانت قبل بداية القرن التوصيات الغذائية من البروتين تصل إلى 280 جراما في اليوم، أما الآن فقد هبط المعدل إلى 70 جراما في اليوم، بل إن كثيرا من الأفراد يمكنهم العيش أصحاء على كمية من البروتين تصل إلى 40 جراما يوميا، وفي الوقت نفسه هناك بعض الناس يتناولون 140 جراما من البروتين يوميا دون أن تظهر عليهم أي أضرار .
كل ذلك يؤكد أن للجسم تداخلات خاصة يصعب السيطرة عليها أو التحكم فيها، ولذلك تحولت تقديرات الاحتياجات الغذائية المعلنة إلى مجرد وسيلة للتوجيه أكثر منها قاعدة أو قانونا يلزم اتباعه، ومعنى ذلك أيضا أننا نتوقع عدم نجاح هذه التقديرات الغذائية لكل فرد على حدة .
وللتأكيد على هذه التداخلات يقول الدكتور نوفل إنه في أحيان كثيرة يكون للجسم رد فعل عنيف عندما تدخل إليه بعض المواد الغريبة عنه ضمن غذائه، ويوصف الجسم في هذه الحالة بأنه حساس، فهناك علاقة تداخل بين الحساسية وصناعة الجسم فإذا دخلت بعض المواد الغريبة إلى الجسم تحدث فيه تداخلات وقائية تتضمن إنتاج الأجسام المضادة للتصدي لمثل هذه المواد الغريبة، وتقوم بإبطال مفعولها داخل الجسم .
ويضيف أنه من معجزات الخالق في خلق الجسم البشري أنه جعل له قدرة كبيرة على إحداث تداخلات تساعده على التكيف مع الظروف المحيطة والتي تستجد في نظم طعامه، والتي من أهمها ما يتناوله من غذاء وأيضا طريقة ووقت تناوله لهذا الغذاء .

فالشعب الإنجليزي مثلا يتناول وجبة كبيرة في الإفطار، بينما يقل نفس حجم هذه الوجبة عند الشعب الفرنسي، وفي هولندا يتصدر اللحم البارد وأصناف الجبن مائدة الإفطار، وفي دول أخرى يفضلون عدم تناول الكفاية من الطعام طوال اليوم ويكتفون بوجبة عشاء كبيرة .

أما الإجابة عن سؤال كم وجبة يتعين على المرء تناولها في اليوم؟ فلم تتحدد بشكل نهائي، فالإجابات متعددة وتختلف من مكان لآخر ومن وقت لآخر، فجسم الإنسان له رد فعل لكل الظروف التي يواجهها مكيفا نفسه بالدرجة المناسبة لكل ظرف، ولو فكرنا أن المعدة مثلا لها قدرة محددة على تناول كمية معينة، ولا يمكنها أن تستوعب كل كمية الطعام الكافية لسد احتياجات الجسم يوميا مرة واحدة، فهناك من يتناول 5 وجبات في اليوم، وهناك من يخالف هذا الرأي ويرى أنه يجب أن تحصل المعدة على راحة أطول، وهناك من يتساءل: ولماذا تستريح المعدة بالذات مع أن القلب والرئتين والكليتين مثلا لا تستريح ولا تتوقف عن العمل، بل إن راحة المعدة قد تؤدي إلى تواجد حمض الهضم منفردا في المعدة دون تخفيفه بالطعام مما ينتج عنه عسر الهضم أو قرحة بالمعدة .

كذلك الأمر لتناول الماء أثناء الأكل حوله عدة آراء، فهناك من ينصح بعدم شرب الماء أثناء الأكل لأن الماء يخفف من إفرازات العصارة الهاضمة فيقل تأثيرها، ويصبح الهضم عسرا وبطيئا، والبعض يرى أن الماء قد ينشط إفرازات الهضم عند الذين يحبون ذلك مع الأكل لأن شرب الماء في هذه الحالة سيماثل في تأثيره تناول الوجبات المحببة إلى النفس والتي نؤكل بشهية فيزيد الجسم من إفرازات الهضم .

وهناك بعض الناس الذين لا يهتمون بتناول الطعام في مواعيد منتظمة ويأكلون حين يشعرون بالجوع أو بالرغبة في تناول الطعام، ومن الملاحظ أيضا أن الذين يتبعون نظاما ثابتا لتناول الطعام تبدأ أجسامهم في الشعور بالإرهاق والقلق فور تجاوز موعد تناول الوجبات مما يسبب لهم مشاكل هضمية أحيانا، لذلك فالصحيح هنا أن للجسم تداخلا واضحا على رغبات الأفراد وشهيتهم بطبيعة الأطعمة التي تؤكل في المواسم المعينة كالصيف مثلا أو الشتاء، فنجد الجسم يفقد شهيته للطعام أثناء الجو الحار بينما تتميز وجبات نهار الصيف بأنها خفيفة وقليلة السعرات الحرارية وهذا ما يحققه نهار رمضان لهذا العام .

وبشكل عام يرى الدكتور نوفل أن تقليل كمية الغذاء في وجبتي الإفطار والسحور وتكرار تناول بعض الحلوى والفاكهة بكميات صغيرة بين الوجبتين يعتبر هو الحل الأمثل للصيام في صيف قائظ .

أعراض الصوم والتغذية الصحية

ان اتباع أسس التغذية الصحية خلال شهر الصوم يجنب الصائم الاعراض الصحية العديدة التي يتعرض لها مثل العطش والصداع والغثيان والرغبة في القيء وعسر الهضم والإمساك، والتي يظهر أثرها بوضوح في الأيام الأولى للصيام، نتيجة التغيير في مواعيد وأنماط التغذية .

وتقول الدكتورة نوال الحمد مديرة إدارة التغذية والإطعام بوزارة الصحة الكويتية انه يمكن تجنب هذه الأعراض أو تقليل حدتها، بالالتزام بنظام متكامل لا يركز على المقالي والسكاكر التي تؤدي إلى مشاكل صحية متنوعة سواء للمريض أو للشخص السليم .

وحول العطش الذي يشعر به الصائم، تقول إنه يحدث نتيجة الامتناع عن تناول السوائل طوال فترة الصيام مع استمرار الجسم في فقدها بصورة عرق وبول وبخار ماء يخرج مع الزفير مما يجعل الجسم بحاجة إلى تعويض فوري وكاف لما فقدته الأنسجة من سوائل . ولذلك فإن الاختيار الصحيح للأطعمة وطرق إعدادها يسهم في الإقلال من الشعور بالعطش، وهذا يتطلب تناول كميات كافية من الماء والسوائل أثناء الوجبات، على ألا تكون عالية التركيز من السكر، حتى لا تحثّ الجسم على إفراز البول وزيادة الشعور بالعطش .

وبالنسبة للصداع فإنه يحدث نتيجة نفاد مخزون الجسم من الغلوكوز والغليكوجين، وهما المصدر الرئيسي للطاقة، لاسيما للدماغ كما يحدث الصداع نتيجة ارتفاع درجة حموضة الدم نتيجة استهلاك الجسم بعض الدهون والبروتينات في إنتاج الطاقة، مع عدم وجود كمية كافية من السوائل للتخلص من النتائج الضارة لهذه العملية .

وتنصح الدكتورة الحمد باتباع الآداب النبوية لتجنب الصداع مثل تعجيل الفطور والبدء بالتمر أو الفواكه وتأخير السحور .

وبالنسبة للغثيان والرغبة في القيء، واللذين قد يشعر بهما الصائم خلال الأيام الأولى للصوم بمجرد الانتهاء من تناول وجبة الإفطار، فان سبب ذلك هو تناول كميات كبيرة من الطعام والشراب بعد الجوع لفترة طويلة وارتفاع مستوى حموضة الدم لدى الصائم في آخر النهار . ولهذا يجب تجنب تناول كميات كبيرة من السوائل عند الافطار وتناول رشفات منها في درجة حرارة معتدلة والتدرج في تناول الطعام واختيار الأطعمة الخفيفة سهلة الهضم .

وقد يحدث عسر الهضم للصائم بسبب تغيير مواعيد تناول الطعام والإسراف في تناول الغذاء في وجبة الافطار والتهام الطعام دون مضغ .

وبهذا الصدد ينصح الصائم بالابتعاد عن تناول أصناف الطعام المقلية والدسمة والصلصات المركزة والأطعمة الغنية بالبهارات وعدم النوم بعد تناول الطعام مباشرة .

أما الإمساك فإنه يصيب الصائم نتيجة نقص السوائل وعدم تناول أغذية غنية بالألياف والاعتماد على الأطعمة المركزة في الطاقة والإسراف في تناول المشروبات القابضة كالشاي والقهوة .

ويدعو خبراء التغذية في هذا الشأن إلى تناول كميات كافية من الخضروات والفواكه، مبينة أنها الطريقة الأفضل للوقاية من الأصابة بالإمساك، كما دعت إلى الاعتدال في تناول الحلويات الرمضانية وممارسة الأنشطة البدنية التي تحسن من وظائف الجهاز الهضمي .

وفي هذا الصدد يقول باحثون إن تناول المقالي يومياً يزيد خطر الاصابة بسرطان الامعاء .

وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) أن صندوق أبحاث السرطان الدولي نبه من أن تناول 150 غراماً من اللحوم المصنعة مثل النقانق يومياً يزيد خطر الاصابة بالسرطان بنسبة 63% .

وتزيد السعرات الحرارية المرتفعة في المأكولات المقلية خطر السمنة ولهذه علاقة بالكثير من أمراض السرطان .

وبحسب خبراء، فإن رجلاً من بين ،18 وامرأة من بين 20 معرضون للاصابة بسرطان الامعاء في بريطانيا .

ويحتوي طعام الافطار التقليدي الانجليزي المؤلف من البيض المقلي والنقانق وقديد اللحم والفطر والطماطم على حوالي 700 سعرة حرارية .
وفي هذا السياق، قال البروفيسور مارتن وايزمان، الذي يعمل مستشاراً علمياً لدى صندوق أبحاث السرطان الدولي “بالنسبة للبعض فإن تناول وجبة افطار مكونة من قديد الخنزير والنقانق قد يكون أمرا طيبا لبدء النهار، ولكنك اذا فعلت ذلك بانتظام فسوف يزداد خطر إصابتك بسرطان الامعاء الذي يعد أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً في المملكة المتحدة” .

ومن جانبها، قالت سارة هيوم من مركز ابحاث السرطان في بريطانيا إن الكثير من الدراسات العلمية أظهرت أن مرض سرطان الامعاء موجود لدى الذين يأكلون اللحوم المصنعة والحمراء .

التمر أولاً

من السنة ان يبدأ الصائم افطاره بالتمر والماء أو الحليب، ويؤكد خبراء التغذية ان بدء الافطار بذلك هو من افضل الخيارات الصحية نظرا لان التمر يحرض على اعادة الاماهة في خلايا الجسم .

والتمر من أغنى أنواع الأطعمة بالغلوكوز،لذا فهو الافضل عند الافطار، وهو مصدر جيد للبروتين والدسم والفيتامينات بما فيها A، B2،B12 كما يحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر المعدنية الكالسيوم، الفوسفور، البوتاسيوم، الصوديوم، المغنزيوم، الكوبالت، النحاس والمنغنيز . الفركتوز المتواجد في التمر مع الغلوكوز يتحول بسرعة في الجسم ويتم امتصاصه فورا ليوفر الطاقة لخلاياه بعد فترة الصيام خاصة خلايا الدماغ، الخلايا العصبية، وكريات الدم الحمراء .

