Friday, August 28, 2009

puasa dan kesihatan


الصوم . . الغذاء والدواء

من الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين بشهر رمضان المبارك ليكون شهرا للصوم والعبادات والشعور مع الفقراء والمساكين وتعويد النفس على الصبر ليس فقط على شهواتها وملذاتها الدنيوية المختلفة وإنما أيضا على ملذات الطعام المختلفة من منطلق أن “المعدة بيت الداء والحمية أصل الدواء” .
غير ان ما يحدث في الشهر الفضيل هو أن موائد الافطار لا تخلو من أطعمة مختلفة ومتنوعة إلى درجة ان بعض خبراء التغذية يصفونها بالقنابل أو الكوارث الغذائية، خصوصا مع وجود “الدهن العداني” الذي لا يخلو الطعام منه أبدا خصوصا في شهر رمضان الفضيل، وهو ما يسبب العديد من المشاكل الصحية عند الاصحاء . .فكيف الحال مع المرضى الذين يحتاجون إلى التقيد بحميات خاصة مثل مرضى السكري والكبد؟ وكذلك الحوامل ايضا؟
ومع توالي أيام الصيام في الشهر الكريم تكثر الأسئلة:

ماذا نأكل؟ وكيف نأكل؟ وهل هناك مدى للسعرات اللازمة للجسم بعد ساعات الحرمان من الطعام؟ وكيف يمكن تفادي التداخلات الغذائية؟
التداخلات الغذائية وإراحة الجسم
يقدم الدكتور مصطفى عبد الرازق نوفل أستاذ علوم التغذية بجامعة الأزهر عددا من المؤشرات والنماذج التي تحقق أقصى استفادة من كل ما نأكل ونشرب، خصوصا في ظل نظرة البعض للغذاء نظرة سطحية خالية من الفهم حيث يراها أنها الطعام الذي لابد أن يتناوله ولا يعنيه أن يعرف نوعية وفائدة الغذاء وكميته أو عناصره الغذائية .
ويرى الدكتور نوفل أن الأطعمة المفيدة للجسم بكل عناصرها كما وكيفا متوافرة ومعروفة، لكننا نرتكب خطأ فادحا بالإسراف في تناولها، وفي هذا إجهاد للجسم وإرهاق لأعضائه من دون فائدة .
ويقول “ان الافراط في تناول الطعام يؤدي إلى اضطراب أجهزة الجسم المختلفة ويعد بداية لزيادة الوزن التي تؤدي في نهايتها إلى الاضطرابات المرضية، لذلك فالمنطق يحتم علينا التنوع والاعتدال في الكمية والنوعية تبعا لحاجة الجسم من السعرات الحرارية اليومية، هذا مع الوضع في الاعتبار نوعيات الغذاء الثرية التي تملأ طاولاتنا خلال شهر رمضان المبارك” .
ويضيف: دعونا نرى ماذا يفعل الجسم إزاء ما يدخله من الغذاء؟ وهل له موقف محدد أو رد فعل واضح تجاهه؟ وهل تخضع أجهزة الجسم الحيوية بكل تركيباته المعقدة وتستسلم لهذا التداخل الغذائي دون مشاركة أو انفعال؟
والحقيقة أن التداخلات الغذائية ظاهرة طبيعية يعيشها الناس بكل مظاهرها الحقيقية، فبعض الشعوب لا تتمكن من تناول الغذاء الأمثل، ولأسباب متعددة يظل أغلب طعامها محصورا في بعض الأطعمة مثل كثير من القبائل الآسيوية التي تتغذى على الأطعمة النباتية فقط وسكان المناطق الباردة يمكنهم العيش سنوات طويلة على البيض واللحوم والأسماك، وهناك بعض النباتيين الذين يحذفون كل الأطعمة الحيوانية من وجباتهم بما فيها أغذية الألبان ومنتجاتها بينما نجد أن هذه الأغذية نفسها المستبعدة من الألبان ومنتجاتها تعتبر الوجبات الأساسية لبعض المعمرين في مناطق مختلفة من العالم .
إذن كيف تتوافق أجسام كل هؤلاء البشر مع اختلاف غذائهم اليومي؟ لا شك أن أجسامهم قد نظمت نفسها وتكيفت وعدلت نظمها الحيوية لتتداخل مع غذائها لتحقيق أقصى استفادة منه، وتزداد تداخلات الجسم وضوحا مع صعوبة تحقيق الفوائد الصحية المتوقعة للجسم من تناوله لكثير من المنتجات الغذائية التي تم تدعيمها بعناصر مغذية مختلفة، ويختلف حدوث هذه الفائدة بين الناس مع عدم ضمان استمرارها، وربما يعتمد ذلك على وجود بعض الفروق بين الأجسام، كما قد يعزى إلى وجود التداخلات الجسمية مع كل ما يدخل إليه من غذاء ومن تداخلات غذائية .
ولأن الأطعمة الرمضانية ثرية في كميات الدهون والسكريات بشكل لا نهائي حيث يكفي أن نقول إن قطعة واحدة من حلوى الكنافة المصنوعة في المنزل تعادل غذاء كاملا في يوم عادي فما بالنا بمختلف الأنواع الأخرى من هذه الأطعمة مثل الحلوى والمشهيات والمحشيات والمكسرات وغيرها ما يؤدي الإسراف فيها إلى نتيجة سريعة في زيادة الوزن لدى كثير من الأفراد، ولكن في ظل نظرية التداخلات الغذائية فإن تأثيرات نوعية وكمية الطعام يختلف تأثيرها من شخص إلى آخر، وما يؤيد ذلك أن التقديرات العالمية للاحتياجات الغذائية لجسم الإنسان تختلف من وقت إلى آخر ولا تبقى على نفس معدلاتها السابقة، ففي بداية القرن العشرين كان متوسط التوصيات الغذائية المسموح بها من البروتين للشخص البالغ 100 جرام / يوم، ومن الدهون 100 جرام أيضا، ومن الكربوهيدرات 400 جرام يوميا بينما كانت قبل بداية القرن التوصيات الغذائية من البروتين تصل إلى 280 جراما في اليوم، أما الآن فقد هبط المعدل إلى 70 جراما في اليوم، بل إن كثيرا من الأفراد يمكنهم العيش أصحاء على كمية من البروتين تصل إلى 40 جراما يوميا، وفي الوقت نفسه هناك بعض الناس يتناولون 140 جراما من البروتين يوميا دون أن تظهر عليهم أي أضرار .
كل ذلك يؤكد أن للجسم تداخلات خاصة يصعب السيطرة عليها أو التحكم فيها، ولذلك تحولت تقديرات الاحتياجات الغذائية المعلنة إلى مجرد وسيلة للتوجيه أكثر منها قاعدة أو قانونا يلزم اتباعه، ومعنى ذلك أيضا أننا نتوقع عدم نجاح هذه التقديرات الغذائية لكل فرد على حدة .
وللتأكيد على هذه التداخلات يقول الدكتور نوفل إنه في أحيان كثيرة يكون للجسم رد فعل عنيف عندما تدخل إليه بعض المواد الغريبة عنه ضمن غذائه، ويوصف الجسم في هذه الحالة بأنه حساس، فهناك علاقة تداخل بين الحساسية وصناعة الجسم فإذا دخلت بعض المواد الغريبة إلى الجسم تحدث فيه تداخلات وقائية تتضمن إنتاج الأجسام المضادة للتصدي لمثل هذه المواد الغريبة، وتقوم بإبطال مفعولها داخل الجسم .
ويضيف أنه من معجزات الخالق في خلق الجسم البشري أنه جعل له قدرة كبيرة على إحداث تداخلات تساعده على التكيف مع الظروف المحيطة والتي تستجد في نظم طعامه، والتي من أهمها ما يتناوله من غذاء وأيضا طريقة ووقت تناوله لهذا الغذاء .

