Tuesday, November 4, 2008

PERBEDAAN PENDAPAT ULAMAK = ROHMAT

اختلاف العلماء رحمة على هذه الأمة

حصل خلاف بيني وبين غريب عن وطني، في تحديد صفة المسلم الحقيقي، ولما اشتدّ الجدل حول علاقة المسلم بغيره، وما ذكرته له من حديث الرسول عليه الصلاة والسلام «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» رواه مسلم عن جابر. والمقصود من قوله وفعله فاللسان يوحي بالقول واليد توحي بالفعل قال لي صحيح هذا في علاقة المسلم بالمسلم، وماذا عن علاقةالمسلم بغيره؟ فذكرت له حديث الرسول عليه الصلاة والسلام «من آذى ذمّيا فأنا خصمه ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة» روي عن ابن مسعود.

إضافة إلى إذاءة الجار مهما كانت عقيدته «من آذى جاره فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن حارب جاره فقد حاربني ومن حاربني فقد حارب الله عز وجل» روي عن أنس بن مالك؛ وفي نهي الرسول صلى الله عليه وسلم من عاقبة المظلوم «اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا فإنها ليست دونها حجاب» رواه أحمد في مسنده، وفي حديث أبي هريرة وعلي، وأمامة، وأنس «إن الله تعالى رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي عن العنف».

ثم قلت له ألم يكفك هذا القليل ومازال الكثير في القرآن والسنة، فتساءل عن العصبية. فقلت له المسلم براء منها بدليل قول الرسول عليه الصلاة والسلام «ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية» روي عن جيير بن مطعم، وأضفت المسلم رحيم إن التزم بحديث خاتم المرسلين «من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء» روي عن جرير. و«لا يرحم الناس لا يرحمه الله» روي عن أبي سعيد وزيد عن جرير «ومن لا يغفر لا يغفر له» (انظر البخاري ومسلم).

وفي حديث جابر «خير الناس أنفعهم لناس» وفي ما روي عن أنس وابن مسعود «الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله» فهل تريد المزيد يا أخي؟ قال لي: أتظن أني غريب عنك يا أخي فأنا مسلم مثلك ولكني أبحث عن الحقيقة، لأني وجدت المسلمين قد انقسموا إلى أحزاب ومذاهب وكل حزب أو مذهب بما لديه فرح فقلت له إن العلاقة بين الله وعباده تتمثل في قوله تعالى «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون» (االذاريات آية 56).

فعبادة الله هي الأصل «الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى» (طه آية 8) والثوابت سنن كونية لا يصنعها الانسان بل هي من صنع خالق الانسان، وإنما المشكلة أن الانسان ابن بيئته، فالبيئة التي يعيش فيها الانسان هي التي تصنعه ولذا كان الانسان متأثرا ومؤثرا بمن حوله أخلاقا وتقاليد وعادات وأعرافا فيتأثر بها ثم يؤثر بمن حوله بطرائق مختلفة وأساليب شتى ثم ينشأ عنده شعور مدمر ألا وهو الشعور بالعصبية التي تعطي صاحبها احساسا بالتمايز عن غيره من بني جلدته.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تهلك أمتي حتى يكون بينهم التمايل والتمايز» يعني يتحزبون أحزابا ويتميز بعضهم من بعض ويقع التنازع وتقع الفرقة فتصير الأمة شيعا وأحزابا عندئذ تميز من الغيظ وتقطع أوصالا. إن ذلك يعطي الانسان شعورا بالاستعلاء على أخيه الانسان من بين البشر بسبب انتمائه إلى عرق أو جنس معين، أو لون، أو عشيرة، أو بلد ثم لا يرى لغيره هذا التمايز.

هذه العصبية نهى عنها الاسلام واعتبرها من دعوى الجاهلية «ومن تعزى بعزى الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا» هؤلاء قال فيهم تعالى «ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن» (المؤمنون آية 71).

ومن أسباب الاختلاف اختلاف الطبائع والأمزجة فبعض الناس حاد المزاج سريع الهيجان وبعضهم الآخر هادئ متزن لكن قد تصدر عنه أشياء ساعة الغضب لا تصدر عنه ساعة الصفاء والرضاء والهدوء. لاشك هناك ثوابت إلى جانب أركان الاسلام الخمس هي الصدق، والأمانة، والإيثار، وحسن المعاملة، ورعاية حقوق الناس، والوفاء بالعهد ونصرة المظلوم إلى غير ذلك من الصفات الخلقية الحميدة وهناك متغيرات فهي الأمور التي اختلف فيها الناس وهي كثيرة جدا.

وحين اختلف الناس واختلفوا في بعض الفروع الدينية وفرّعوا فيها بحسب ما وصل إلى علم كل من المختلفين على ضوء ما صح عنده من النصوص وما هداه إليه علمه وتفكيره واجتهاده لحل المستجدات المطروحة على الساحة في عصره ومصره في مختلف الشؤون الحياتية حتى لا يكون حرج في مصالح الناس وفي معاشها فتتعطل عجلة الحياة بتقدم العلم وتزدهر المكتسبات الحضارية عند غير المسلمين ويتأخر عنها المسلمون...

إن الاختلاف المذموم يؤدي إلى الخصومة والانقسام وحذّر منه خالقنا بقوله \"وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد» (البقرة آية 176) وقال «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا» (آل عمران آية 103). إن اختلاف العلماء رحمة على هذه الأمة كل يتبع ما صح عنده وكل على هدى وكل يريد الله.

No comments:

Post a Comment