يؤكد الاطباء على فائدة ما ورد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من صحة الافطار على تمر وماء ومن ثم اداء صلاة المغرب ليعود بعدها إلى تناول وجبته الكاملة، فقد ثبت أن هذه الدقائق ستتبح المجال لتحريض خلايا الجسم على امتصاص السوائل التي تحتاجها مع السكاكر الواردة إلى الجسم مع التمر المتناول عند الافطار .

ويقول اخصائيو التغذية إن ارتفاع كل من القيمة الطاقية والغذائية للتمر يجعل تناول القليل منه يسهم على نحو مميز في اثراء وتحسين القيمة الغذائية لوجبة الافطار دون الاخلال بمحتواها، الطاقي، ويساعد تناول التمر مع وجبة الافطار على تصحيح حموض الدم التي تنتج عن تمثيل أو استقلاب بعض الأغذية المتناولة في الافطار كاللحم، .

وترجع تلك الخاصية المضادة أو المعدلة لحموضة الدم إلى احتواء التمر على مستويات مميزة من المعادن القلوية كالكالسيوم (65 ملجم%) والفوسفور (72 مللجم%) والحديد (3 مللجم%) .

ويساعد بدء الافطار بالتمر على مركبات كيماوية غير غذائية تحد من النشاط الدرقي وهي “الجلوكوسياولات”، وهي مركبات يحضر تأِثيرها الصيدلاني على وظائف الدرقية في منع تكون هورمون “البتروكسين” بها وكذلك مادة “الثيوسيانات” المتدخلة في مأخوذ الغدة الدرقية من اليود “وذلك في حالة تناول جرعات دوائية معزولة من تلك المركبات” .

أما التأثير الثاني فيرجع إلى قابلية التمر على توفير تغذية عاجلة للمخ والجهاز العصبي بالغذاء الذي يعتمد عليه في الظروف الطبيعية وهو سكر الجلوكوز .

فالتمر غذاء غني بالطاقة ومغذٍ وتكسبه تلك الخاصية ميزة الاستفادة به غذائيا وصحيا عند تناول بضع تمرات فقط حيث يزود الجسم بأهم احتياج له من المغذيات وهو السكر الذي يعد أفضل مغذٍ لخلايا المخ والأعصاب التي تعتمد على السكر في التغذية في الظروف الطبيعية، كما أن السكر أو طبيعة المادة الكربوهيدراتية المتاحة به سريعة الهضم والامتصاص فتسعف الصائم بحاجته العاجلة إلى التغذية به ولا سيما تغذية الأعضاء الحيوية المتأثرة بالجوع الناتج عن الصيام وهي المخ والأعصاب .

ويقول الاخصائيون إن بساطة المكونات الغذائية المتاحة بالتمر ووجودها بصورة تكاد تكون قابلة للامتصاص وانخفاض محتواه من البروتينات والدهون يجعله غذاء سهل الهضم يناسب تغذية الصائم حيث تكون المعدة في حالة ركود أو خمول وظيفي . كما أن احتواء التمر على الأحماض العضوية وكونه غذاء مالئا نسبيا نتيجة ما يحتويه من الألياف يساعد على تهيئة المعدة لاستقبال الطعام من خلال تأثيرة التنشيطي لوظائف الهضم، كما أن ارتفاع محتوى التمر من الألياف يستدعي مضغه جيدا قبل ابتلاعه فسيتغرق زمنا في الفم ويساعد هذان العاملان أيضا على تنشيط مراكز الشبع .

ويعتبر اخصائيو التغذية التمر من أفضل الأغذية المضادة للامساك نتيجة احتوائه على نسبة عالية من الألياف الغذائية التي تزيد من حجم الفضلات في القولون مما يساعد على تماسها بالجدار الداخلي للقولون فتنبه حركاته الطاردة للفضلات وتزيل حالة الإمساك وتساعد أيضاً الاحماض العضوية على احداث نفس التأثير الوظيفي من خلال تأثيرها المشبه للحركة الوظيفية للقولون .

ومن جانبه يؤكد الدكتور عز الدين الدنشاري أستاذ السموم بطب القاهرة “ان التمر واللبن أفضل ما يتناوله الصائم في إفطاره” كما تؤكده السنة النبوية الشريفة وأيده العلم والدراسات البحثية .

ويضيف أن التمر والحليب يمدان الجسم بما يحتاجه من سكريات وبروتينات وغيرها من العناصر العديدة، وفي نفس الوقت يحميان الجسم من كثير من الأمراض والمشاكل الصحية بتكوين مضادات الميكروبات .

ويوضح الدكتور الدنشاري أن التركيب الكيميائي للتمر يحتوي على 61% 90% مواد سكرية، كما يحتوي على 1.47 % 2,2% فيتامينات، 1.4% إلى 3% بروتينات، 2% 3.5 % سليولوز، بالإضافة إلى الأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والماغنسيوم والفسفور بالإضافة إلى العناصر النادرة كالمنجيز والنحاس والكبريت ولأن المعدة تحتاج إلى تهيئة، وكذلك الأمعاء مثل تناول الطعام بمدة كافية حوالي من 10 15 دقيقة، وهذا يحققه تناول التمر والحليب قبل هذه المدة، كذلك يحتاج إلى ضرورة تناول الطعام على مرحلتين عند الإفطار وعدم الإقبال بشراهة على طعام الإفطار، وهذه هي الحكمة النبوية عميقة المعاني التي تشتمل على مجمل الجوانب الطبية والتعبدية، ومن خلال التمر يأتي “بلح الرطب” وهو أعظم فائدة للإنسان، فالرطب له فوائد عديدة حيث يتلقاه الكبد بسرعة فينشط الجسم، كما أن فائدته تصل إلى المخ عن طريق الكبد، كما أن العناصر الغذائية للتمر تمد الصائم بالطاقة الحرارية والنشاط، كما يؤدي أكل الرطب في الإفطار إلى التغلب على الصداع الذي كثيرا ما يحدث بعد الأكل والإفطار في رمضان، بالإضافة إلى أن تناول التمر يساعد على تنشيط إفرازات الجهاز الهضمي التي تساعد على هضم طعام الإفطار الذي يتناوله الصائم بعد أن يؤدي صلاة المغرب، كما أن التمر يحتوي على معظم العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم مثل السكريات والبروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن، وحيث إن عناصر التمر سهلة الهضم لما يحتويه من مواد سكرية “فركتوز” يمتص امتصاصا سريعا من الجهاز الهضمي إلى الدم فإنها تصل مباشرة إلى المخ .

كما أن سكريات التمر لا تنتج عنها غازات في الأمعاء أو متاعب في الجهاز الهضمي مثلما يحدث بعد تناول سكر القصب، ويحتوي التمر على نسبة عالية من الأحماض الأمينية اللازمة لبناء خلايا الجسم وإصلاح ما تلف منها، بالإضافة إلى تكوين أجسام مضادة للميكروبات وإجراء وظائف حيوية عديدة .

والتمر بأنواعه يحتوي على عدة عناصر من فيتامين “ب” وهي عناصر لازمة للتمثيل الغذائي وتهدئة الأعصاب كما يعتبر مصدرا من مصادر فيتامين “ج” الذي يساعد على امتصاص الحديد وتكوين خلايا الدم الحمراء، فضلا عما يقوم به فيتامين “ج” من زيادة حيوية الجسم وتنشيط المناعة لمقاومة الأمراض، كما أن التمر منتج أصلي لفيتامين “أ” وهو الفيتامين الذي يساعد على الإبصار ليلا .

من ناحية أخرى تشير البحوث والدراسات إلى أن التمر والرطب يحتويان على مضادات الأكسدة وهي مواد تساعد على الوقاية من الأمراض أو علاج الفيروسات الشاردة .

وأثبتت الدراسات أن الأفراد الذين اعتادوا على تناول التمر بأنواعه تقل لديهم نسبة الإصابة بالأورام وأمراض الروماتيزم وأمراض العيون والجلد وغيرها .

كما أثبتت البحوث أن ميكروبات الكوليرا لا تعيش في التمر أكثر من ثلاثة أيام وهو ما يؤكد أن التمر يحتوي على مضادات للميكروبات .

أما بالنسبة للحليب فإن القيمة الغذائية له لا ترجع فقط إلى تركيبته الغنية بكثير من المقومات اللازمة لصحة الإنسان إنما أيضا ترجع لتواجدها بنسب متوازية، وهو ما لا يتحقق في تركيب الأغذية الطبيعية الأخرى، فالمكونات الغذائية الرئيسية الثلاث وهي النشويات والسكريات والبروتينات موجودة بالحليب بنسب مختلفة وهي ما تسمح لجسم الصائم بالحصول على الطاقة وبناء وتكوين وتجديد أنسجة الجسم وهو ما لا يحدث عند تناول غذاء آخر بمفرده، كما أن بروتين الحليب يتميز عن جميع المنتجات الأخرى بوجوه على صورة قابله للتناول مباشرة وبدون أي حاجة لإعداده وطبخه، ومع وفرة محتوى الحليب من الكالسيوم والفسفور فهو يمد الجسم بثلث ما يحتاجه يوميا منهما .

كذا فإن الحليب هو الغذاء الطبيعي الوحيد الذي يوجد فيه الكالسيوم والفسفور بنسب مختلفة، وهذه النسب تسمح بأقصى استفادة للجسم، كما أن إضافة الحليب أو طبخه مع الأغذية الأخرى يعد عاملا مهما في بناء جسم سليم صحي، وهذا ما نحتاجه في شهر رمضان المبارك .

كما يأتي ضمن فوائد تناول الحليب مع التمر في الإفطار تلك المواد الموجودة به والتي تساعد على قتل البكتيريا الضارة بالأمعاء بالإضافة إلى أنه يمثل أكبر عامل فعال في بناء عظام الإنسان خاصة لدى الأطفال، كما أكدت البحوث أن للحليب فائدة كبيرة لدى المسنين في قتل البكتيريا الضارة بالأمعاء بما يغني عن تناول المضادات الحيوية، كما أن احتياج الجسم لعنصر الكالسيوم الذي يصل إلى 800 مليجرام يجعله في حاجة إلى تناول الحليب .

وكانت دراسة علمية أجراها المركز القومي المصري للبحوث قد اكدت أن التمر أو البلح المجفف يساعد في الحماية من السرطان وتسوس الأسنان ويقوي العصب البصري .

وبينت الدراسة أن اثر الوقاية الصحية في التمر يعود إلى احتوائه على مجموعة كبيرة من العناصر الغذائية، أهمها الحديد والمغنيسيوم ومجموعة فيتامين (ب) ومادة الفلوريد التي تزيد نسبتها في التمر عن الفواكه الأخرى بخمسة أضعاف . كما يحتوي التمر على فيتامين (ج) وبروتين وسكريات بنسبة 85 بالمائة، ودهون وألياف وأحماض أمينية تنشط التفاعلات الكيميائية، وذلك حسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية .

