Monday, March 9, 2009

jlkuasa gubal b arab

العربية لا تشكل إلا ثلاثة بالمائة فقط من رصيد الانترنت

الجزائر- صابر بليدي

كشف الأستاذ وليد العناتي من جامعة بترا الأردنية، في مداخلته حول \"وضع اللغة العربية في الولايات المتحدة الأمريكية\" خلال مشاركته في ملتقى دولي احتضنته الجزائر حول اللغة العربية، أن اللغة العربية لم تكن تحظى في أمريكا بعناية حكومية أو أهلية من قبل، إذ كان نطاقها لا يتجاوز الأقليات المهاجرة، غير أن أحداث 11 أيلول/سبتمبر شكلت على حد تعبيره \"مفصلا هاما\" في تاريخ تعليمه. وأبرز المحاضر، أن الإحصائيات تشير إلى أن إقبال الأمريكيين على تعلم العربية يتزايد بـ \"اطراد\" حتى قدرت نسبة الزيادة في أعداد الدارسين بـ 90 بالمائة من الطلبة المنتظمين في الدروس، مضيفا أن تعميم تعليمها لم يقتصر على هذا الحد، إنما نشطت الجامعات الكبرى في إنشاء أقسام ووحدات للغة العربية، مثل جامعة جورج تاون، التي فتحت برنامجا للغة العربية ولسانياتها\"، وأضاف- المحاضر - أنه بالرغم من أن أحداث 11 أيلول/سبتمبر، لم تؤثر تأثيرا مباشرا على الاتجاه نحو تعلم العربية، غير أن ما أفرزته من أحداث سياسية واجتماعية، أدت بالكثير من الأمريكيين إلى الرغبة في تعلم هذه اللغة، من أجل التقرب من المسلمين وفهم دينهم. وعرض الأستاذ العناتي بالمناسبة، بعض البحوث الاستطلاعية التي أجريت بالولاية المتحدة الأمريكية، لباحثين عرب وأمريكيين، مشيرا إلى ان إحدى الدراسات كشفت أن \"84 بالمائة من الأمريكيين يرون أن العربية مصدر قوة لغويا وثقافيا\" ويرى من جهة أخرى 66 بالمائة من الطلبة ان انتشار اللغة الإنجليزية وتوسعها، لا يقلل من أهمية اللغة العربية\". ويعتقد 38 بالمائة من الأمريكيين أن تعلم اللغة العربية سيزيد من فرصهم في إيجاد مناصب عمل في الدول العربية، وأن 62 بالمائة يرون أن هذه اللغة مهمة للسياحة والأسفار، بحكم حبهم، اكتشاف أسرار الدول العربية وطبيعتها.

وعن حضور اللغة العربية في شبكة الانترنيت، ذكر الأستاذ لخضر بولطيف من جامعة المسيلة الجزائرية، أنه بالرغم من المؤشرات العديدة، التي ما فتئت تعطي انطباعا متفائلا بأن اللغة العربية بدأت تأخذ حيزا معتبرا على صفحات شبكة الانترنيت، فإنه استنادا إلى دراسة حديثة، أعدتها لجنة الأمم المتحدة أثبتت الندرة الشديدة للمحتوى العربي على الشبكة الدولية، والذي لا يتعدى 3 بالمائة من إجمالي المحتوى العالمي. وأشارت دراسة أجرتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، \"الإسكوا\" إلى أن هذه النسبة تمثل تناقضا صارخا مع حجم الإسهامات التي قدمتها الحضارة العربية على امتداد التاريخ الإنساني.

ويتجلى الحضور المحتشم للغة العربية، حسب الأستاذ بولطيف، في مقابل سيطرة اللغة الإنجليزية التي تكاد تهيمن على معظم مواقع الانترنيت في العالم، الذي يعتمد في الأساس على الحروف اللاتينية، سواء في كتابة العناوين أو البريد الإلكتروني وغير ذلك من الخدمات ذات الانتشار الواسع، ومن بين أكثر المشكلات إلحاحا فيما يتعلق بحضور اللغة العربية على النات ذكر- المتحدث- مسألة \"المصطلح\" إذ أن اللغة العربية تجد صعوبة في الصمود أمام التراكم المتفاقم للمصطلحات التي تطرحها شبكة الانترنيت اليوم، وحسب المحاضر فإن عدة عوائق لازالت تحول دون تحقيق النتائج المرجوة لتعريب شبكة الانترنيت، منها عدم اكتراث معظم البلدان الناطقة بالعربية للدفاع عن لغتها، وعدم استعدادها لتمويل الأبحاث والمنظمات التي تعمل بهذا الصدد.