فالشعب الإنجليزي مثلا يتناول وجبة كبيرة في الإفطار، بينما يقل نفس حجم هذه الوجبة عند الشعب الفرنسي، وفي هولندا يتصدر اللحم البارد وأصناف الجبن مائدة الإفطار، وفي دول أخرى يفضلون عدم تناول الكفاية من الطعام طوال اليوم ويكتفون بوجبة عشاء كبيرة .

أما الإجابة عن سؤال كم وجبة يتعين على المرء تناولها في اليوم؟ فلم تتحدد بشكل نهائي، فالإجابات متعددة وتختلف من مكان لآخر ومن وقت لآخر، فجسم الإنسان له رد فعل لكل الظروف التي يواجهها مكيفا نفسه بالدرجة المناسبة لكل ظرف، ولو فكرنا أن المعدة مثلا لها قدرة محددة على تناول كمية معينة، ولا يمكنها أن تستوعب كل كمية الطعام الكافية لسد احتياجات الجسم يوميا مرة واحدة، فهناك من يتناول 5 وجبات في اليوم، وهناك من يخالف هذا الرأي ويرى أنه يجب أن تحصل المعدة على راحة أطول، وهناك من يتساءل: ولماذا تستريح المعدة بالذات مع أن القلب والرئتين والكليتين مثلا لا تستريح ولا تتوقف عن العمل، بل إن راحة المعدة قد تؤدي إلى تواجد حمض الهضم منفردا في المعدة دون تخفيفه بالطعام مما ينتج عنه عسر الهضم أو قرحة بالمعدة .

كذلك الأمر لتناول الماء أثناء الأكل حوله عدة آراء، فهناك من ينصح بعدم شرب الماء أثناء الأكل لأن الماء يخفف من إفرازات العصارة الهاضمة فيقل تأثيرها، ويصبح الهضم عسرا وبطيئا، والبعض يرى أن الماء قد ينشط إفرازات الهضم عند الذين يحبون ذلك مع الأكل لأن شرب الماء في هذه الحالة سيماثل في تأثيره تناول الوجبات المحببة إلى النفس والتي نؤكل بشهية فيزيد الجسم من إفرازات الهضم .

وهناك بعض الناس الذين لا يهتمون بتناول الطعام في مواعيد منتظمة ويأكلون حين يشعرون بالجوع أو بالرغبة في تناول الطعام، ومن الملاحظ أيضا أن الذين يتبعون نظاما ثابتا لتناول الطعام تبدأ أجسامهم في الشعور بالإرهاق والقلق فور تجاوز موعد تناول الوجبات مما يسبب لهم مشاكل هضمية أحيانا، لذلك فالصحيح هنا أن للجسم تداخلا واضحا على رغبات الأفراد وشهيتهم بطبيعة الأطعمة التي تؤكل في المواسم المعينة كالصيف مثلا أو الشتاء، فنجد الجسم يفقد شهيته للطعام أثناء الجو الحار بينما تتميز وجبات نهار الصيف بأنها خفيفة وقليلة السعرات الحرارية وهذا ما يحققه نهار رمضان لهذا العام .

وبشكل عام يرى الدكتور نوفل أن تقليل كمية الغذاء في وجبتي الإفطار والسحور وتكرار تناول بعض الحلوى والفاكهة بكميات صغيرة بين الوجبتين يعتبر هو الحل الأمثل للصيام في صيف قائظ .

أعراض الصوم والتغذية الصحية

ان اتباع أسس التغذية الصحية خلال شهر الصوم يجنب الصائم الاعراض الصحية العديدة التي يتعرض لها مثل العطش والصداع والغثيان والرغبة في القيء وعسر الهضم والإمساك، والتي يظهر أثرها بوضوح في الأيام الأولى للصيام، نتيجة التغيير في مواعيد وأنماط التغذية .

وتقول الدكتورة نوال الحمد مديرة إدارة التغذية والإطعام بوزارة الصحة الكويتية انه يمكن تجنب هذه الأعراض أو تقليل حدتها، بالالتزام بنظام متكامل لا يركز على المقالي والسكاكر التي تؤدي إلى مشاكل صحية متنوعة سواء للمريض أو للشخص السليم .

وحول العطش الذي يشعر به الصائم، تقول إنه يحدث نتيجة الامتناع عن تناول السوائل طوال فترة الصيام مع استمرار الجسم في فقدها بصورة عرق وبول وبخار ماء يخرج مع الزفير مما يجعل الجسم بحاجة إلى تعويض فوري وكاف لما فقدته الأنسجة من سوائل . ولذلك فإن الاختيار الصحيح للأطعمة وطرق إعدادها يسهم في الإقلال من الشعور بالعطش، وهذا يتطلب تناول كميات كافية من الماء والسوائل أثناء الوجبات، على ألا تكون عالية التركيز من السكر، حتى لا تحثّ الجسم على إفراز البول وزيادة الشعور بالعطش .