ودعت الدراسة المصرية إلى ضرورة إدخال التمر ضمن غذاء الأطفال لأنه يمنحهم المزيد من السكريات اللازمة لتوليد الطاقة .

يذكر أن القائمين على شؤون التغذية يشددون على أهمية استبدال الحلويات الرمضانية بالتمر والفاكهة المجففة والابتعاد عن الدهون والمقالي قدر المستطاع .

الزيتون غذاء وشفاء

يعتبر الزيتون غذاء مكملا يحرص البعض على وجوده على المائدة بشكل دائم، بينما لا يعرف الكثيرون عن فوائده العظيمة إلا قليلا، ولفائدته الكبيرة ينصح الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ علوم الغذاء بالمركز القومي للبحوث بمصر بالاهتمام بوجوده ضمن الأطباق الرمضانية، كما أن استخدام زيت الزيتون يعتبر من أفضل المواد الدهنية الواقية من الأمراض .

شجرة الزيتون تتطلب سنوات طويلة حتى تبلغ أشدها كما تقضي عامين كاملين وهي تمتص أشعة الشمس وتعمل على تهيئة ثمرها مكتسبة فيتامين “S” بينما نجد أن زيت بعض الحبوب الأخرى التي تنمو في باطن الأرض تكاد تكون خالية من هذا الفيتامين، كما هو الحال في زيت (الفول السوداني) كما أن طول المدة التي تقضيها شجرة الزيتون في إعداد ثمارها يجعل هذه الثمار تأتي سوية التكوين متجانسة المحتوى .

ويقول الدكتور الشوبكي إن ثمرة الزيتون وحيدة البذرة وجلدها لامع أخضر يتحول إلى اللون الأسود والأرجواني عند تمام النضج، وتعتبر من الأغذية المهمة والمفيدة للصائمين لأنها تحتوي على 85% من الأملاح المعدنية مثل البوتاسيوم والماغنسيوم والفسفور والكالسيوم والكبريت والحديد والنحاس والكلور وبه أيضا عدد من الفتيامينات أهمها (أ، ب، ج، د) وقليل من البروتين، وهو يعتبر مخصبا ومقويا للنسل، كما أن ثمار الزيتون الناضجة لها قيمة غذائية عالية لما بها من نسبة مرتفعة من الزيت، وتستعمل هذه الثمار لاستخراج الزيت، وهذا الزيت يمتاز عن غيره من الزيوت بصفات كثيرة تعود على الإنسان بالصحة والعافية فهي أسهل هضما من جميع الزيوت الأخرى وأقل خطرا كذلك يحتوي زيت الزيتون بمواد تميزه عن باقي الزيوت الأخرى وهي مجموعة “ليبونيد” أو أشياء الدهون وهي مواد ذات أثر فعال في تغذية الحجيرات السمعية في الإنسان، خاصة النسيج السنجابي في الدماغ، وبذلك يمكن اعتبار زيت الزيتون عاملا في زيادة القدرة على التفكير وهو ما اعتدنا تسميته بالذكاء والثمار الخضراء مرغوبة في الأكل حيث يتم نقعها في الماء حتى تزول منها المادة المرة وتصبح طرية وتحتفظ بالماء والملح .

كما وصف الزيتون وزيته في الطب الحديث بأنه مغذ وملين ومدر للصفراء ومفتت للحصى ومحارب للإمساك أيضا هو مفيد لمرضى السكري . وينصح باستخدامه لعلاج حالات الإمساك أثناء الصوم وكعلاج لأداء الصفراء لمرضى السكري بأخذ معلقتين صغيرتين من الزيت مرة قبل تناول طعام الإفطار ومرة أخرى بعد تناول طعام السحور ولتحسين طعمه يمكن إضافة عصير الليمون الحامض إليه .

ومن الفوائد الأخرى لزيت الزيتون استخدامه في التداوي خارجيا فهو يفيد في حالات الإكزيما والخراجات الجلدية وتشقق جلد اليدين والعناية بجلد الوجه وشعر الرأس ولمعالجة الروماتيزم، والتهاب الأعصاب والتواء المفاصل، وهنا يمكن صنع كريم رأس ثوم يبشر في 200 جرام زيت زيتون ينقع مدة يومين إلى ثلاثة أيام ثم يفرك به مكان الوجه عدة مرات . ولعلاج تشقق الأيدي والأرجل من البرد تدهن بمزيج من زيت الزيتون والجلسرين مقدارين متساويين كما يستعمل زيت الزيتون على مدى واسع في صنع بعض المأكولات كما يستخدم في أغراض طبية أخرى، وفي الصناعات وتعليب الأسماك وغيرها .

الفول المدمس والزبادي الأفضل

في وجبة السحور لمرضى الكبد

يوجد نوعان من مرضى الكبد، فهناك من يعانون من التهاب كبدي حاد وهؤلاء يجب ألا يصوموا لأنه يوجد عندهم تكسير حاد في خلايا الكبد واضطراب شديد في الوظائف ويجب الحفاظ على الدورة الدموية للكبالدكتور

والنصيحة العامة لهؤلاء هي عدم ترك المعدة خالية، وفي نفس الوقت عدم امتلاء المعدة، فالمعدة الخالية تقلل سريان الدم للكبد مما يؤثر في وظائفه، وامتلاء المعدة يزيد الحمل على الكبد كعضو مهم في العملية الهضمية، كما أنه في حالات الالتهاب الحاد يكون الكبد غير قادر على التلاؤم مع الكمية الكبيرة من الطعام .

أما النوع الثاني من المرض كما يقول الدكتور يحيى الشاذلي أستاذ ورئيس الجمعية المصرية لدراسة أمراض الجهاز الهضمي والكبد فهم من يعانون من الأمراض المزمنة للكبد وتشمل: الالتهاب الكبدي المزمن فيروس “سي” و”بي” وتليف الكبد، وهؤلاء في أغلب الأحوال عليهم أن يعيشوا من ناحية الغذاء بطريقة طبيعية تماما، سواء كان الالتهاب الكبدي مزمنا ومستقرا أو تليفا كبديا متكافئا، أي عدم وجود فشل كبدي .
وأضاف أنه على هؤلاء المرضى أن يأكلوا بانتظام مثل الشخص السليم، وبالتالي يستطيعون الصوم سواء كانوا يأخذون علاجا أو لا يأخذون .

وأشار إلى أنه في حالات التليف الكبدي غير المتكافئ أي المصحوب بفشل أو هبوط شديد في وظائف الكبد فهؤلاء عليهم عدم الصيام، ويجب عليهم الالتزام بنظم خاصة في الغذاء، مثل مريض استسقاء البطن أو تورم القدمين نتيجة اختزان الماء والصوديوم في الجسم، وهذا المريض عليه الامتناع عن تناول ملح الطعام، ويوصف له في معظم الأحوال مدرات للبول لخروج الصوديوم والماء الزائد من الجسم، وبالتالي لا يستطيع أن يصوم لأنه يحتاج إلى تعويض الماء الذي يفقده الجسم عن طريق إدرار البول .

وواصل قائلا إن هذا ينطبق أيضا على حالات الفشل الكبدي أو ما يسمى بالغيبوبة الكبدية، علما بأنه ليس كل المرضى في حالات غيبوبة تامة أي غياب عن الوعي لكن هناك علامات يستطيع الطبيب منها أن يشخص أن المريض سيدخل في غيبوبة كبدية، وهذا المرض له نظام غذائي خاص يشمل الإقلال من البروتينات والإكثار من النشويات والسكريات وفي بعض الأحيان يحتاج إلى محاليل ومطهرات للقولون للإقلال من الأمونيا، وهذه الحالة لا تتناسب مع الصوم، لذلك فهذا المريض معفى تماما من الصوم .

أما مريض نزيف دوالي المريء فبعد أن يحقن أو بعد ربط الدوالي يكون عرضة لتكرار عملية النزيف، ومن الأسباب التي قد يكون لها دور في هذا التكرار هو حموضة المعدة، وبالتالي ينصح بعدم ترك المعدة خالية بل واستخدام مثبطات إفراز الحامض، ويجب أن تكون الدورة الدموية متكافئة لما يتطلب أخذ السوائل باستمرار .

وانتقل للحديث عن استفادة الكبد السليم من الصيام موضحا أن الكبد هو الفلتر أو مصفاة الجهاز الهضمي، فهو يتعامل مع كل ما يتم امتصاصه من الجهاز الهضمي سواء أغذية عن طريق التمثيل الغذائي أو سموم بإزالة أثرها السيئ، وبالتالي فإن الكبد عرضة طوال 24 ساعة للإرهاق . وأضاف أن ترك الجهاز الهضمي في راحة لفترة معينة يمكن الكبد من التمثيل الغذائي الأمثل بحيث لا تختزن فيه الدهون والجلايكوجين، ويكون لديه الفرصة للتخلص منها قبل تخزين مواد جديدة .

لفت إلى أنه يجب الأخذ في الاعتبار أنه عند الإفطار لا يكون الكبد جاهزا للتعامل مع كمية كبيرة من المواد الغذائية دفعة واحدة، لذلك فإن في حالة تناول كمية كبيرة من الطعام في الإفطار تسلب من الكبد الفائدة التي أخذها خلال فترة الصيام .

لذلك ينصح بتجهيز الجهاز الهضمي بالإفطار على شيء بسيط دافئ وعدم الإكثار من الدهون والنشويات، وأن نهتم بالإقلال من الطعام والعناية بنوعيته، فلا تكون الكمية كبيرة والإقلال من الدهون والنشويات .

أما في السحور فهناك اعتقاد خاطئ بأن تناول كمية كبيرة من الطعام سيجعل المعدة ممتلئة أطول فترة ممكنة وهذا غير صحيح بل العكس هو الذي يحدث، فعند أكل كمية كبيرة من الطعام في وجبة السحور نثير إفراز الإنزيمات الهاضمة والهرمونات بأكثر من اللازم وبالتالي بعد أربع أو خمس ساعات يحدث نقص في السكر في الدم والشعور بالجوع .

وأوضح أن هناك بعض الأغذية تأخذ فترة أكبر في عملية الهضم وبالتالي تزيد مدة الإحساس بامتلاء المعدة، ومنها الفول المدمس والزبادي .
مرضى القلب يتجنبون الجلطات

تنقسم أمراض القلب إلى ثلاث مجموعات أولها العيوب الخلقية، وعادة ما تنتشر في الأطفال، وثانيها الأمراض المكتسبة مثل الحمى الروماتيزمية وتكثر في الأماكن المزدحمة بالسكان، حيث تحدث التهابات الميكروب السبحي، وتنتشر بين الأسر التي تقيم في مساكن لا تدخلها الشمس ولا التهوية .

تسبب الحمى الروماتيزمية ضيقا أو ارتجاعا في الصمام الميترالي أو الأورطي، والنوع الأخير يحدث في السن الكبيرة، وهي أمراض الشرايين التاجية، وإن كانت حاليا تحدث بين الشباب، حيث يحدث ضيق أو انسداد وقصور في الدورة الدموية في شرايين القلب، فيعاني المريض من آلام مبرحة في الصدر وهي ما يطلق عليها الذبحة الصدرية، وإذا حدث انسداد كامل في الشرايين تحدث الجلطة ويتحول جزء من عضلة القلب إلى نسيج ليفي وهي مرحلة متقدمة .

