تمر السنوات بسرعة، والإنسان فى سباق مع الزمن، يسعى إلى كسب نفع أكثر وأشمل، ويحاسب نفسه على الثواني، مخافة أن تمضى دون إنتاج، لأن الزمن جزء من تقدم الإنسان ونجاحه، وأن الدقائق والثوانى فى أعمار الأمم وفى حياة الأفراد، لها وزن وحساب، فالساعات الطويلة ليست فى حقيقتها سوى دقائق وثوان، وضياع الثوانى هو فى حقيقته ضياع لتلك الساعات، التى ينقضى بمرورها عمر الإنسان وينتهى بها كفاحه من أجل الحياة، ومن أجل التقدم والإبداع و"لا إبداع بدون حرية ودون اعتبار لحرمة الفكر" وأن بناء المجتمع المتضامن المتوازن يتطلب عدالة أفضل فى توزيع ثمار التنمية بين الأفراد وبين الجهات وبين الدول.وسنودّع حولا مضى ونستقبل حولا جديدا، بأمل وتفاؤل وحب وصفاء وسخاء نفسى ومادى وتواصل اجتماعى محمود، يضفى على مفتتح السنة الجديدة معنى اجتماعيا نبيلا ويبث بين الناس كافة روح المحبة والتعاون المتبادل والمجاملة الرقيقة.إن خالق الإنسان أوجب العمل الخيرى بين بنى آدم، فليكن هذا الواجب وازعا طيبا ومدخل صدق يبث فى المجتمع الدولى ظلالا رفيعة من النور والخير والمعروف ليكون مجتمع مروءة وخير وفضل وإحسان، ومجتمعا متماسك البنيان متوحد الصفوف والمقاصد، وعلى الإنسان الصالح فى كل مكان فوق الأرض أن يقتصد فى مطالب نفسه، حتى لا تستنفد ماله كله، فإن عليه أن يشرك غيره فيما آتاه الله من فضله وأن يجعل فى ثروته متسعا يسعف به الضعفاء، قال الله تعالى "إنما المؤمنون إخوة" "الحجرات آية 10".
وقد قيل "الصالحون يبنون أنفسهم والمصلحون يبنون الجماعات" والإسلام يطالب بالعدل والخير للإنسان ذاته ولغيره ولجيرانه، فقد قال عليه الصلاة والسلام "خير الناس أنفعهم للناس" وقال "ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء" يا بنى آدم "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا".
No comments:
Post a Comment