وبالنسبة للصداع فإنه يحدث نتيجة نفاد مخزون الجسم من الغلوكوز والغليكوجين، وهما المصدر الرئيسي للطاقة، لاسيما للدماغ كما يحدث الصداع نتيجة ارتفاع درجة حموضة الدم نتيجة استهلاك الجسم بعض الدهون والبروتينات في إنتاج الطاقة، مع عدم وجود كمية كافية من السوائل للتخلص من النتائج الضارة لهذه العملية .

وتنصح الدكتورة الحمد باتباع الآداب النبوية لتجنب الصداع مثل تعجيل الفطور والبدء بالتمر أو الفواكه وتأخير السحور .

وبالنسبة للغثيان والرغبة في القيء، واللذين قد يشعر بهما الصائم خلال الأيام الأولى للصوم بمجرد الانتهاء من تناول وجبة الإفطار، فان سبب ذلك هو تناول كميات كبيرة من الطعام والشراب بعد الجوع لفترة طويلة وارتفاع مستوى حموضة الدم لدى الصائم في آخر النهار . ولهذا يجب تجنب تناول كميات كبيرة من السوائل عند الافطار وتناول رشفات منها في درجة حرارة معتدلة والتدرج في تناول الطعام واختيار الأطعمة الخفيفة سهلة الهضم .

وقد يحدث عسر الهضم للصائم بسبب تغيير مواعيد تناول الطعام والإسراف في تناول الغذاء في وجبة الافطار والتهام الطعام دون مضغ .

وبهذا الصدد ينصح الصائم بالابتعاد عن تناول أصناف الطعام المقلية والدسمة والصلصات المركزة والأطعمة الغنية بالبهارات وعدم النوم بعد تناول الطعام مباشرة .

أما الإمساك فإنه يصيب الصائم نتيجة نقص السوائل وعدم تناول أغذية غنية بالألياف والاعتماد على الأطعمة المركزة في الطاقة والإسراف في تناول المشروبات القابضة كالشاي والقهوة .

ويدعو خبراء التغذية في هذا الشأن إلى تناول كميات كافية من الخضروات والفواكه، مبينة أنها الطريقة الأفضل للوقاية من الأصابة بالإمساك، كما دعت إلى الاعتدال في تناول الحلويات الرمضانية وممارسة الأنشطة البدنية التي تحسن من وظائف الجهاز الهضمي .

وفي هذا الصدد يقول باحثون إن تناول المقالي يومياً يزيد خطر الاصابة بسرطان الامعاء .

وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) أن صندوق أبحاث السرطان الدولي نبه من أن تناول 150 غراماً من اللحوم المصنعة مثل النقانق يومياً يزيد خطر الاصابة بالسرطان بنسبة 63% .

وتزيد السعرات الحرارية المرتفعة في المأكولات المقلية خطر السمنة ولهذه علاقة بالكثير من أمراض السرطان .

وبحسب خبراء، فإن رجلاً من بين ،18 وامرأة من بين 20 معرضون للاصابة بسرطان الامعاء في بريطانيا .

ويحتوي طعام الافطار التقليدي الانجليزي المؤلف من البيض المقلي والنقانق وقديد اللحم والفطر والطماطم على حوالي 700 سعرة حرارية .
وفي هذا السياق، قال البروفيسور مارتن وايزمان، الذي يعمل مستشاراً علمياً لدى صندوق أبحاث السرطان الدولي “بالنسبة للبعض فإن تناول وجبة افطار مكونة من قديد الخنزير والنقانق قد يكون أمرا طيبا لبدء النهار، ولكنك اذا فعلت ذلك بانتظام فسوف يزداد خطر إصابتك بسرطان الامعاء الذي يعد أحد أكثر أنواع السرطان شيوعاً في المملكة المتحدة” .

ومن جانبها، قالت سارة هيوم من مركز ابحاث السرطان في بريطانيا إن الكثير من الدراسات العلمية أظهرت أن مرض سرطان الامعاء موجود لدى الذين يأكلون اللحوم المصنعة والحمراء .

التمر أولاً

من السنة ان يبدأ الصائم افطاره بالتمر والماء أو الحليب، ويؤكد خبراء التغذية ان بدء الافطار بذلك هو من افضل الخيارات الصحية نظرا لان التمر يحرض على اعادة الاماهة في خلايا الجسم .

والتمر من أغنى أنواع الأطعمة بالغلوكوز،لذا فهو الافضل عند الافطار، وهو مصدر جيد للبروتين والدسم والفيتامينات بما فيها A، B2،B12 كما يحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر المعدنية الكالسيوم، الفوسفور، البوتاسيوم، الصوديوم، المغنزيوم، الكوبالت، النحاس والمنغنيز . الفركتوز المتواجد في التمر مع الغلوكوز يتحول بسرعة في الجسم ويتم امتصاصه فورا ليوفر الطاقة لخلاياه بعد فترة الصيام خاصة خلايا الدماغ، الخلايا العصبية، وكريات الدم الحمراء .

يؤكد الاطباء على فائدة ما ورد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من صحة الافطار على تمر وماء ومن ثم اداء صلاة المغرب ليعود بعدها إلى تناول وجبته الكاملة، فقد ثبت أن هذه الدقائق ستتبح المجال لتحريض خلايا الجسم على امتصاص السوائل التي تحتاجها مع السكاكر الواردة إلى الجسم مع التمر المتناول عند الافطار .

ويقول اخصائيو التغذية إن ارتفاع كل من القيمة الطاقية والغذائية للتمر يجعل تناول القليل منه يسهم على نحو مميز في اثراء وتحسين القيمة الغذائية لوجبة الافطار دون الاخلال بمحتواها، الطاقي، ويساعد تناول التمر مع وجبة الافطار على تصحيح حموض الدم التي تنتج عن تمثيل أو استقلاب بعض الأغذية المتناولة في الافطار كاللحم، .