ويقول الدكتور محمد البطاوي أستاذ جراحة القلب والصدر بطب القاهرة إن الصيام يريح الجسم كله ويريح المعدة بصفة خاصة، وهي ملامسة للقلب، وحين تمتلئ تكثر ذبذبات القلب الأذينية أو البطينية ويحدث عدم انتظام في ضربات القلب، وحين تكون المعدة خالية نتجنب تلك الذبذبات الكثيرة وما يصاحبها من أعراض .

أضاف أن الصائم لو كان من المدخنين فإنه يمتنع عن هذه العادة السيئة قرابة 12 ساعة، ومعروف أضرار السجائر والشيشة على المدن خاصة المصابين بأمراض الشرايين التاجية .

وأشار إلى أن الامتناع عن الأكل والشراب في رمضان يعرض المرض لحدوث جلطات خاصة إذا كان في شهور الصيف حيث يفقد المريض كثيرا من السوائل، وهذا يسبب زيادة لزوجة الدم فيحدث بطء في الدورة الدموية وتحدث الجلطات .

وأوضح أن الجلطات تحدث أكثر لمرضى ضيق الصمام الميترالي المصحوب بذبذبة أذينية لأن ضيق الصمام مع حدوث الذبذبة يحدث نوعا من البطء في الدورة الدموية فيتجلط الدم ويحدث له نوع من الركود وبالتالي يسبب الجلطات .

وواصل قائلا إن ضيق الصمام الميترالي يكون مصحوبا بذبذبة أذينية وعدم تصريف للدم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر فيؤدي إلى ركود حركة الدم مما يسبب جلطات في الأذين وهي قابلة للانتشار في المخ والكلى والشرايين وتسبب مضاعفات، ومثل هذا المريض لا يصوم لأن فقدان السوائل تحدث لزوجة الدم فتزيد من بطء حركة الدم مسببة الجلطات .

وقال إن مرضى الشرايين التاجية يتم إعطاؤهم أقراصا للمساعدة على سيولة الدم، لذلك فهم يجب ألا يصوموا، لأن من يعاني من ضيق الشريان التاجي يعاني أيضا من ضيق في الشرايين الأخرى خاصة شرايين المخ، ومن الممكن أن يؤدي الصيام والامتناع عن تناول الماء لفترات طويلة إلى زيادة لزوجة الدم وحدوث الجلطات سواء في شرايين المخ أو القلب، وينصح لهم بعدم الصيام خاصة في الجو الحار لأنهم يحتاجون إلى موانع لتجلط وأدوية السيولة .

وحذر من الإفراط في تناول “الطرشي والكنافة والقطائف” بكثرة في رمضان لمرضى القلب، “فالطرشي” به ملح بنسبة تركيز عالية وهذا يؤدي إلى حدوث هبوط في القلب فيفشل في أداء وظائفه كمضخة للدم ويحدث تورم في الجسم خاصة في القدمين وارتشاح خاصة في الصدر والبطن .

أوضح أن الحلويات فيها مواد دسمة وهي خطر على مرضى الشريان التاجي، لأن الدهون تترسب على جدران الشرايين وتزيد الضيق كما تزيد من نسبة الكوليسترول .

وذكر أن المريض الذي يعاني من ارتجاع في الصمام الميترالي أو الأورطي ولا توجد عنده أعراض هبوط في القلب يمكن أن يصوم طالما أن هذا لا يتعارض مع مواعيد الأدوية .

وأشار إلى أن مريض الحمى الروماتيزمية إذا كان يعاني من ضيق أو ارتجاع في الصمامات أو من الاثنين معا فهو معرض للوصول إلى مرحلة هبوط في القلب لذلك يستحسن ألا يصوم .

ونصح الشخص السليم بالابتعاد عن التدخين وعدم الإفراط في تناول الأكلات الدسمة، والاعتدال في تناول المواد الحريفة وممارسة الرياضة وهي مطلوبة في كل الأعمار وكل الحالات، لأن الحركة تعمل على ليونة العضلات وتحفيز الدورة الدموية وعدم حدوث جلطات في الساقين، وعدم حدوث جلطات بسبب النوم أو عدم الحركة لفترة طويلة، ومن الممكن ممارسة رياضة المشي بدون الوصول لمرحلة الإجهاد، ولا ينصح بالسير في الشمس حتى لا نفقد السوائل ويفضل قبل الغروب أو بعده .

أيضا من المهم عدم التوتر والانفعال وعدم الإفراط في السهر وعدم الإفراط في شرب المنبهات مثل الكافيين الموجود في القهوة .

الصوم وممارسة الرياضة

ينصح الدكتور ماهر القبلاوي عميد كلية العلاج الطبيعي بأن تستغل المرأة حلول شهر رمضان في ممارسة رياضة الأيروبك أثناء نهار الصوم مما يساعدها على التخلص من الاكتئاب، فالصوم يمنحها هدوء الأعصاب بعيدا عن التوترات اليومية التي قد تحدث في الأيام العادية، لهذا فإن استقطاع ساعة واحدة يوميا من وقتها لممارسة التمرينات الرياضية يجعلها تستعيد نشاطها وحيويتها والشعور بالانتعاش نتيجة لفقدها الطاقة الزائدة .

كما أن الحركات الرياضية تعمل على تنشيط الدورة الدموية وزيادة التركيز الذهني وتقوية عضلة القلب مما يؤهلها لزيادة معدل نشاطها وممارسة عملها بشكل أفضل وأكثر اتقانا . كما يشير الدكتور القبلاوي إلى أن الأيروبكس يقوي العضلات ويزيد من مرونتها، بالإضافة إلى دور حركة التمرينات التي تساهم في الاستفادة من الأوكسجين بأكبر قدر ممكن وبالطريقة السليمة من خلال الشهيق والزفير وهو حتما يؤدي إلى توازنها النفسي وتخلصها من أي إحساس بالاكتئاب والملل .

ولكن من ناحية أخرى يحذر الدكتور القبلاوي من ممارسة الرياضة والتمرينات السريعة في الحر، وعلى الرغم من أن ممارسة الرياضة قد تساعد على خفض الوزن إلا أنها في حالة ممارستها بعيدا عن جو مكيف ومخصص لذلك تسبب أخطارا على الصحة .

ويؤكد أن ممارسة الرياضة في الأيام الحارة والرطبة تؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من الماء والأملاح ويلجأ البعض إلى تناول الأملاح وعدم شرب الماء أو التخفيف منه، وهذا الخطأ بعينه لأن الماء في هذه الحالة أهم، وقد تصل كمية الماء المفقودة في الأيام الحارة إلى 5,2 جالون وفقد 10% من وزن الجسم من خلال العرق قد تصبح مشكلة حقيقية تهدد حياة الإنسان، وفقد 3% من وزن الجسم من السوائل يؤدي إلى الإصابة بضربة شمس .

ويؤكد الدكتور القبلاوي أن الماء لا يحتوي على سعرات حرارية وبالتالي فإن شرب كميات كبيرة من الماء خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور لا يؤدي إلى السمنة، وفقد الماء في الجسم لا يشكل أي دور في فقدان الدهون من الجسم، وبالتالي فإن فقد الماء عملية غير مرغوب فيها خلال التخسيس بل هي خطيرة وبالتالي فإن الذين يلجؤون للتخسيس بارتداء ملابس ثقيلة، والجري في الجو الحار يعرضون أنفسهم لضربة شمس ومشاكل صحية أخرى لا تقل خطورة .

كما أن دهون الجسم لا تذوب بالحرارة ولكن بالمجهود البدني، وعلى كل من يقوم بالتخسيس أن يلتزم بالقاعدة العلمية التي تقضي بأن تكون السعرات الحرارية التي يتناولها الإنسان في الطعام أقل من السعرات الحرارية المبذولة نتيجة الممارسة الرياضية وبالتالي تزيد كمية الفاقد عن المكسب .

من جهته يحذر استشاري كويتي من ممارسة الرياضة أثناء الصيام للمرضى في حال عدم انتظام السكر في الدم لديهم .

ويقول استشاري امراض السكر رئيس قسم وحدة السكر بمستشفى الاميري الدكتور عبدالنبي العطار ان السكر ينخفض مع ممارسة الرياضة في الصوم مما يسبب هبوطا بالسكر وقد يعرض المريض للخطر مشددا على اهمية التأكد من مستوى السكر في الدم .

ويشير إلى ان هناك دراسة أمريكية اظهرت زيادة مضاعفات مرضى السكر اثناء صيامهم موضحا ان المضاعفات التي قد تعرض لها مرضى السكر اثناء الدراسة هي هبوط وارتفاع السكر والجفاف .

ويذكر ان مرضى السكر ينقسمون إلى مجموعات حسب درجات الخطورة وهم المرضى الذين يعتمد علاجهم على النظام الغذائي فقط حيث انهم اقل عرضة للمضاعفات فيما الاكثر عرضة هم مرضى السكر من النوع الاول .

ويشدد الدكتور العطار على اهمية استشارة الطبيب المعالج قبل الاقدام على الصوم لان كل مريض سكر يعتبر حالة خاصة وقد تتفاوت الارشادات من مريض إلى آخر داعيا المرضى إلى الأكثار من تناول السوائل بين الأفطار والسحور وقياس نسبة السكر بالدم خلال رمضان أكثر من المعتاد اضافة إلى الاكثار من الخضروات الطازجة .

ويؤكد ضرورة اتباع ارشادات الطبيب في حال موافقته على الصيام وهي التغذية والرياضة والتحليل المنزلي اضافة إلى كسر الصيام والافطار عند الضرورة.

Saturday, August 22, 2009

keistimewaan romadhon


فى حلقة خاصة عن شهر رمضان الكريم تحدث الدكتور محمد العريفى خلال برنامجه "بينى وبينكم" عن فضائل الشهر العظيم وأشار الى حكمة الله سبحانه فى تفضيله بين خلقه زمانا ومكانا، حيث فضل بعض الأماكن على بعض ، وفضل بعض الأزمنة على بعض، ففضل في الأزمنة شهر رمضان على سائر الشهور، فهو فيها كالشمس بين الكواكب، واختص هذا الشهر بفضائل عظيمة ومزايا كبيرة، فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن، قال تعالى : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان } ( البقرة 185) .

وقال: هو الشهر الذي فرض الله صيامه، فقال سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } ، وهو شهر التوبة والمغفرة ، وتكفير الذنوب والسيئات ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) رواه مسلم ، من صامه وقامه إيماناً بموعود الله ، واحتساباً للأجر والثواب عند الله ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفِر له ما تقدم من ذنبه ) ، وقال : ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) ، وقال أيضاً : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) . ومن أدركه فلم يُغفر له فقد رغم أنفه وأبعده الله ، بذلك دعا عليه جبريل عليه السلام ، وأمَّن على تلك الدعوة نبينا صلى الله عليه وسلم ، فما ظنك بدعوة من أفضل ملائكة الله، يؤمّن عليها خير خلق الله .

وأضاف : وهو شهر العتق من النار، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه : قال صلى الله عليه وسلم : ( وينادي مناد : يا باغى الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ).

وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران ، وتصفد الشياطين،يقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين ) ، أي أنهم يجعلون في الأصفاد والسلاسل ، فلا يصلون في رمضان إلى ما كانوا يصلون إليه في غيره .

وهو شهر الصبر ، فإن الصبر لا يتجلى في شيء من العبادات كما يتجلى في الصوم ، ففيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها ، ولهذا كان الصوم نصف الصبر ، وجزاء الصبر الجنة، قال تعالى : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } .

وهو شهر الدعاء ، قال تعالى عقيب آيات الصيام : { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان } .وهو شهر الجود والإحسان ولذا كان صلى الله عليه وسلم - كما ثبت في الصحيح - أجود ما يكون في شهر رمضان ، وهو شهر فيه ليلة القدر ، التي جعل الله العمل فيها خيراً من العمل ألف شهر ، والمحروم من حرم خيرها، قال تعالى : { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } .

فانظر ايها المسلم إلى هذه الفضائل الجمة، والمزايا العظيمة في هذا الشهر المبارك ، الذى لابد ان تعرف حقه وأن تقدره حق قدره ، وأن تغتنم أيامه ولياليه ، عسى أن تفوز برضوان الله، فيغفر الله لك ذنبك وييسر لك أمرك، ويكتب لك السعادة في الدنيا والآخرة.

Saturday, August 15, 2009

wallet nest

nasyid 2

muqaddimah hukum puasa


مقدمة في أحكام الصيام

الصيام فريضة من فرائض الدين الحنيف، شرعه الله لهذه الأمة، كما شرعه لمن سبقها من الأمم، قال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } (البقرة:183). ولأهمية هذا الركن من أركان الإسلام، كان من المناسب أن نقدم ببعض ما يخص هذا الشهر الكريم، فنقول:
الصيام لغة: الإمساك مطلقاً، تقول: صام عن الكلام، إذا امتنع عنه ولم يكلم أحداً ، أما معناه شرعاً: فهو الإمساك عن الطعام والشراب وسائر المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. وفرضيَّة صيام شهر رمضان ثبتت بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، ومرَّت فرضيتة بأربع مراحل:
المرحلة الأولى : صيام يوم عاشوراء وجوباً ، وهو اليوم العاشر من المحرم، وكان صلى الله عليه وسلم قد أمر بصيام هذا اليوم قبل أن يفرض صيام شهر رمضان.
أما المرحلة الثانية فجاءت بالتخيير بين صيام شهر رمضان أو دفع فدية للمساكين، كما قال تعالى: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} (البقرة:184).
والمرحلة الثالثة : إيجاب الصيام حتما على المقيم الصحيح القادر المكلف ، لكن إذا حضر الإفطار وغربت الشمس ، فله أن يأكل أو يشرب ما لم ينم ، فإن نام ، حرم عليه الطعام والشراب والنساء إلى الليلة القابلة ، فحصل عليهم حرج ومشقة شديدة ، ويدل لهذه المرحلة ما رواه البخاري عن البراء رضي الله عنه قال : (كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي ، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما ، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها : أعندك طعام؟ قالت: لا ، ولكن أنطلق فأطلب لك، وكان يومه يعمل فغلبته عيناه ، فجاءته امرأته ، فلما رأته قالت خيبة لك ، فلما انتصف النهار غشي عليه ، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلت هذه الآية {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم {(البقرة: من الآية187) ، ففرحوا بها فرحا شديدا ونزلت {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود{(البقرة: من الآية187). واستقر الأمر في المرحلة الرابعة : على وجوب صوم هذا الشهر الكريم، على كل مكلف قادر مستطيع على الصيام، قال تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} (البقرة:185).
ثم إن الصيام عموماً - كما فصَّلت ذلك السُنَّة - ليس على درجة واحدة، ولا على مرتبة واحدة، بل منه الواجب والمحرم ومنه المستحب والمكروه . فمن الصوم الواجب، صيام رمضان ، وصوم النذر؛ ومن الصوم المحرم صيام يومي العيدين . ومن الصوم المندوب صيام ستة أيام من شوال، وصيام تاسعواء وعاشوراء، وهما يومي التاسع والعاشر من المحرم، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصيام يوم وإفطار يوم . ومن الصوم المكروه صوم يوم الجمعة منفرداً.

permulaan puasa dan berbuka


بدء صيام اليوم ونهايته
قال الله تعالى : [ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ] قال الإمام ابن كثير رحمه الله : " هذه رخصة من الله تعالى للمسلمين , ورفع لما كان عليه الأمر في ابتداء الإسلام , فإنه كان إذا أفطر أحدهم , إنما يحل له الأكل والشرب والجماع إلى صلاة العشاء أو ينام قبل ذلك , فمتى نام أو صلى العشاء , حرم عليه الطعام والشراب والجماع إلى الليلة القابلة , فوجدوا من ذلك مشقة كبيرة , فنزلت هذه الآية , ففرحوا بها فرحا شديدا , حيث أباح الله الأكل والشرب والجماع في أي الليل شاء الصائم , إلى أن يتبين ضياء الصباح من سواد الليل. فتبين من الآية الكريمة تحديد الصوم اليومي بداية ونهاية , فبدايته من طلوع الفجر الثاني , ونهايته إلى غروب الشمس . وفي إباحته تعالى الأكل والشرب إلى طلوع الفجر دليل على استحباب السحور .وفي " الصحيحين " عن أنس , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { تسحروا , فإن السحور بركة }
الترغيب بالسحور
وقد ورد في الترغيب بالسحور آثار كثيرة , ولو بجرعة ماء , ويستحب تأخيره إلى وقت انفجار الفجر. ولو استيقظ الإنسان وعليه جنابة أو طهرت الحائض قبل طلوع الفجر , فإنهم يبدءون بالسحور , ويصومون , ويؤخرون الاغتسال إلى بعد طلوع الفجر .وبعض الناس يبكرون بالتسحر لأنهم يسهرون معظم الليل ثم يتسحرون وينامون قبل الفجر بساعات , وهؤلاء قد ارتكبوا عدة أخطاء :
أولا : لأنهم صاموا قبل وقت الصيام .
ثانيا : يتركون صلاة الفجر مع الجماعة , فيعصون الله بترك ما أوجب الله عليهم من صلاة الجماعة .
ثالثا : ربما يؤخرون صلاة الفجر عن وقتها , فلا يصلونها إلا بعد طلوع الشمس , وهذا أشد جرما وأعظم إثما , قال الله تعالى : [ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ] ولا بد أن ينوي الصيام الواجب من الليل , فلو نوى الصيام ولم يستيقظ إلا بعد طلوع الفجر , فإنه يمسك , وصيامه صحيح تام إن شاء الله.
تعجيل الإفطار
ويستحب تعجيل الإفطار إذا تحقق غروب الشمس بمشاهدتها أو غلب على ظنه بخبر ثقة بأذان أو غيره : فعن سهل بن سعد رضي الله عنه , أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر } متفق عليه , وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل : { إن أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا } والسنة أن يفطر على رطب , فإن لم يجد , فعلى تمر , فإن لم يجد , فعلى ماء , لقول أنس رضي الله عنه : { كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات , فإن لم تكن رطبات , فتمرات , فإن لم تكن تمرات , حسا حسوات من ماء . .. } رواه أحمد وأبو داود والترمذي , فإن لم يجد رطبا ولا تمرا ولا ماء أفطر على ما تيسر من طعام وشراب . وهنا أمر يجب التنبيه عليه , وهو أن بعض الناس قد يجلس على مائدة إفطاره ويتعشى ويترك صلاة المغرب مع الجماعة في المسجد , فيرتكب بذلك خطأ عظيما , وهو التأخر عن الجماعة في المسجد , ويفوت على نفسه ثوابا عظيما , ويعرضها للعقوبة , والمشروع للصائم أن يفطر أولا , ثم يذهب للصلاة , ثم يتعشى بعد ذلك.
دعاء الافطار
ويستحب أن يدعو عند إفطاره بما أحب , قال صلى الله عليه وسلم : { إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد } ومن الدعاء الوارد أن يقول : { اللهم لك صمت , وعلى رزقك أفطرت } وكان صلى الله عليه وسلم إذا أفطر يقول , { ذهب الظمأ , وابتلت العروق , وثبت الأجر إن شاء الله } . وهكذا ينبغي للمسلم أن يتعلم أحكام الصيام والإفطار وقتا وصفة حتى يؤدي صيامه على الوجه المشروع الموافق لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم , وحتى يكون صيامه صحيحا وعمله مقبولا عند الله , فإن ذلك من أهم الأمور , قال الله تعالى : [ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ].

pembatal puasa


مفسدات الصوم

للصيام مفسدات يجب على المسلم أن يعرفها , ليتجنبها, ويحذر منها ; لأنها تفطر الصائم , وتفسد عليه صيامه , وهذه المفطرات منها :

الجماع : فمتى جامع الصائم , بطل صيامه , ولزمه قضاء ذلك اليوم الذي جامع فيه , ويجب عليه مع قضائه الكفارة , وهي : عتق رقبة , فإن لم يجد الرقبة أو لم يجد قيمتها , فعليه أن يصوم شهرين متتابعين , فإن لم يستطع صيام شهرين متتابعين , بأن لم يقدر على ذلك لعذر شرعي , فعليه أن يطعم ستين مسكينا , لكل مسكين نصف صاع من الطعام المأكول في البلد .
- إنزال المني : بسبب تقبيل أو لمس أو استمناء أو تكرار نظر , فإذا حصل شيء من ذلك , فسد صومه , وعليه القضاء فقط بدون كفارة ; لأن الكفارة تختص بالجماع . والنائم إذا احتلم فأنزل , فلا شيء عليه , وصيامه صحيح ; لأن ذلك وقع بدون اختياره , لكن يجب عليه الاغتسال من الجنابة .
الأكل أو الشرب متعمدا: , لقوله تعالى : [ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ]
أما من أكل وشرب ناسيا , فإن ذلك لا يؤثر على صيامه , وفي الحديث : { من أكل أو شرب ناسيا , فليتم صومه , فإنما أطعمه الله وسقاه } ومما يفطر الصائم إيصال الماء ونحوه إلى الجوف عن طريق الأنف , وهو ما يسمى بالسعوط , وأخذ المغذي عن طريق الوريد , وحقن الدم في الصائم , كل ذلك يفسد صومه ; لأنه تغذية له , ومن ذلك أيضا حقن الصائم بالإبر المغذية ; لأنها تقوم مقام الطعام , وذلك يفسد الصيام , أما الإبر غير المغذية , فينبغي للصائم أيضا أن يتجنبها محافظة على صيامه , ولقوله صلى الله عليه وسلم { دع ما يريبك إلى ما لا يريبك } ويؤخرها إلى الليل.
إخراج الدم من البدن : بحجامة أو فصد أو سحب دم ليتبرع به لإسعاف مريض , فيفطر بذلك كله .
أما إخراج دم قليل كالذي يستخرج للتحليل , فهذا لا يؤثر على الصيام , وكذا خروج الدم بغير اختياره برعاف أو جرح أو خلع سن , فهذا لا يؤثر على الصيام .
ومن المفطرات التقيؤ : , وهو استخراج ما في المعدة من طعام أو شراب عن طريق الفم متعمدا , فهذا يفطر به الصائم , أما إذا غلبه القيء , وخرج بدون اختياره , فلا يؤثر على صيامه , لقوله صلى الله عليه وسلم : { من ذرعه القيء , فليس عليه قضاء , ومن استقاء عمدا , فليقض } ومعنى " ذرعه القيء " أي : خرج بدون اختياره , ومعنى قوله : " استقاء " أي : تعمد القيء .
وينبغي أن يتجنب الصائم الاكتحال ومداواة العينين بقطرة أو بغيرها وقت الصيام , محافظة على صيامه .
ولا يبالغ في المضمضة والاستنشاق ; لأنه ربما ذهب الماء إلى جوفه , قال صلى الله عليه وسلم : { وبالغ بالاستنشاق إلا أن تكون صائما }
والسواك لا يؤثر على الصيام , بل هو مستحب ومرغب فيه للصائم وغيره في أول النهار وآخره على الصحيح .
ولو طار إلى حلقه غبار أو ذباب , لم يؤثر على صيامه . ويجب على الصائم اجتناب كذب وغيبة وشتم , وإن سابه أحد أو شتمه , فليقل إني صائم , فإن بعض الناس قد يسهل عليه ترك الطعام والشراب , ولكن لا يسهل عليه ترك ما اعتاده من الأقوال والأفعال الرديئة , ولهذا قال بعض السلف : أهون الصيام ترك الطعام والشراب.
التقوى واستشعار عظمة الله