كما تقف اللغة العربية \"عاجزة\" أمام التطورات العلمية والطبية، وقد ساهمت من جهتها منظمة الصحة العالمية حسب ما أبرزه الدكتور قاسم سارة من مصر، في الدعوة إلى التعليم الصحي باللغة الوطنية لأي دولة، وتعمل من جهتها شبكة تعريب العلوم الصحية على تعزيز التواصل بين المهتمين بترجمة العلوم الصحية والطبية والتعريف بأعمالهم وترويجها.

ونشير إلى أن المشاركين في ندوة الجزائر الدولية، حول تحديث اللغة العربية ومستقبلها في سوق لغات العالم، قد دعوا الدول العربية الى وضع مخطط مرحلي لتعميم التعريب، واتخاذ إجراءات مرحلية تساعد على تحقيق هذا الهدف خلال فترة انتقالية لا تتجاوز العشر سنوات. وأوصى المشاركون الدول العربية باتخاذ قرار ملزم باستخدام اللغة العربية في كافة المجالات، بما يجعل منها اللغة الأساسية للتواصل والتعليم بمختلف مراحله بما فيها التعليم العالي، وكذا فرضها في المدارس الخاصة، بحصص ومقررات كافية لاكتساب المتعلمين مهاراتها.

وفي هذا الصدد دعا المختصون كافة الدول العربية، والهيئات والمنظمات والاتحادات القطرية القومية، بما فيها جامعة الدول العربية، إلى إعلان سنة 2010 سنة عربية للتعريب، والعمل الجاد على غرس الاعتزاز باللغة العربية في نفوس المواطنين والأجيال الناشئة في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام وغيرها. كما طالبوا الجامعات ومراكز البحوث بمزيد من العناية باللسانيات الحاسوبية بحثا وتطبيقا وتدريسا وتأهيلا، بما يساعد على استخدام اللغة العربية لدخول مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية البشرية، إضافة الى الاهتمام بالقضايا النظرية والمنهجية في وضع المصطلحات وتأليف المعاجم المختصة والعامة.

كما شددوا على ضرورة دعم الجهود التي تبذلها المجامع والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وأجهزتها المختصة، وفي مقدمتها مكتب تنسيق التعريب في مجال وضع المصطلحات وتوحيدها وتقييسها وإشاعتها.

وينبغي، حسب المختصين، العمل باستمرار على تطوير طرائق وأساليب تدريس اللغة العربية في التعليم العام، وذلك في اتجاه جعل المتعلم محور العملية التعليمية، وإكسابه المهارات اللغوية الأساسية متكاملة وتنمية قدراته على استخدام اللغة كأداة طيعة للتعبير الوظيفي والإبداعي تحدثا وكتابة.

ويعتبر بعث جهاز عربي لبحوث تعليم اللغة العربية وتطويرها، يرصد التجارب العربية والأجنبية الرائدة ويعرف بها ويدرب عليها، من اهم المطالب التي نادى بها المشاركون في هذه الندوة، بالإضافة الى تأمين تربوي وعلمي فعال بين الأقطار العربية في مجال تدريس اللغة العربية، وتنظيم علاقاتها مع اللغات الأجنبية، كما نادوا بضرورة زيادة الاهتمام بالترجمة العلمية والتكنولوجية بما يسد حاجات الجامعات وقطاعات الإنتاج من الكتب المرجعية والتعليمية اللازمة، كما طالبوا الجهات الوطنية والإقليمية المعنية وفي مقدمتها الجامعات والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، الى زيادة الاهتمام بنشر هذه اللغة في أوساط الناطقين بغيرها من المسلمين والأجانب.




No comments:

Post a Comment