وترجع تلك الخاصية المضادة أو المعدلة لحموضة الدم إلى احتواء التمر على مستويات مميزة من المعادن القلوية كالكالسيوم (65 ملجم%) والفوسفور (72 مللجم%) والحديد (3 مللجم%) .

ويساعد بدء الافطار بالتمر على مركبات كيماوية غير غذائية تحد من النشاط الدرقي وهي “الجلوكوسياولات”، وهي مركبات يحضر تأِثيرها الصيدلاني على وظائف الدرقية في منع تكون هورمون “البتروكسين” بها وكذلك مادة “الثيوسيانات” المتدخلة في مأخوذ الغدة الدرقية من اليود “وذلك في حالة تناول جرعات دوائية معزولة من تلك المركبات” .

أما التأثير الثاني فيرجع إلى قابلية التمر على توفير تغذية عاجلة للمخ والجهاز العصبي بالغذاء الذي يعتمد عليه في الظروف الطبيعية وهو سكر الجلوكوز .

فالتمر غذاء غني بالطاقة ومغذٍ وتكسبه تلك الخاصية ميزة الاستفادة به غذائيا وصحيا عند تناول بضع تمرات فقط حيث يزود الجسم بأهم احتياج له من المغذيات وهو السكر الذي يعد أفضل مغذٍ لخلايا المخ والأعصاب التي تعتمد على السكر في التغذية في الظروف الطبيعية، كما أن السكر أو طبيعة المادة الكربوهيدراتية المتاحة به سريعة الهضم والامتصاص فتسعف الصائم بحاجته العاجلة إلى التغذية به ولا سيما تغذية الأعضاء الحيوية المتأثرة بالجوع الناتج عن الصيام وهي المخ والأعصاب .

ويقول الاخصائيون إن بساطة المكونات الغذائية المتاحة بالتمر ووجودها بصورة تكاد تكون قابلة للامتصاص وانخفاض محتواه من البروتينات والدهون يجعله غذاء سهل الهضم يناسب تغذية الصائم حيث تكون المعدة في حالة ركود أو خمول وظيفي . كما أن احتواء التمر على الأحماض العضوية وكونه غذاء مالئا نسبيا نتيجة ما يحتويه من الألياف يساعد على تهيئة المعدة لاستقبال الطعام من خلال تأثيرة التنشيطي لوظائف الهضم، كما أن ارتفاع محتوى التمر من الألياف يستدعي مضغه جيدا قبل ابتلاعه فسيتغرق زمنا في الفم ويساعد هذان العاملان أيضا على تنشيط مراكز الشبع .

ويعتبر اخصائيو التغذية التمر من أفضل الأغذية المضادة للامساك نتيجة احتوائه على نسبة عالية من الألياف الغذائية التي تزيد من حجم الفضلات في القولون مما يساعد على تماسها بالجدار الداخلي للقولون فتنبه حركاته الطاردة للفضلات وتزيل حالة الإمساك وتساعد أيضاً الاحماض العضوية على احداث نفس التأثير الوظيفي من خلال تأثيرها المشبه للحركة الوظيفية للقولون .

ومن جانبه يؤكد الدكتور عز الدين الدنشاري أستاذ السموم بطب القاهرة “ان التمر واللبن أفضل ما يتناوله الصائم في إفطاره” كما تؤكده السنة النبوية الشريفة وأيده العلم والدراسات البحثية .

ويضيف أن التمر والحليب يمدان الجسم بما يحتاجه من سكريات وبروتينات وغيرها من العناصر العديدة، وفي نفس الوقت يحميان الجسم من كثير من الأمراض والمشاكل الصحية بتكوين مضادات الميكروبات .

ويوضح الدكتور الدنشاري أن التركيب الكيميائي للتمر يحتوي على 61% 90% مواد سكرية، كما يحتوي على 1.47 % 2,2% فيتامينات، 1.4% إلى 3% بروتينات، 2% 3.5 % سليولوز، بالإضافة إلى الأملاح المعدنية مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والماغنسيوم والفسفور بالإضافة إلى العناصر النادرة كالمنجيز والنحاس والكبريت ولأن المعدة تحتاج إلى تهيئة، وكذلك الأمعاء مثل تناول الطعام بمدة كافية حوالي من 10 15 دقيقة، وهذا يحققه تناول التمر والحليب قبل هذه المدة، كذلك يحتاج إلى ضرورة تناول الطعام على مرحلتين عند الإفطار وعدم الإقبال بشراهة على طعام الإفطار، وهذه هي الحكمة النبوية عميقة المعاني التي تشتمل على مجمل الجوانب الطبية والتعبدية، ومن خلال التمر يأتي “بلح الرطب” وهو أعظم فائدة للإنسان، فالرطب له فوائد عديدة حيث يتلقاه الكبد بسرعة فينشط الجسم، كما أن فائدته تصل إلى المخ عن طريق الكبد، كما أن العناصر الغذائية للتمر تمد الصائم بالطاقة الحرارية والنشاط، كما يؤدي أكل الرطب في الإفطار إلى التغلب على الصداع الذي كثيرا ما يحدث بعد الأكل والإفطار في رمضان، بالإضافة إلى أن تناول التمر يساعد على تنشيط إفرازات الجهاز الهضمي التي تساعد على هضم طعام الإفطار الذي يتناوله الصائم بعد أن يؤدي صلاة المغرب، كما أن التمر يحتوي على معظم العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم مثل السكريات والبروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن، وحيث إن عناصر التمر سهلة الهضم لما يحتويه من مواد سكرية “فركتوز” يمتص امتصاصا سريعا من الجهاز الهضمي إلى الدم فإنها تصل مباشرة إلى المخ .

كما أن سكريات التمر لا تنتج عنها غازات في الأمعاء أو متاعب في الجهاز الهضمي مثلما يحدث بعد تناول سكر القصب، ويحتوي التمر على نسبة عالية من الأحماض الأمينية اللازمة لبناء خلايا الجسم وإصلاح ما تلف منها، بالإضافة إلى تكوين أجسام مضادة للميكروبات وإجراء وظائف حيوية عديدة .