على المسلم أن يتقي الله ويخافه ويستشعر عظمة ربه واطلاعه عليه في كل حين وعلى كل حال , فيحافظ على صيامه من المفسدات والمنقصات , ليكون صيامه صحيحاً.
وينبغي للصائم أن يشتغل بذكر الله وتلاوة القرآن والإكثار من النوافل , فقد كان السلف إذا صاموا , جلسوا في المساجد , وقالوا . نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدا , وقال - صلى الله عليه وسلم : { من لم يدع قول الزور والعمل به , فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه } وذلك لأنه لا يتم التقرب إلى الله تعالى بترك هذه الشهوات المباحة في غير حالة الصيام إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرم الله عليه في كل حال من الكذب والظلم والعدوان على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم , روي عن أبي هريرة مرفوعا : { الصائم في عبادة ما لم يغتب مسلما أو يؤذه } وعن أنس : { ما صام من ظل يأكل لحوم الناس } فالصائم يترك أشياء كانت مباحة في غير حالة الصيام , فمن باب أولى أن يترك الأشياء التي لا تحل له في جميع الأحوال , ليكون في عداد الصائمين حقاً.

solat jumaat

oh tayba

ya tayba 2

ya taiba

a

nasyeed

muslims in america

romadhon

zikr

Romadhon - maklumat

أخطاء يقع فيها بعض الصائمين والصائمات في شهر رمضان



هذه جملة من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين والصائمات في شهر رمضان.

