العقل أعز نعم الإسلام
نعمة العقل أعز نعم الله على عباده، بفضلها يصبح الإنسان عاقلا يفكر ويبحث ويجادل، وبالعقل تنار السبل ويحصل اليقين، ويزال الشك من الفكر المتردد التائه، وعلى أساس أهمية نعمة العقل، ودور العقل في مسيرة الحياة بمختلف أوجهها دعا القرآن إلى التأمل في الكون ليلاحظ الإنسان مظاهر اختلاف الليل والنهار «وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون» (المؤمنون آية 81) وكيف تتمّ عملية تصريف الرياح والسحاب «وتصريف الرياح والسحاب المسخّر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون» (البقرة آية 163)، والنظر في حركات النجوم المسخرة بأمر من الله «والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون» (النحل آية 12).
ولتبسيط كل ذلك للعقل الإنساني وللعرب خاصة نزل القرآن بلغة العرب ليفهموه فهما معمقا «إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون» (يوسف آية 2)، هذا القرآن الذي فيه ذكر للمسلمين خاصة وللبشرية عامة «لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون» (الأنبياء آية 10). وبما أن الانسان ميّال للجدل «وكان الإنسان أكثر شيء جدلا» (الكهف آية 53) وحريص على التفكر «قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون» (الأنعام آية 51).
فالإسلام كان أول دين رفع من شأن العقل ودعا إلى التزود بالعلم والمعرفة وربط بينه وبين الشريعة ربطا وثيقا أبديا، والعقل المراد به هو الذي استوفى شروط الفهم التي تؤهله لإدراك ما يلقى إليه، والقرآن يحتكم إلى العقل ويذكره باسمه وأفعاله زهاء خمسين مرة ويذكر كلمة «أولو الألباب» أي أصحاب العقول في بضع عشرة مرة، وجاءت كلمة «أولي النهي» في موضع واحد والقرآن يبين أن العقل نعمة كبرى وأنه لا بد من استخدامه واللجوء إلى حكمه، فالإسلام دين منطق وعقل لا يأمر معتنقيه بعقيدة إلا بعد أن يعرض البراهين العقلية على صحتها ولا يهاجم أخرى إلا بعد أن يبين تفاهتها وبعدها عن الصواب.
فتعدد الآلهة مثلا يجعل البشر عبيدا لآلهتهم ولذا كان يقع على كاهل الإنسان من جراء تعدد الآلهة من الأعباء ما تنوء به استعداداته كتقديم الهدايا والنذر والقرابين والشعائر التي ترضي الآلهة ولذا يخاطب القرآن المشركين على لسان يوسف قائلا: «أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار، ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان، إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه». (يوسف آيتان 39-40).
فالقرآن يستهل خطابه بتبيان الفرق العظيم بين عبادة إله واحد يخضع الجميع لحكمه وما يستدعي ذلك التوحيد من التخفيف على كاهل الإنسان من التضحيات المرهقة، والشعائر الوهمية كما أن هذا التوحيد يوجد بين البشر ويقضي على كثير من أسباب الخلاف الذي نشأ بسبب اختلاف المعتقدات، ثم ينتقل القرآن إلى محاججة المشركين قائلا كيف تعبدون آلهة من صنعكم أطلقتم عليها أنتم وآباؤكم أسماء مختلفة «ما أنزل الله بها من سلطان» (يوسف آية 40)، أي ما جعل الله فيها من حجة وبرهان عقلي يطمئن بها من يعيدها من دون الله؛ فإذا كان الهوى عامل تفريق يفتت وحدة الأمة فإن العقل عامل وحدة، لأن العقل يبصر كل الجوانب وعلينا أن نحافظ عليه من التعرض للأخطار المضرة من مخدرات أو مغريات، ففي الحديث النبوي «دين المرء عقله ومن لا عقل له لا دين له» رواه أبو الشيخ في الثواب وابن النجار عن جابر.