والتمر بأنواعه يحتوي على عدة عناصر من فيتامين “ب” وهي عناصر لازمة للتمثيل الغذائي وتهدئة الأعصاب كما يعتبر مصدرا من مصادر فيتامين “ج” الذي يساعد على امتصاص الحديد وتكوين خلايا الدم الحمراء، فضلا عما يقوم به فيتامين “ج” من زيادة حيوية الجسم وتنشيط المناعة لمقاومة الأمراض، كما أن التمر منتج أصلي لفيتامين “أ” وهو الفيتامين الذي يساعد على الإبصار ليلا .

من ناحية أخرى تشير البحوث والدراسات إلى أن التمر والرطب يحتويان على مضادات الأكسدة وهي مواد تساعد على الوقاية من الأمراض أو علاج الفيروسات الشاردة .

وأثبتت الدراسات أن الأفراد الذين اعتادوا على تناول التمر بأنواعه تقل لديهم نسبة الإصابة بالأورام وأمراض الروماتيزم وأمراض العيون والجلد وغيرها .

كما أثبتت البحوث أن ميكروبات الكوليرا لا تعيش في التمر أكثر من ثلاثة أيام وهو ما يؤكد أن التمر يحتوي على مضادات للميكروبات .

أما بالنسبة للحليب فإن القيمة الغذائية له لا ترجع فقط إلى تركيبته الغنية بكثير من المقومات اللازمة لصحة الإنسان إنما أيضا ترجع لتواجدها بنسب متوازية، وهو ما لا يتحقق في تركيب الأغذية الطبيعية الأخرى، فالمكونات الغذائية الرئيسية الثلاث وهي النشويات والسكريات والبروتينات موجودة بالحليب بنسب مختلفة وهي ما تسمح لجسم الصائم بالحصول على الطاقة وبناء وتكوين وتجديد أنسجة الجسم وهو ما لا يحدث عند تناول غذاء آخر بمفرده، كما أن بروتين الحليب يتميز عن جميع المنتجات الأخرى بوجوه على صورة قابله للتناول مباشرة وبدون أي حاجة لإعداده وطبخه، ومع وفرة محتوى الحليب من الكالسيوم والفسفور فهو يمد الجسم بثلث ما يحتاجه يوميا منهما .

كذا فإن الحليب هو الغذاء الطبيعي الوحيد الذي يوجد فيه الكالسيوم والفسفور بنسب مختلفة، وهذه النسب تسمح بأقصى استفادة للجسم، كما أن إضافة الحليب أو طبخه مع الأغذية الأخرى يعد عاملا مهما في بناء جسم سليم صحي، وهذا ما نحتاجه في شهر رمضان المبارك .

كما يأتي ضمن فوائد تناول الحليب مع التمر في الإفطار تلك المواد الموجودة به والتي تساعد على قتل البكتيريا الضارة بالأمعاء بالإضافة إلى أنه يمثل أكبر عامل فعال في بناء عظام الإنسان خاصة لدى الأطفال، كما أكدت البحوث أن للحليب فائدة كبيرة لدى المسنين في قتل البكتيريا الضارة بالأمعاء بما يغني عن تناول المضادات الحيوية، كما أن احتياج الجسم لعنصر الكالسيوم الذي يصل إلى 800 مليجرام يجعله في حاجة إلى تناول الحليب .

وكانت دراسة علمية أجراها المركز القومي المصري للبحوث قد اكدت أن التمر أو البلح المجفف يساعد في الحماية من السرطان وتسوس الأسنان ويقوي العصب البصري .

وبينت الدراسة أن اثر الوقاية الصحية في التمر يعود إلى احتوائه على مجموعة كبيرة من العناصر الغذائية، أهمها الحديد والمغنيسيوم ومجموعة فيتامين (ب) ومادة الفلوريد التي تزيد نسبتها في التمر عن الفواكه الأخرى بخمسة أضعاف . كما يحتوي التمر على فيتامين (ج) وبروتين وسكريات بنسبة 85 بالمائة، ودهون وألياف وأحماض أمينية تنشط التفاعلات الكيميائية، وذلك حسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية .

ودعت الدراسة المصرية إلى ضرورة إدخال التمر ضمن غذاء الأطفال لأنه يمنحهم المزيد من السكريات اللازمة لتوليد الطاقة .

يذكر أن القائمين على شؤون التغذية يشددون على أهمية استبدال الحلويات الرمضانية بالتمر والفاكهة المجففة والابتعاد عن الدهون والمقالي قدر المستطاع .

الزيتون غذاء وشفاء

يعتبر الزيتون غذاء مكملا يحرص البعض على وجوده على المائدة بشكل دائم، بينما لا يعرف الكثيرون عن فوائده العظيمة إلا قليلا، ولفائدته الكبيرة ينصح الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ علوم الغذاء بالمركز القومي للبحوث بمصر بالاهتمام بوجوده ضمن الأطباق الرمضانية، كما أن استخدام زيت الزيتون يعتبر من أفضل المواد الدهنية الواقية من الأمراض .

شجرة الزيتون تتطلب سنوات طويلة حتى تبلغ أشدها كما تقضي عامين كاملين وهي تمتص أشعة الشمس وتعمل على تهيئة ثمرها مكتسبة فيتامين “S” بينما نجد أن زيت بعض الحبوب الأخرى التي تنمو في باطن الأرض تكاد تكون خالية من هذا الفيتامين، كما هو الحال في زيت (الفول السوداني) كما أن طول المدة التي تقضيها شجرة الزيتون في إعداد ثمارها يجعل هذه الثمار تأتي سوية التكوين متجانسة المحتوى .

ويقول الدكتور الشوبكي إن ثمرة الزيتون وحيدة البذرة وجلدها لامع أخضر يتحول إلى اللون الأسود والأرجواني عند تمام النضج، وتعتبر من الأغذية المهمة والمفيدة للصائمين لأنها تحتوي على 85% من الأملاح المعدنية مثل البوتاسيوم والماغنسيوم والفسفور والكالسيوم والكبريت والحديد والنحاس والكلور وبه أيضا عدد من الفتيامينات أهمها (أ، ب، ج، د) وقليل من البروتين، وهو يعتبر مخصبا ومقويا للنسل، كما أن ثمار الزيتون الناضجة لها قيمة غذائية عالية لما بها من نسبة مرتفعة من الزيت، وتستعمل هذه الثمار لاستخراج الزيت، وهذا الزيت يمتاز عن غيره من الزيوت بصفات كثيرة تعود على الإنسان بالصحة والعافية فهي أسهل هضما من جميع الزيوت الأخرى وأقل خطرا كذلك يحتوي زيت الزيتون بمواد تميزه عن باقي الزيوت الأخرى وهي مجموعة “ليبونيد” أو أشياء الدهون وهي مواد ذات أثر فعال في تغذية الحجيرات السمعية في الإنسان، خاصة النسيج السنجابي في الدماغ، وبذلك يمكن اعتبار زيت الزيتون عاملا في زيادة القدرة على التفكير وهو ما اعتدنا تسميته بالذكاء والثمار الخضراء مرغوبة في الأكل حيث يتم نقعها في الماء حتى تزول منها المادة المرة وتصبح طرية وتحتفظ بالماء والملح .