من الأخطاء: استقبال بعض المسلمين لهذا الشهر الكريم بالمبالغة في شراء الأطعمة والمشروبات بكميات هائلة بدلاً من الاستعداد للطاعة والاقتصاد ومشاركة الفقراء والمحتاجين.
من الأخطاء: تعجيل السحور، وهو ما يقع من بعض الصائمين، وهذا فيه تفريط في أجر كثير، لأن السنة في ذلك أن يؤخر المسلم سحوره ليظفر بالأجر المترتب على ذلك لاقتدائه بالنبي صلى الله عيه وسلم.
ومن الأخطاء: في بعض الصائمين لا يبيت النية للصيام، فإذا علم الصائم بدخول شهر رمضان وجب عليه تبييت نيته بالصيام. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: { من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له } [رواه النسائي]. وقوله: { من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر، فلا صيام له } [رواه الدارقطني والبيهقي وصححه الألباني]. وعلى العكس من ذلك: البعض يتلفظ بالنية وهذا خطأ، بل يكفي أن يبيت النية في نفسه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (والتكلم بالنية ليسى واجباً بإجماع المسلمين، فعامة المسلمين إنما يصومون بالنية وصومهم صحيح) [الفتاوى:ج25- ص:275].
ومن الأخطاء: تعمد الشرب أثنااء أذان الفجر، وهذا بفعله قد أفسد صومه خاصتاً إذا كان المؤذن دقيقاً في توقيته للأذان.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الأذان لصلاة الفجر إما أن يكون بعد طلوع الفجر أو قبله، فإن كان بعد طلوع الفجر فإنه يجب على الإنسان أن يمسك بمجرد سماع الأذان لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: { إن بلالاً، يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر } فإن كنت تعلم أن هذا المؤذن لا يؤذن إلا إذا طلع الفجر فأمسك بمجرد أذانه. [دروس وفتاوى الحرم].
ومن الأخطاء: عدم إمساك من لم يعلم بدخول شهر رمضان، كأن يكون مسافراً أو نائماً أو غير ذلك من الأسباب التي تحول بينه وبين معرفة دخول الشهر، وهذا خطأ منه. فينبغي على المسلم متى علم بدخول الشهر أن يمسك بقية يومه، لما ورد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: { إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً ينادي في الناس يوم عاشوراء: "إن من أكل فليتم أو فليصم ومن لم يأكل فلا يأكل" } [رواه البخاري، ومسلم].
- ومن الأخطاء: جهل البعض بفضل شهر رمضان، فيستقبلونه كغيره من أشهر السنة، وهذا خطأ لما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: { إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين } وفي رواية: { وسلسلت الشياطين } [رواه ا لبخا ري، و مسلم]. وهناك أحاديث كثيرة جداً في فضل هذا الشهر العظيم.
ومن الأخطاء: أن بعض الناس إذا بلغه أن هذه الليلة هي أول ليلة في رمضان لا يصلي صلاة التراويح، وهذا خطأ فإنه بمجرد رؤية هلال رمضان يكون المسلم قد دخل في أول ليلة من ليالي رمضان فمن السنة أن يصلى التراويح مع جماعة المسلمين في المسجد في تلك الليلة.
ومن الأخطاء: ما يفعله بعض الناس من ترك الشارب أو الآكل في نهار رمضان ناسياً يأكل ويشرب حتى يفرغ من حاجته.
قال الشيخ ابن باز: (من رأى مسلماً يشرب في نهار رمضان، أو يأكل، أو يتعاطى شيئاً من المفطرات الأخرى، وجب الإنكار عليه؛ لأن إظهار ذلك في نهار الصوم منكر ولو كان صاحبه معذوراً في نفس الأمر، حتى لا يجترئ الناس على إظهار محارم الله من المفطرات في نهار الصيام بدعوى النسيان). [مجلة الدعوة:1186].
ومن الأخطاء: إنكار البعض على بناتهم إذا أردن الصيام بحجة أنهن صغيرات وقد تكون الفتاة ممن بلغت سن المحيض فتريد الصيام لأنها مكلفة فيمنعها أهلها من ذلك بحجة أنها صغيرة دون سؤالاً عن مجيء الحيض.
قال الشيخ ابن جبرين: (فإن الكثير من الإناث قد تحيض في العاشرة أو الحادية عشر من عمرها فيتساهل أهلها ويظنونها صغيرة فلا يلزمونها بالصيام وهذا خطأ فإن الفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء وجرى عليها حكم التكليف) [فتاوى الصيام].
ومن الأخطاء: تحرج بعض الناس عندما بصبح جنباً فيظن أن صومه باطل وعليه القضاء وهذا خطأ، والصحيح أن صومه صحيح وليس عليه قضاء، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم.
ويقول سماحة الشيخ ابن باز: (الاحتلام لا يبطل الصوم، لأنه ليس باختيار الصائم وعليه أن يغتسل غسل الجنابة إذا رأى الماء). [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة].
ومن الأخطاء: تحرج بعض الناس إذا تذكر أنه أكل أو شرب ناسياً في أثناء صيامه ويشك في صحة صيامه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا نسي أحدكم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه } [أخرجه البخاري]
- ومن الأخطاء: تحرج بعض النساء من وضع الحناء في أثناء الصيام.
قال الشيخ ابن عثيمين: (إن وضع الحناء أثناء الصيام لا يفطر ولا يؤثر على الصيام شيئاً كالكحل وقطرة الأذن وكالقطرة في العين فإن ذلك كله لا يضر الصائم ولا يفطره) [نور على الدرب].
ومن الأخطاء: تحرج بعض النساء من تذوق الطعام خشية افساد الصوم.
قال الشيخ ابن جبرين: (لا بأس بتذوق الطعام للحاجة بأن يجلعه على طرف لسانه ليعرف حلاوته وملوحته وضدها، ولكن لا يبتلع منه شيئاً بل يمجه أو يخرجه من فيه ولا يفسد بذلك صومه. [فتاوى الصيام].
ومن الأخطاء: جهل بعض الناس بمفطرات ومفسدات الصيام مما يقع فيه البعض خاصة مع بداية رمضان، وهذا خطأ عظيم، فمن الواجب على الصائم أن يعرف قبيل رمضان مبطلات ومفسدات الصيام، حتى يتحرز من الوقوع فيها.
- ومن الأخطاء: تحرج البعض من استعمال السواك في نهار رمضان، وربما ظن أن استعمال السواك يفطر، وهذا خطأ قال صلى الله عليه وسلم : { لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة } [متفق عليه]. قال البخاري رحمه الله: (ولم يخص النبي صلى الله عليه وسلم الصائم من غيره).
وقال الشيخ ابن عثيمين: (ولا يفطر الصائم بالسواك بل هو له سنة ولغيره في كل وقت في أول النهار وآخره).
ومن الأخطاء: أن بعض المؤذنين لا يؤذن إلا بعد انتشار الظلام ولا يكتفي بغياب الشمس ويزعم أن ذلك أحوط للعبادة، وهذا مخالف للسنة لأن السنة أن يؤذن حين تغرب الشمس تماماً، ولا عبرة بغيرها. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إذا غاب جميع القرص أفطر الصائم ولا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الأفق. [مجموع الفتارى:25/215].
ومن الأخطاء: غفلة بعض الصائمين عن الدعاء لمن قام، بإفطارهم، فمن السنة إذا أفطر الصائم عند قوم أن يدعو لهم بما دعا به الرسول صلى الله عليه وسلم حين يفطر عند قوم. كأن يقول: { أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة } [صحيح الجامع الصغير]. أو يقول: { اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني } [رواه مسلم]. أو يقول: { اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم } [رواه مسلم].
ومن الأخطاء: اعتقاد البعض تحريم معاشرة النساء في ليل رمضان، وهذا خطأ فالتحريم يكون في النهار أما في الليل فحـلال، قال تعالى: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن } [البقرة:187].
- ومن الأخطاء: امتناع بعض النساء عن الصيام إذا طهرت قبل الفجر ولن تتمكن من الغسل لضيق الوقت، فإنها تمتنع عن الصيام بحجة أن الصبح أدركها وهي لم تغتسل من عادتها.
قال الشيخ ابن جبرين: إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح. [فتاوى الصيام].
ومن الأخطاء: ما يسمع من بعض الناس من البكاء بصوت مرتفع، ولكن البكاء عند قراءة القرآن يدل إن شاء الله على تأثر المصلي بما يسمع من كلام الله العظيم فهذا أمر محمود ولا شك فيه ولا ريب. لكن المشاهد والمسموع من بعض المصلين البكاء بصوت مرتفع بحيث يتسبب بإشغال جملة من المصلين الذين حوله. أضف إلى ذلك الحركات المصاحبة للبكاء، والعجب كله أن بعضهم يكون بكائه في أثناء القنوت دون القراءة للقران. فمثل هذا يقال له: الأولى: أن يكون البكاء والتأثر عند سماع القرآن.
ومن الأخطاء: تطيب بعض النساء إذا خرجن لصلاة التراويح، كذلك عدم التستر الكامل وما يحصل أيضاً من رفع الأصوات في المساجد، وهذا الجد ذاته موضع فتنة فكيف إذا كان الزمان فاضلاً والمكان فاضلاً. فلذا لزاماً على المرأة المسلمة أن تحرص على اجتناب ذلك لتسلم من الإثم المترتب على تلك الأفعال.
ومن الأخطاء: تأخير بعض الصائمين صلاة الظهر والعصر عن وقتيهما لغلبة النوم، وهذا من أعظم الأخطاء قال تعالى: فويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون [الماعون:4-5]. قال بعض أهل العلم: هم الذين يؤخرونها عن وقتها. وفي الصحيح عن ابن مسعود أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الصلاة خير؟ قال صلى الله عليه وسلم : { الصلاة على وقتها }، أو في وقتها، وفي رواية: { على أول وقتها }.
ومن الأخطاء: تأخير الافطار، فمن السنة أن يعجل الصائم إفطاره متى تأكد من دخول الوقت لما ورد عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر } [متفق عليه]. وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { بكروا با لإفطار وأخروا السحور } [صحيح الجامع الصغير].
ومن الأخطاء: أن بعض الصائمين لا يفطر إلا بعد انتهاء المؤذن من أذانه احتياطاّ وهذا خطأ، فمتى تأكد من سماع المؤذن فعلى الصائم أن يفطر ومن تأخر حتى نهاية الأذان فقد تنطع وتكلف بما ليس مطالباً به. بل من السنة تعجيل الفطر وتأخير السحور.
ومن الأخطاء: غفلة بعض الصائمين عن الدعاء عند الإفطار فمن السنة الدعاء عند الإفطار لما في ذلك من الفضل العظيم والصائم من الذين لا ترد دعوتهم. فعن انس بن مالك رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ثلاث دعوات لا ترد: دعرة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر } [رواه أحمد وصححه الألباني]. ومن الأدعية الواردة الصحيحة ما كان يقوله عند الإفطار: { ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله } [صحيح أبي داود].
ومن الأخطاء: انشغال بعض المسلمين في العشر الأواخر من رمضان في شراء الملابس والحلوى وتضييع أوقات فاضلة فيها ليلة القدر التي قال الله فيها: { خير من ألف شهر } [القدر:3] ومما يتبع انشغالهم عن القيام والتهجد من السهر في الأسواق الساعات الطويلة في التجول والشراء، وهذا أمر مؤسف يقع فيه الكثير من المسلمين، والواجب عليهم اتباع سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم أنه إذا دخل العشر الأواخر شد المأذر وأيقظ أهله وأحيا ليله، هكذا كان دأب النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين.
ومن الأخطاء: تحرج بعض المرضى من الأفطار والإصرار مع وجود المشقة، وهذا خطأ فالحق سبحانه وتعالى قد رفع الحرج عن الناس وقد رخص للمريض أن يفطر، ويقضي بعد ذلك، قال تعالى: { من شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر }[البقرة:185].
ومن الأخطاء: انشغال بعض الصائمين بالإفطار عن متابعة أذان المغرب، وهذا خطأ فإنه يسن للصائم وغيره أن يتابع المؤذن ويقول مثل قوله، فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال: { إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول الموذن } [متفق عليه]. ويكون متابعة المؤذن مع مواصلة الإفطار وعدم الانقطاع لعدم ورود النهي عن الأكل حال متابعة المؤذن وترديد الأذان والله أعلم.
ومن الأخطاء: عدم تعويد الصبيان والفتيات على الصيام لصغر السن، والمستحب تعويدهم على الصيام قبل البلوغ فيؤمرون به للتمرين عليه، خاصة إذا أطاقوه لما ورد عن الربيع بنت معوذ قالت: { فكنا نصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه، ذاك حتى يكون عند الإفطار } [متفق عليه].
ومن الأخطاء: أن هناك من يعيب على المسافر الفطر، وهذا خطأ، فإن للمسافر في رمضان الفطر أو الصوم، وهذا على حسب حالته، وحالة المسافر لا تخرج عن ثلاثة:
أ- إذا لم يشق عليه "الصيام، فالصوم لمن قوي عليه أفضل من الفطر، لعموم قوله تعالى: { وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون } [البقرة:184].
ب- إن شق عليه الصوم وأعرض عن قبول الرخصة، فالفطر في حقه أفضل عن الصوم لعموم قوله تعالى: { لا يكلف الله نفساً إلا وسعها } [البقرة:286].
وقوله صلى الله عليه وسلم : { إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه } [رواه ابن حبان، الطبراني في الكبير].
ولقوله صلى الله عليه وسلم : { ليس من البر الصيام في السفر } [رواه البخاري، ومسلم من حديث جابر رضي الله عنه].
جـ- إن لم تتحقق المشقة فإنه يخير بين الصوم والفطر لما ورد عن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي صلى الله عليه وسلم : { أأصوم في السفر؟ - وكان كثير الصيام - فقال صلى الله عليه وسلم : "إن شئت فصم، وإن شئت فافطر" } [رواه البخاري].
ولم يعب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم بعضاً في الصوم والإفطار- أي: حال السفر- لما ورد عن أنس بن مالك قال: { كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم } [متفق عليه].
ومن الأخطاء: سرعة الغضب والصخب والرفث، في نهار رمضان وينبغي للصائم أن يتمثل بحديث النبي : { الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: ني صائم } [رواه البخاري، ومسلم].
والصيام لا يكون عن الأكل والشرب فقط، وإنما هو صيام يشمل صيام الجوارح عن المعاصي، وصيام اللسان عن الفحش ومساوئ الأخلاق.
ومن الأخطاء: إهدار الأوقات الفاضلة من نهار رمضان في متابعة المسابقات الفضائية وما يصاحبه ذلك من الموسيقى والغناء والمسلسلات المائعة. وهذا بلا شك يضعف الإيمان، ويضيع على الصائم أجوراً عظيمة يجب اغتنامها في هذا الشهر الكريم، وكيف يستبدل المسلم ما هو أدنى بما هو خير؟ فالواجب على المسلم الحرص على أستغلال كل وقته في رمضان في طاعة الله عز وجل وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، وقراءة الكتب النافعة، والمكوث في المسجد، وحضور مجالس العلم حتى يحصد الأجر والثواب في هذا الشهر العظيم.
ومن الأخطاء: تحرج بعض الصائمين من الإفطار في السفر، وهذا خطأ فإن رخصة الإفطار في السفر قد دل عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه }.
ومن الأخطاء: المسارعة في قراءة القرأن بلا تدبر أو ترتيل بهدف الانتهاء من استكمال قراءته معتقداً أن ما يفعله هو الـصحيح، ولكنه هو على خطر عـظيم لأن القرآن نزل في هذا الشهر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الله فيه { ورتل القران رتيلا } [المزمل:4]. فالواجب: الترتيل في القراءة، والتأني، وتدبر معانيه.
ومن الأخطاء: إضاعة سنة الاعتكاف مع القدرة عليها بالرغم من حصول الكثيرين على إجازة في ذلك الوقت إلا أنهم لا يطبقون سنة الاعتكاف في المسجد.
ومن الأخطاء: تحرج بعض الصائمين من حلق الشعر، أو قص الأظافر، أو نتف الإبط، أو حلق العانة في نهار رمضان بحجة أن ذلك يفسد الصيام. والصحيح: أن كل ذلك لا يفطر الصائم ولا يفسد صومه، بل هو من السنن المستحبة.
ومن الأخطاء: تحرج بعص الصائمين من بلع الريق في نهار رمضان وما يصاحب ذلك من كثرة البصق بحجة عدم إفساد صومه، وتأذي المسلمين بهذا. والصحيح: أنه لا بأس من ابتلاع الريق ولو كثر ذلك، وتتابع في المسجد وغيره، ولكن إذا كان بلغماً غليظاً كالنخامة فلا يبلعا بل يبصق في منديل ونحوه. ولا يكون ذلك بصوت يؤذي من حوله.
ومن الأخطاء: المبالغة في التمضض والاستنشاق في نهار رمضان بلا حاجة بحجة شدة الحر وتخفيف وطأة الحر عليه.
قال الشيخ ابن العثسمين: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً } وهذا دليل على أن الصائم لا يبالغ في الاستنشاق، وكذلك لا يبالغ في المضمضة؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى نزول الماء إلى جوفه فيفسد به صومه) [فقه العبادات].
ومن الأخطاء: تحرج بعض مرضى الربو من استعمال البخاخ خوفاً من فساد صومه.
وفي هذا يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (استعمال هذا البخاخ جائز للصائم سواء كان صيامه في رمضان أم في غير رمضان، وذلك لأن هذا البخاخ لا يصل إلى المعدة، وإنما يصل إلى القصبات الهوائية فتنفتح لما فيه من خاصية ويتنفس الإنسان تنفساً عادياً بعد ذلك. فليس هو بمعنى الأكل والسرب) [كتاب الدعوة].
ومن الأخطاء: تحرج بعض الصائمين من وضع قطرة العين، أو قطرة الأذن، أو وضع الحناء على الرأس، أو الاكتحال.
والصحيح: أن كل هذا لا يفطر به الصائم ومن المباحات أثناء الصيام في أصح قولي العلماء، الذي لا يجوز هو قطرة الأنف لأنها منفذ إلى المعدة.
نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يتقبل منا الصيام منا الصيام والقيام، وأن يبارك في أعمالنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
.

