Tuesday, October 7, 2008

HARAPAN



أنا محتاج لعلم علاّم الغيوب


يإلهي لا إله إلا أنت، ليس كمثلك شيء، الرحمن العطوف على عباده، الرحيم الرفيق بخلقه، رحمتك وصلت للمستحق وغير المستحق. القدوس المنزّه عن كل نقص أو عجز أو حدوث، السلام واهب السلام سلمت ذاتك من الفناء وصفاتك من النقص. الخالق الذي أوجد الأشياء وأنشأها على مقتضى حكمته وإرادته. الغفار كثير المغفرة يستر الذنوب ويتجاوز عن عقوبتها، الوهاب كثير الهبات لمن يشاء من عباده دون مقابل، الفتاح الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة على عباده. المعز يعز من يشاء فلا يذل أبدا. الحكم الذي يحكم بين عباه بالعدل ولا معقب لحكمه العدل، المنصف فلا يجور ولا يظلم أبدا،اللطيف البر المحسن العليم بخفايا الأمور، الخبير العالم بما كان وما يكون ولا تخفى عليه خافية.الحليم الذي لا يعجل بعقوبة أو انتقام، الغفور جم الغفران يستر العيوب ويتحاوز عن السيئات. الشكور يجازي على الحسنة بأضعافها، الحفيظ الذي يحفظ الكون وما فيه ومن فيه، الكريم ذو الكرم يعفو وهو قادر، المجيب الذي يجيب من دعاه، الحكيم الذي يحكم الأمر ويتقن كل ما يفعل. الواحد الذي تفردت ذاته بوجود لا مثيل له، الصمد مقصود العبادة، البر كثير البر والخير بلا انقطاع ومصدر الإنعام والبركة؛ الرؤوف كثير الرأفة والرحمة بعباده. العفو كثير العفو يمحو السيئات عن المسيئين، ويتجاوز عن خطاياهم كرما منه سبحانه. النافع الذي يرشد أولياءه إلى طرق النفع والخير، الهادي الذي يهدي العباد ويرشدهم إلى طرق الخير والهداية؛ إلهي أنا محتاج إلى رحمتك وغفرانك، وعدلك، ولطفك، وحلمك، وكرمك، وعفوك، وهدايتك، وحفظك.أنا إنسان من الإنس مفطور على الأنس والمؤانسة ميال للرفق والرحمة نفار من العنف والفظاظة والغلظة. أسعى لنيل الألفة وأصبر على الأذى أسعى لتوفير الصفاء وأصبر على البغض، ميال للخير، نفار من الشر، أتطوّع خيرا رغم ثقل الأمانة، لا أكره من يكرهني، ولكنني أحذر شره. لا أقنط من رحمة الله لأنه يغفر الذنوب جميعا، شريعتي شعارها \"ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم\" (فصلت آية 33). لست وحدي، فقد اعترف «فولتار» بالضعف في مقولته «كلنا ضعفاء وميالون للخطإ، لذا دعونا نتسامح مع بعضنا البعض ونتسامح مع جنون بعضنا البعض بشكل متبادل، وذلكم هو المبدأ الأول لقانون الطبيعة، المبدأ الأول لحقوق الانسان».أنا مسلم «والمسلمون كرجل واحد، إذا اشتكى عينه اشتكى كله وإن اشتكى رأسه اشتكى كله» (أخرجه أحمد)، و«المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» رواه مسلم عن جابر؛ أنا مؤمن و«المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم» رواه البخاري وأحمد عن ابن عمر. أنا أنتمي إلى الأمة الوسط كما نصّ التنزيل على ذلك \"وكذلك جعلناكم أمة وسطا\" (البقرة آية 143). آمنت أن الرحمة تجمع بين البشر وأن الإسلام دين (الحنيفية السمحة ليس فيها ضيق ولا شدة). وآمنت أن الوفاق بين المعتقد والعمل أفضل من الخلاف بينهما حتى أقي نفسي من التشنج والتشتت وانشقاق الذات وأشعر بالخيرية في ذاتي الباطنية، وأكف عن جميع الشرور.فأنا مع مقولة علي بن أبي طالب «ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يكثر عملك ويعظم حلمك ولا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين: رجل أذنب ذنوبا فهو يتدارك ذلك بتوبة، أو رجل يسارع في الخيرات، ولا يقلّ عمل في تقوى وكيف يقلّ ما لا يتقبل» لأن الله تعالى قال: \"ومن تطوّع خيرا فإن الله شاكر عليم\" (البقرة آية 157)، أنا مع أهل الطبع النبيل، والروح السامية والمعدن النقي لأن فضائلهم ناضجة وتطهروا من أزمة الإفراط والتفريط وخطر الارتماء في أحضان التطرف والتعنت.كيف لا تقبلوا منهجي يا معشر المسلمين وكتابنا القرآن الكريم يفيدنا بأمر الله تعالى خالقنا وباعث دين الإسلام الحنيف \"ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم\" (فصلت آية 33)؛ لماذا هذا السلوك الهادئ اللطيف اللين؟ حتى نحافظ على وحدتنا ونبقى مهابين، لأن في تفرقنا وشدة عدائنا لغيرنا، يجلب النفع لأعدائنا يقول «تولستوي» «اعمل الخير لأصدقائك يزيدوك محبة واعمل الخير لأعدائك ليصبحوا أصدقاءك» ويقول الله تعالى: \"يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سبيل الله\" (المائدة آية 74).إلهي لا إله ألا أنت، إذا كانت الملائكة قالت لكم \"سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا\" (البقرة آية 32)، والرسول عيسى عليه السلام قال لكم \"تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب\" (المائدة آية 116)، والنبي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يحدد حدود المهمة التي كلف بها قائلا: \"وما علينا إلا البلاغ المبين\" (يس آية 17) فليس في استطاعتي أن أعزم على شيء دون أن أتوكل على الله وأدعوه لي بالتوفيق لإيماني أنك \"سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم\" (البقرة آية 32). فأنا من البشر وكل البشر فقراء إلى الله؛ كما نص القرآن الكريم \"يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد\" (فاطر آية 15).فلا جدوى من الجمود ولا جدوى من الجحود لأن في الجمود وفي الجحود انحراف عن النص القرآني \"وكذلك جعلناكم أمة وسطا\" (البقرة آية 143). فتيقنوا يا معشر الجامدين والجاحدين وآمنوا بقول الله تعالى \"وما أوتيتم من العلم إلا قليلا\" (الإسراء آية 85)، وكل من بلغ درجة علمية رفيعة في أي اختصاص من مختلف الاختصاصات لم يبلغ «سدرة المنتهى» هو محتاج إلى غيره والجميع محتاجون إلى علم «علام الغيوب» الذي \"علم الانسان ما لم يعلم\" (العلق آية 5)؛ فلولا نقص علمنا لما تصارعنا ولما تقاتلنا ولما تباغضنا ولما مكر بعضنا على بعض، ولما خدع بعضنا بعضا، ولما اختلفنا ولما نكر بعضنا جميل بعضنا الآخر. \"فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه\" (النمل آية 93).

No comments:

Post a Comment