Friday, June 5, 2009

cairo


وَدِّيتُوا الشَّعْبْ فِينْ يَا مُرْسِي؟
عبد الدائم السلامي
استنفرت قوّاتُ الأمنِ المصريّةُ وشقيقَتُها الأمريكيّةُ، خلالَ زيارة أوباما الاستراتيجيّةِ لمصرَ، كلَّ ما لديهما من إمكانيات استخباراتيّة من الأعوان الرسميّين وكذلك من الأعوانِ "البَصَّاصِين" على حدِّ عبارة جمال الغيطاني، وأعدّتا خُطّةً أمنيّة لم تشهدها مصر منذ قِيامِها، حيث مُنِعَ النّاسُ، مترجِّلين وراكبين، من التواجد في المسارات التي سيسلُك أوباما من مطار القاهرة الذي كُتِبَ في مدخله "اُدخلوا مصرَ إن شاء الله من الآمنين" إلى محاور العروبة وصلاح سالم والخليفة المأمون إلى شارع قصر العينى ووسط المدينة وشارع النيل والسيدة عائشة وحدائق القبة حتى الجيزة حيث سيدخل الضيفُ مراقدَ الفراعنةِ. وعلى امتدادِ هذه المسالك، عُلِّقتْ لافتاتٌ كُتبَ عليها بالخطِّ الرُّقعيِّ "أوباما تُوتْ عَنَخْ آمُونْ العالَم". ولكنّ السلطاتِ المصريّةَ لم تُفَكِّرْ في مَنْ سيُصفِّقُ لأوباما والشعبُ ممنوعٌ من المشيِ في بَلَدِه الأمينِ؟***يحضُرُني الآن مشهدٌ من فيلم "طباخ الرَيِّسْ" لطلعتْ زكريا الذي مثّل فيه الفنّانُ خالد زكي دورَ الرئيس الذي لا يعلم شيئًا عن أحوالِ رعاياه، وأذْكُرُ أنّه خلالَ قيامِ الرئيسِ بجولةٍ في شوارع القاهرة لم يرَ أحدًا من النّاسِ الذين تعوّدوا التصفيقَ لمواكِبِ الرؤساءِ، فيسألُ أحدَ مُساعديه بكلّ براءةٍ "وَدِّيتُوا الشَّعْبْ فِينْ يَا مُرْسِي؟ وَدِّيتُوا الشَّعْبْ فِينْ؟".***تسببت دعوةُ رئيسِ جامعة القاهرة، تطبيقًا منه لتعليماتٍ عُليا، للسفيرِ الاسرائيليِّ هناك، شالوم کوهين، لحُضُورِ خِطَابِ باراك أوباما أمسِ الخميس، في ظهورِ أزمةٍ بين صفوف أساتذة الجامعة وطلبتِها الذين رأوا في هذه الدعوةِ محاولةً من الدولةِ لاكتمالِ عناصِرِ تَنْجِيسِ حَرمِ جامعتِهم، يُذْكَرُ في هذا الشأن أنّ بعضَ الأساتذةِ قد هدَّدَ باستخدام القُوةِ لمَنْعِ دُخولِ کوهين الحرمِ الجامعيِّ. ولكنّ أحدَ الطلبةِ النُّبَهاءِ خطبَ في زُملائِه قائلاً: يا جِدْعان، مكتبُ كوهين بِيْبُصْ على جامعة القاهرة وبِيْشُوفْ كلّ حاجَهْ بْتِحْصَلْ فيها حتى نوع صابون حمّامِ رئيسِ الجامعة، يعنى لو قَعَدَ كوهين فى بَلَكُونَهْ دَارُو فسَيَسْمعُ ما لن يَسْمعه رئيسُ الجامعة نفسُه من كلام أوباما الرَّصينْ".***أحدُ المصريّين اندهشَ كثيرًا من حَمْلةِ التنظيف التي شهدتْها شوارعُ القاهرةُ خلال الأيّام الأخيرةِ فتساءل بألمٍ "حرامْ والله حَرامْ، عَشَانْ خَاطِرْ أوباما نَنَظِّفْ البَلَدْ ونْخَلِّيهَا أَنْظَفْ مِنْ بَارِيسْ، طَيِّبْ، لِيهْ يَا حُكُومَهْ يَا نَظِيفَهْ مُشْ بِتْنَظِّفْ بَلَدْنَا لِينَا ونْعِيشْ فيها بَنِي آدْمِينْ؟
"

No comments:

Post a Comment