كما وصف الزيتون وزيته في الطب الحديث بأنه مغذ وملين ومدر للصفراء ومفتت للحصى ومحارب للإمساك أيضا هو مفيد لمرضى السكري . وينصح باستخدامه لعلاج حالات الإمساك أثناء الصوم وكعلاج لأداء الصفراء لمرضى السكري بأخذ معلقتين صغيرتين من الزيت مرة قبل تناول طعام الإفطار ومرة أخرى بعد تناول طعام السحور ولتحسين طعمه يمكن إضافة عصير الليمون الحامض إليه .

ومن الفوائد الأخرى لزيت الزيتون استخدامه في التداوي خارجيا فهو يفيد في حالات الإكزيما والخراجات الجلدية وتشقق جلد اليدين والعناية بجلد الوجه وشعر الرأس ولمعالجة الروماتيزم، والتهاب الأعصاب والتواء المفاصل، وهنا يمكن صنع كريم رأس ثوم يبشر في 200 جرام زيت زيتون ينقع مدة يومين إلى ثلاثة أيام ثم يفرك به مكان الوجه عدة مرات . ولعلاج تشقق الأيدي والأرجل من البرد تدهن بمزيج من زيت الزيتون والجلسرين مقدارين متساويين كما يستعمل زيت الزيتون على مدى واسع في صنع بعض المأكولات كما يستخدم في أغراض طبية أخرى، وفي الصناعات وتعليب الأسماك وغيرها .

الفول المدمس والزبادي الأفضل

في وجبة السحور لمرضى الكبد

يوجد نوعان من مرضى الكبد، فهناك من يعانون من التهاب كبدي حاد وهؤلاء يجب ألا يصوموا لأنه يوجد عندهم تكسير حاد في خلايا الكبد واضطراب شديد في الوظائف ويجب الحفاظ على الدورة الدموية للكبالدكتور

والنصيحة العامة لهؤلاء هي عدم ترك المعدة خالية، وفي نفس الوقت عدم امتلاء المعدة، فالمعدة الخالية تقلل سريان الدم للكبد مما يؤثر في وظائفه، وامتلاء المعدة يزيد الحمل على الكبد كعضو مهم في العملية الهضمية، كما أنه في حالات الالتهاب الحاد يكون الكبد غير قادر على التلاؤم مع الكمية الكبيرة من الطعام .

أما النوع الثاني من المرض كما يقول الدكتور يحيى الشاذلي أستاذ ورئيس الجمعية المصرية لدراسة أمراض الجهاز الهضمي والكبد فهم من يعانون من الأمراض المزمنة للكبد وتشمل: الالتهاب الكبدي المزمن فيروس “سي” و”بي” وتليف الكبد، وهؤلاء في أغلب الأحوال عليهم أن يعيشوا من ناحية الغذاء بطريقة طبيعية تماما، سواء كان الالتهاب الكبدي مزمنا ومستقرا أو تليفا كبديا متكافئا، أي عدم وجود فشل كبدي .
وأضاف أنه على هؤلاء المرضى أن يأكلوا بانتظام مثل الشخص السليم، وبالتالي يستطيعون الصوم سواء كانوا يأخذون علاجا أو لا يأخذون .

وأشار إلى أنه في حالات التليف الكبدي غير المتكافئ أي المصحوب بفشل أو هبوط شديد في وظائف الكبد فهؤلاء عليهم عدم الصيام، ويجب عليهم الالتزام بنظم خاصة في الغذاء، مثل مريض استسقاء البطن أو تورم القدمين نتيجة اختزان الماء والصوديوم في الجسم، وهذا المريض عليه الامتناع عن تناول ملح الطعام، ويوصف له في معظم الأحوال مدرات للبول لخروج الصوديوم والماء الزائد من الجسم، وبالتالي لا يستطيع أن يصوم لأنه يحتاج إلى تعويض الماء الذي يفقده الجسم عن طريق إدرار البول .

وواصل قائلا إن هذا ينطبق أيضا على حالات الفشل الكبدي أو ما يسمى بالغيبوبة الكبدية، علما بأنه ليس كل المرضى في حالات غيبوبة تامة أي غياب عن الوعي لكن هناك علامات يستطيع الطبيب منها أن يشخص أن المريض سيدخل في غيبوبة كبدية، وهذا المرض له نظام غذائي خاص يشمل الإقلال من البروتينات والإكثار من النشويات والسكريات وفي بعض الأحيان يحتاج إلى محاليل ومطهرات للقولون للإقلال من الأمونيا، وهذه الحالة لا تتناسب مع الصوم، لذلك فهذا المريض معفى تماما من الصوم .

أما مريض نزيف دوالي المريء فبعد أن يحقن أو بعد ربط الدوالي يكون عرضة لتكرار عملية النزيف، ومن الأسباب التي قد يكون لها دور في هذا التكرار هو حموضة المعدة، وبالتالي ينصح بعدم ترك المعدة خالية بل واستخدام مثبطات إفراز الحامض، ويجب أن تكون الدورة الدموية متكافئة لما يتطلب أخذ السوائل باستمرار .

وانتقل للحديث عن استفادة الكبد السليم من الصيام موضحا أن الكبد هو الفلتر أو مصفاة الجهاز الهضمي، فهو يتعامل مع كل ما يتم امتصاصه من الجهاز الهضمي سواء أغذية عن طريق التمثيل الغذائي أو سموم بإزالة أثرها السيئ، وبالتالي فإن الكبد عرضة طوال 24 ساعة للإرهاق . وأضاف أن ترك الجهاز الهضمي في راحة لفترة معينة يمكن الكبد من التمثيل الغذائي الأمثل بحيث لا تختزن فيه الدهون والجلايكوجين، ويكون لديه الفرصة للتخلص منها قبل تخزين مواد جديدة .