وعلى هذا الأساس وهذا المنهج الذي يعتمد نور العقل نستطيع ببصائرنا إدراك فضيلة الاجتهاد وفضيلة التسامح لفهم قضايا العصر ومكتسبات الحداثة فهما صحيحا جيدا لا يتنكر للثوابت، ولا يرفض التوفيق بين القديم والجديد حتى لا نكتم أو يكتم غيرنا علينا حقيقة التفتح البارزة في العقيدة الإسلامية الصافية
نعمة العقل أعز نعم الله على عباده، بفضلها يصبح الإنسان عاقلا يفكر ويبحث ويجادل، وبالعقل تنار السبل ويحصل اليقين، ويزال الشك من الفكر المتردد التائه، وعلى أساس أهمية نعمة العقل، ودور العقل في مسيرة الحياة بمختلف أوجهها دعا القرآن إلى التأمل في الكون ليلاحظ الإنسان مظاهر اختلاف الليل والنهار «وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون» (المؤمنون آية 81) وكيف تتمّ عملية تصريف الرياح والسحاب «وتصريف الرياح والسحاب المسخّر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون» (البقرة آية 163)، والنظر في حركات النجوم المسخرة بأمر من الله «والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون» (النحل آية 12).
ولتبسيط كل ذلك للعقل الإنساني وللعرب خاصة نزل القرآن بلغة العرب ليفهموه فهما معمقا «إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون» (يوسف آية 2)، هذا القرآن الذي فيه ذكر للمسلمين خاصة وللبشرية عامة «لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون» (الأنبياء آية 10). وبما أن الانسان ميّال للجدل «وكان الإنسان أكثر شيء جدلا» (الكهف آية 53) وحريص على التفكر «قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون» (الأنعام آية 51).
فالإسلام كان أول دين رفع من شأن العقل ودعا إلى التزود بالعلم والمعرفة وربط بينه وبين الشريعة ربطا وثيقا أبديا، والعقل المراد به هو الذي استوفى شروط الفهم التي تؤهله لإدراك ما يلقى إليه، والقرآن يحتكم إلى العقل ويذكره باسمه وأفعاله زهاء خمسين مرة ويذكر كلمة «أولو الألباب» أي أصحاب العقول في بضع عشرة مرة، وجاءت كلمة «أولي النهي» في موضع واحد والقرآن يبين أن العقل نعمة كبرى وأنه لا بد من استخدامه واللجوء إلى حكمه، فالإسلام دين منطق وعقل لا يأمر معتنقيه بعقيدة إلا بعد أن يعرض البراهين العقلية على صحتها ولا يهاجم أخرى إلا بعد أن يبين تفاهتها وبعدها عن الصواب.
فتعدد الآلهة مثلا يجعل البشر عبيدا لآلهتهم ولذا كان يقع على كاهل الإنسان من جراء تعدد الآلهة من الأعباء ما تنوء به استعداداته كتقديم الهدايا والنذر والقرابين والشعائر التي ترضي الآلهة ولذا يخاطب القرآن المشركين على لسان يوسف قائلا: «أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار، ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان، إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه». (يوسف آيتان 39-40).
فالقرآن يستهل خطابه بتبيان الفرق العظيم بين عبادة إله واحد يخضع الجميع لحكمه وما يستدعي ذلك التوحيد من التخفيف على كاهل الإنسان من التضحيات المرهقة، والشعائر الوهمية كما أن هذا التوحيد يوجد بين البشر ويقضي على كثير من أسباب الخلاف الذي نشأ بسبب اختلاف المعتقدات، ثم ينتقل القرآن إلى محاججة المشركين قائلا كيف تعبدون آلهة من صنعكم أطلقتم عليها أنتم وآباؤكم أسماء مختلفة «ما أنزل الله بها من سلطان» (يوسف آية 40)، أي ما جعل الله فيها من حجة وبرهان عقلي يطمئن بها من يعيدها من دون الله؛ فإذا كان الهوى عامل تفريق يفتت وحدة الأمة فإن العقل عامل وحدة، لأن العقل يبصر كل الجوانب وعلينا أن نحافظ عليه من التعرض للأخطار المضرة من مخدرات أو مغريات، ففي الحديث النبوي «دين المرء عقله ومن لا عقل له لا دين له» رواه أبو الشيخ في الثواب وابن النجار عن جابر.
وعلى هذا الأساس وهذا المنهج الذي يعتمد نور العقل نستطيع ببصائرنا إدراك فضيلة الاجتهاد وفضيلة التسامح لفهم قضايا العصر ومكتسبات الحداثة فهما صحيحا جيدا لا يتنكر للثوابت، ولا يرفض التوفيق بين القديم والجديد حتى لا نكتم أو يكتم غيرنا علينا حقيقة التفتح البارزة في العقيدة الإسلامية الصافية
No comments:
Post a Comment