Thursday, August 6, 2009

ahlan romadhon


أيام قليلة ونستقبل ضيف عزيز على قلوبنا جميعاً وهو شهر عظيم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، شهر الصيام والذكر، شهر التوبة والغفران، شهر العزة والكرامة اللهم بلغنا رمضان.. اللهم بلغنا رمضان) هكذا بدأ الاستاذ محمد العوضى حلقة جديدة من برنامجه "بينى وبينكم" الذي يبث على قناة "الراي" الكويتية متناولا الروحانية فى الصيام قائلاً :
كل الناس يغدو في أهداف وآمال ورغبات وأماني، ولكن أين الجادون؟ أين الجادون فرمضان آن بعد أيام فكيف حال الناس بل كيف حال الأمة!! هل من وقفة صادقة للمحاسبة؟ وهل من وقوف جاد للتأمل؟ وما هي مراسم الاستقبال؟؟
كلنا ننتظر قدوم شهر القرآن بعد أيام، وفى الآمة كثير من التعساء يستقبلونه على أنه شهر؛ جوع نهار وشبع ليل، نوم في الفراش إلى ما بعد العصر وسمر في الليل إلى الفجر، وجعلوا منه موسم طرب وسهر ودعايات وقنوات، انهم يقتلون رمضان ويفسدون حلاوته وطعمه، حُرموا وحَرموا غيرهم من جمال رمضان وروعة الحياة فيه، عبادة للبدن والجسد بنزواته ولذاته، وأسر للروح والعقل؛ مساكين هؤلاء..
مضيفاً: ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم (بأبي هو و أمي)، فقد كان يبشر أصحابه بقدوم رمضان كما أخرجه أحمد والنسائي من حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه: "قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك افترض الله عليكم صيامه، يفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم" صححه الألباني كما في صحيح النسائي.
وقال معلى بن الفضل عن السلف: "كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم"، وقال يحي بن أبى كثير: "كان من دعائهم؛ اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان ، وتسلمه منى متقبلاً"، وباع قوم من السلف جارية؛ فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له ويستعدون بالأطعمة وغيرها فسألتهم فقالوا: "نتهيأ لصيام رمضان"، فقالت: "وأنتم لا تصومون إلا رمضان!! لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان؛ ردوني إليهم".
هكذا كان استقبال السلف لرمضان، فرمضان له طعم خاص ولذة عجيبة في نفوسهم رضوان الله تعالى عليهم، فهو يبعث في نفوسهم قوة الإيمان والشجاعة والعزة والكرامة، ولهذا كانت أكثر غزوات ومعارك المسلمين في رمضان لماذا؟ نعم لماذا؟ كان من دعائهم؛ اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان ، وتسلمه منى متقبلاً"، ففى رمضان حياة الروح حتى وإن كانت البطون خاوية والشفاه يابسة، فالحياة حياة الروح والقلب وحياة الانتصار على النفس وعلى الشهوات ومن انتصر على نفسه انتصر على الأعداء.
أنها حياة الصلة والثقة بالله جل وعلا، وهنا يكمن جمال رمضان وروعة هذا الشهر بتلك الروحانية العجيبة التي توقظ المشاعر وتؤثر في النفوس، فرمضان له في نفوس الصالحين الصادقين بهجة وفى قلوب المتعبدين المخلصين فرحة فهو شهر الطاعات ولنا فيه جميل الذكريات، انه زاد الروح تتغلب الروح فيه على البدن والجسد.
ويضيف العوضى: الروح والنفس واحد غير أن الروح مذكر والنفس مؤنثة عند العرب، ولما سئل اليهود الرسول صلى الله عليه وسلم عن الروح، نزل قوله تعالى: "ويسئلونك عن الروح، قل الروح من أمر ربى"
وروى الأزهري بسنده عن ابن عباس في قوله: "ويسئلونك عن الروح" قال؛ إن الروح قد نزل في القرآن بمنازل ، ولكن قولوا كما قال الله جلا وعلا: "قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً" (الإسراء 85).
قال ابن الأثير: "وقد تكرر ذكر الروح في الحديث كما تقرر في القرآن، ووردت فيه على معان، والغالب منها أن المراد بالروح الذي يقوم به الجسد، وتكون به الحياة، وقد أطلق على القرآن والوحي والرحمة وعلى جبريل.." إلى آخر كلامة رحمة الله.
والروح سماوية علوية، والجسد أرضى سفلي، وعند موت الإنسان كل يتجه إلى أصله فالروح إلى السماء، والجسد إلى الأرض، ومن الناس من همته في الثرى ومنهم من همته في الثريا، فمنهم من يسعى لحياة الروح ومنهم من يسعى لحياة الجسد، وحياة الروح باتصالها بالسماء بالخوف والخشية والمراقبة والإخلاص لله جل وعلا، والروح والجسد لا غنى لأحدهما عن الآخر، إلا إذا أصبح الجسد لا هم له إلا شهوته وهواه، وفيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم"، ومن الناس من نسى روحه وغفل عنها وعن حقوقها، فعبدها لجسده وشهواته، فأصبحت حياته هموماً وغموما ً و أكدارا وأحزانا ليس له هم إلا أن يرضى هواه.
وأطيب ما في الدنيا حلاوة الإيمان ولذة الطاعة، وفي الصيام حلاوة لا يدركها إلا من صام من أجل الله بصدق، ولا يعرفها إلا الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم، وهذه هي الروحانية العجيبة التي نحياها في رمضان، روحانية صائم بذرها بالجوع وسقاها بالدموع وقواها بالركوع وحسنها الخشوع والخضوع، روحانية صائم فيها السعادة واللذة والأفراح والأشواق ما لا يبثه لسان ولا يصفه بيان، فيها الأرواح تهتز وترتاح وتطير بغير جناح، فهي في أفراح وأفراح.

Sunday, August 2, 2009

saling hormat menghormati


احترم كل الناس كما تحترم والدك



حامد المهيري

«عامل الناس كما تحب أن يعاملوك» مثل أنجليزي، «حب الخير للناس هو أدب القلوب» مثل فرنسي، «الذي لا تحبه لنفسك لا تطلبه لي» مثل اسباني، هذه أمثال مضمونها اسلامي تمسك بها غير المسلمن وغفل المسلمون عن أخلاقهم، وعن أقوال ووصايا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إليهم وإلى الناس كافة «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» حديث صحيح رواه البخاري عن أبي هريرة.

وهذه أقواله عليه الصلاة والسلام في الموضوع «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» رواه البخاري عن أنس بن مالك، «عليك بالبر فإن صاحب البر يعجبه أن يكون الناس بخير وفي خصب» رواه الخطيب عن أبي هريرة. «أحب الأعمال إلى الله– بعد أداء الفرائض– إدخال السرور على المسلم» رواه الطبراني عن ابن عباس.

«الدين المعاملة» حديث نبوي يؤكد أن المعاملة ليست جزءا من الدين إنما هي الدين كله. وقد فصل العلماء أنواع المعاملة إلى معاملة الانسان مع خالقه ومعاملة الانسان مع أخيه الانسان، ومعاملة الانسان مع الحيوان، ومعاملة الانسان مع الأشجار، ومعاملة الانسان مع الطبيعة والبيئة بصفة عامة. وسأقتصر على معاملة الانسان لأخيه الانسان.

أبدأ بمعاملة الوالدين بقول الله تعالى «ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا» (الإسراء 23). فالاعتراف بجميل الوالدين والوفاء لهما، والمروءة لهما، هو رد شيء من الجميل، والمعروف لهما بالمعاملة الحسنة والامداد المادي إذا كانا محتاجين فقيرين. لقد روى مالك عن ربيعة الساعدي قال: «بينما أنا جالس، عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله: هل بقي علي من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرّهما به؟ قال: نعم: خصال أربع: 1- الصلاة عليهما والاستغفار لهما 2- وإنفاذ عهدما 3- وإكرام صديقهما 4- وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلها. فهو الذي بقي عليك من برهما بعد موتهما».

وأثني بمعاملة الأبناء بحب وعطف وحنان، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم فإن أولادكم هدية الله لكم» والهدية يجب الحفاظ عليها فأولادكم في حاجة إلى الرعاية والتربية الصالحة والتنمية السليمة المثمرة.

وأثلث بمعاملة الزوجة بإكرامها واحترامها وعدم إهانتها، قال الله تعالى «وعاشروهن بالمعروف» (النساء 19)، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام «ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم».

وأربع بمعاملة القربى فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل «أي الناس أفضل؟» قال: «أتقاهم لله وأوصلهم لرحمه وآمرهم بالمعروف وأنهاهم عن المنكر». إن خطوات الماشي إلى قرابته يزورهم كخطوات من يمشي إلى صلاة فريضة وهي من أحب الخطوات إلى الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما خطا عبد خطوتين أحب إلى الله من خطوة إلى صلاة فريضة وخطوة إلى ذي رحم».

وأخمّس بمعاملة المسكين وابن السبيل المنقطع في الطريق إلى بلده إذ هو في حاجة لمده بالمال الذي يكفيه إلى أن يبلغ مقصده والعودة إلى بلده «وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل» (الإسراء 23).

وأسدّس بمعاملة الجار لجاره، فقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت» وأوصى الله تعالى بالإحسان إلى «الجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب» (النساء 36) أي «الجار القريب في المكان أو النسب أو الدين، والجار البعيد غير القريب المجاور في السكن والصاحب بالجنب، وهو الرفيق في السفر. والاحسان إلى الجيران يحقق مبدأ التعاون والتواصل والتوادد والشعور بالسعادة ويكون الاحسان للجيران بكف الأذى وحسن العشرة وتبادل الهدايا والزيارات، والوليمة والعيادة حال المرض ونحو ذلك».

وأسبّع بمعاملة الأعداد، فقد أوصى الله تعالى «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم» (فصلت 34) ويكون الدفع بالكلام الطيب ومقابلة الإساءة بالإحسان والذنب بالعفو والغضب بالصبر والحلم وكظم الغيظ، والسماحة في القضاء والاقتضاء، فهي آية مكارم الأخلاق، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث حسن رواه الخطيب عن ابن مسعود «من آذى ذميا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة» وفي حديثه الموالي عن أنس بن مالك حول الجار بمعناه الواسع مهما كانت عقيدته وحسبه ونسبه، ومقر ولادته وأصله «من آذى جاره فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله ومن حارب جاره، فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله عز وجل» وهذا له صلة أيضا بمعاملة الجار لجاره.

تلك هي إشارات لبعض الحالات، مقصدي التذكير بها كما أمر ربّ العالمين «فذكر إن نفعت الذكرى، سيذكر من يخشى، ويتجنبها الأشقى» (الأعلى 9-11) وكما حثّ على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم «اصنع المعروف إلى من هو أهله، وإلى غير أهله فإن أصبت أهله أصبت اهله، وإن لم تصب أهله كنت أنت أهله».

ولا ننسى ولا نتناسى ما روي عن ابن مسعود «جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها» ولهذا نتمسك بما رواه الترمذي عن جابر «الجمال صواب القول بالحق والكمال حسن الفعال بالصدق» وبحديث الطبراني عن جرير «من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء» وهو حديث صحيح. وبما رواه البزار عن أنس بن مالك «ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به».

وليكن العقل هو أساس أحكامنا على الأشياء، أعني به العقل السليم، الواع بما يجهر ويهدي، ففي رواية البيهقي عن علي بن أبي طالب «رأس العقل بعد الدين التودّد إلى الناس، واصطناع الخير، إلى كل بر وفاجر». وليس صعبا على الانسان العاقل أن يتخلق بحديث البخاري وغيره عن أبي ذرّ الغفاري «تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة».

وحق لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤكد للمسلمين وغيرهم حسب رواية الخطيب عن عائشة «إن الإسلام نظيف فتنظفوا فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف» وكيف تتحقق النظافة، وقد افتك غير المسلمين أسمى قيمهم الأخلاقية، وتركوهم في خصوماتهم وفرقهم ومللهم يتصارعون ويتقاتلون؟. ولهذا قيل في المثل الروماني «انتظر حتى يصفو الماء فتبصر ما ضاع لك»، و«احترم كل الناس كما تحترم والدك» مثل ياباني.