لفت إلى أنه يجب الأخذ في الاعتبار أنه عند الإفطار لا يكون الكبد جاهزا للتعامل مع كمية كبيرة من المواد الغذائية دفعة واحدة، لذلك فإن في حالة تناول كمية كبيرة من الطعام في الإفطار تسلب من الكبد الفائدة التي أخذها خلال فترة الصيام .

لذلك ينصح بتجهيز الجهاز الهضمي بالإفطار على شيء بسيط دافئ وعدم الإكثار من الدهون والنشويات، وأن نهتم بالإقلال من الطعام والعناية بنوعيته، فلا تكون الكمية كبيرة والإقلال من الدهون والنشويات .

أما في السحور فهناك اعتقاد خاطئ بأن تناول كمية كبيرة من الطعام سيجعل المعدة ممتلئة أطول فترة ممكنة وهذا غير صحيح بل العكس هو الذي يحدث، فعند أكل كمية كبيرة من الطعام في وجبة السحور نثير إفراز الإنزيمات الهاضمة والهرمونات بأكثر من اللازم وبالتالي بعد أربع أو خمس ساعات يحدث نقص في السكر في الدم والشعور بالجوع .

وأوضح أن هناك بعض الأغذية تأخذ فترة أكبر في عملية الهضم وبالتالي تزيد مدة الإحساس بامتلاء المعدة، ومنها الفول المدمس والزبادي .
مرضى القلب يتجنبون الجلطات

تنقسم أمراض القلب إلى ثلاث مجموعات أولها العيوب الخلقية، وعادة ما تنتشر في الأطفال، وثانيها الأمراض المكتسبة مثل الحمى الروماتيزمية وتكثر في الأماكن المزدحمة بالسكان، حيث تحدث التهابات الميكروب السبحي، وتنتشر بين الأسر التي تقيم في مساكن لا تدخلها الشمس ولا التهوية .

تسبب الحمى الروماتيزمية ضيقا أو ارتجاعا في الصمام الميترالي أو الأورطي، والنوع الأخير يحدث في السن الكبيرة، وهي أمراض الشرايين التاجية، وإن كانت حاليا تحدث بين الشباب، حيث يحدث ضيق أو انسداد وقصور في الدورة الدموية في شرايين القلب، فيعاني المريض من آلام مبرحة في الصدر وهي ما يطلق عليها الذبحة الصدرية، وإذا حدث انسداد كامل في الشرايين تحدث الجلطة ويتحول جزء من عضلة القلب إلى نسيج ليفي وهي مرحلة متقدمة .

ويقول الدكتور محمد البطاوي أستاذ جراحة القلب والصدر بطب القاهرة إن الصيام يريح الجسم كله ويريح المعدة بصفة خاصة، وهي ملامسة للقلب، وحين تمتلئ تكثر ذبذبات القلب الأذينية أو البطينية ويحدث عدم انتظام في ضربات القلب، وحين تكون المعدة خالية نتجنب تلك الذبذبات الكثيرة وما يصاحبها من أعراض .

أضاف أن الصائم لو كان من المدخنين فإنه يمتنع عن هذه العادة السيئة قرابة 12 ساعة، ومعروف أضرار السجائر والشيشة على المدن خاصة المصابين بأمراض الشرايين التاجية .

وأشار إلى أن الامتناع عن الأكل والشراب في رمضان يعرض المرض لحدوث جلطات خاصة إذا كان في شهور الصيف حيث يفقد المريض كثيرا من السوائل، وهذا يسبب زيادة لزوجة الدم فيحدث بطء في الدورة الدموية وتحدث الجلطات .

وأوضح أن الجلطات تحدث أكثر لمرضى ضيق الصمام الميترالي المصحوب بذبذبة أذينية لأن ضيق الصمام مع حدوث الذبذبة يحدث نوعا من البطء في الدورة الدموية فيتجلط الدم ويحدث له نوع من الركود وبالتالي يسبب الجلطات .

وواصل قائلا إن ضيق الصمام الميترالي يكون مصحوبا بذبذبة أذينية وعدم تصريف للدم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر فيؤدي إلى ركود حركة الدم مما يسبب جلطات في الأذين وهي قابلة للانتشار في المخ والكلى والشرايين وتسبب مضاعفات، ومثل هذا المريض لا يصوم لأن فقدان السوائل تحدث لزوجة الدم فتزيد من بطء حركة الدم مسببة الجلطات .

وقال إن مرضى الشرايين التاجية يتم إعطاؤهم أقراصا للمساعدة على سيولة الدم، لذلك فهم يجب ألا يصوموا، لأن من يعاني من ضيق الشريان التاجي يعاني أيضا من ضيق في الشرايين الأخرى خاصة شرايين المخ، ومن الممكن أن يؤدي الصيام والامتناع عن تناول الماء لفترات طويلة إلى زيادة لزوجة الدم وحدوث الجلطات سواء في شرايين المخ أو القلب، وينصح لهم بعدم الصيام خاصة في الجو الحار لأنهم يحتاجون إلى موانع لتجلط وأدوية السيولة .

وحذر من الإفراط في تناول “الطرشي والكنافة والقطائف” بكثرة في رمضان لمرضى القلب، “فالطرشي” به ملح بنسبة تركيز عالية وهذا يؤدي إلى حدوث هبوط في القلب فيفشل في أداء وظائفه كمضخة للدم ويحدث تورم في الجسم خاصة في القدمين وارتشاح خاصة في الصدر والبطن .

أوضح أن الحلويات فيها مواد دسمة وهي خطر على مرضى الشريان التاجي، لأن الدهون تترسب على جدران الشرايين وتزيد الضيق كما تزيد من نسبة الكوليسترول .

وذكر أن المريض الذي يعاني من ارتجاع في الصمام الميترالي أو الأورطي ولا توجد عنده أعراض هبوط في القلب يمكن أن يصوم طالما أن هذا لا يتعارض مع مواعيد الأدوية .

وأشار إلى أن مريض الحمى الروماتيزمية إذا كان يعاني من ضيق أو ارتجاع في الصمامات أو من الاثنين معا فهو معرض للوصول إلى مرحلة هبوط في القلب لذلك يستحسن ألا يصوم .

ونصح الشخص السليم بالابتعاد عن التدخين وعدم الإفراط في تناول الأكلات الدسمة، والاعتدال في تناول المواد الحريفة وممارسة الرياضة وهي مطلوبة في كل الأعمار وكل الحالات، لأن الحركة تعمل على ليونة العضلات وتحفيز الدورة الدموية وعدم حدوث جلطات في الساقين، وعدم حدوث جلطات بسبب النوم أو عدم الحركة لفترة طويلة، ومن الممكن ممارسة رياضة المشي بدون الوصول لمرحلة الإجهاد، ولا ينصح بالسير في الشمس حتى لا نفقد السوائل ويفضل قبل الغروب أو بعده .

أيضا من المهم عدم التوتر والانفعال وعدم الإفراط في السهر وعدم الإفراط في شرب المنبهات مثل الكافيين الموجود في القهوة .

الصوم وممارسة الرياضة

ينصح الدكتور ماهر القبلاوي عميد كلية العلاج الطبيعي بأن تستغل المرأة حلول شهر رمضان في ممارسة رياضة الأيروبك أثناء نهار الصوم مما يساعدها على التخلص من الاكتئاب، فالصوم يمنحها هدوء الأعصاب بعيدا عن التوترات اليومية التي قد تحدث في الأيام العادية، لهذا فإن استقطاع ساعة واحدة يوميا من وقتها لممارسة التمرينات الرياضية يجعلها تستعيد نشاطها وحيويتها والشعور بالانتعاش نتيجة لفقدها الطاقة الزائدة .

كما أن الحركات الرياضية تعمل على تنشيط الدورة الدموية وزيادة التركيز الذهني وتقوية عضلة القلب مما يؤهلها لزيادة معدل نشاطها وممارسة عملها بشكل أفضل وأكثر اتقانا . كما يشير الدكتور القبلاوي إلى أن الأيروبكس يقوي العضلات ويزيد من مرونتها، بالإضافة إلى دور حركة التمرينات التي تساهم في الاستفادة من الأوكسجين بأكبر قدر ممكن وبالطريقة السليمة من خلال الشهيق والزفير وهو حتما يؤدي إلى توازنها النفسي وتخلصها من أي إحساس بالاكتئاب والملل .

ولكن من ناحية أخرى يحذر الدكتور القبلاوي من ممارسة الرياضة والتمرينات السريعة في الحر، وعلى الرغم من أن ممارسة الرياضة قد تساعد على خفض الوزن إلا أنها في حالة ممارستها بعيدا عن جو مكيف ومخصص لذلك تسبب أخطارا على الصحة .

ويؤكد أن ممارسة الرياضة في الأيام الحارة والرطبة تؤدي إلى فقدان كميات كبيرة من الماء والأملاح ويلجأ البعض إلى تناول الأملاح وعدم شرب الماء أو التخفيف منه، وهذا الخطأ بعينه لأن الماء في هذه الحالة أهم، وقد تصل كمية الماء المفقودة في الأيام الحارة إلى 5,2 جالون وفقد 10% من وزن الجسم من خلال العرق قد تصبح مشكلة حقيقية تهدد حياة الإنسان، وفقد 3% من وزن الجسم من السوائل يؤدي إلى الإصابة بضربة شمس .

ويؤكد الدكتور القبلاوي أن الماء لا يحتوي على سعرات حرارية وبالتالي فإن شرب كميات كبيرة من الماء خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور لا يؤدي إلى السمنة، وفقد الماء في الجسم لا يشكل أي دور في فقدان الدهون من الجسم، وبالتالي فإن فقد الماء عملية غير مرغوب فيها خلال التخسيس بل هي خطيرة وبالتالي فإن الذين يلجؤون للتخسيس بارتداء ملابس ثقيلة، والجري في الجو الحار يعرضون أنفسهم لضربة شمس ومشاكل صحية أخرى لا تقل خطورة .

كما أن دهون الجسم لا تذوب بالحرارة ولكن بالمجهود البدني، وعلى كل من يقوم بالتخسيس أن يلتزم بالقاعدة العلمية التي تقضي بأن تكون السعرات الحرارية التي يتناولها الإنسان في الطعام أقل من السعرات الحرارية المبذولة نتيجة الممارسة الرياضية وبالتالي تزيد كمية الفاقد عن المكسب .

من جهته يحذر استشاري كويتي من ممارسة الرياضة أثناء الصيام للمرضى في حال عدم انتظام السكر في الدم لديهم .

ويقول استشاري امراض السكر رئيس قسم وحدة السكر بمستشفى الاميري الدكتور عبدالنبي العطار ان السكر ينخفض مع ممارسة الرياضة في الصوم مما يسبب هبوطا بالسكر وقد يعرض المريض للخطر مشددا على اهمية التأكد من مستوى السكر في الدم .

ويشير إلى ان هناك دراسة أمريكية اظهرت زيادة مضاعفات مرضى السكر اثناء صيامهم موضحا ان المضاعفات التي قد تعرض لها مرضى السكر اثناء الدراسة هي هبوط وارتفاع السكر والجفاف .

ويذكر ان مرضى السكر ينقسمون إلى مجموعات حسب درجات الخطورة وهم المرضى الذين يعتمد علاجهم على النظام الغذائي فقط حيث انهم اقل عرضة للمضاعفات فيما الاكثر عرضة هم مرضى السكر من النوع الاول .

ويشدد الدكتور العطار على اهمية استشارة الطبيب المعالج قبل الاقدام على الصوم لان كل مريض سكر يعتبر حالة خاصة وقد تتفاوت الارشادات من مريض إلى آخر داعيا المرضى إلى الأكثار من تناول السوائل بين الأفطار والسحور وقياس نسبة السكر بالدم خلال رمضان أكثر من المعتاد اضافة إلى الاكثار من الخضروات الطازجة .

ويؤكد ضرورة اتباع ارشادات الطبيب في حال موافقته على الصيام وهي التغذية والرياضة والتحليل المنزلي اضافة إلى كسر الصيام والافطار عند الضرورة.

No comments:

Post a Comment