دعاالدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو- الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في افتتاح مؤتمرهم السادس عشر في دمشق، إلى تبنّي مشروع النهوض باللغة العربية الذي طرحته الجمهورية العربية السورية بمناسبة الاحتفاء بدمشق عاصمةً للثقافة العربية خلال سنة 2008، حتى يكون مشروعاً عربياً إسلامياً. وأعلن أن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ستعرض هذا المشروع على مؤتمرها العام القادم، لمناقشته واعتماده ليكون مشروعاً للعالم الإسلامي.وأشاد الدكتور عبد العزيز التويجري في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بالموضوع الرئيس المطروح على المؤتمر وهو \"نحو تحديث الخطة الشاملة للثقافة العربية\"، وأشار إلى أن المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة قد اعتمد الصيغة المعدّلة للاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي ووسائل تنفيذها، وذلك إيماناً من الإيسيسكو بأن الثقافة ظاهرة اجتماعية وأن المتغيّرات الدولية والإقليمية والتحوّلات الثقافية العميقة المتلاحقة، تقتضي منا جميعاً تجديد رؤيتنا للفعل الثقافي من جهة، وتحديث وسائل تنفيذه من جهة ثانية.من جهتم نوّه الوزراء المشاركون في مؤتمر وزراء الثقافة العرب بأهمية انعقاد هذا المؤتمر في إطار الاحتفال بدمشق عاصمة الثقافة العربية لهذا العام. وشددوا فى اجتماعهم على اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009 وأن العام المقبل سيكون عام القدس فى كل العواصم العربية.وعبّر الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث القطري، عن تفاؤله بانعقاد المؤتمر في دمشق المعروف عنها أنها توحد العرب في كل المجالات. وناقش المؤتمر مواضيع ثقافية عديدة كتطوير العلاقات الثقافية وتعزيز مكانة اللغة العربية للمحافظة على الهوية وموضوع القدس كعاصمة للثقافة العربية في العام القادم والسعي لأن تكون عاصمة العواصم. وقال الكواري: إن الرؤى التي سنقدمها في موضوع تمكين اللغة العربية بين الأجيال القادمة هي في غاية الأهمية لأن هذا الموضوع يشكل هما وطنيا بالنسبة إلينا وبصورة خاصة في منطقة الخليج حيث تتعرض هذه اللغة لعقبات ومشكلات يجب ان نعمل على معالجتها بكل الوسائل. وحول دور قطر في احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية أوضح الوزير القطري أن القدس ستكون القاسم المشترك لكل فعالياتنا في العام القادم والتي ستنعكس على كل برامج العرب الثقافية في كل عواصمها. ومن جانبها أكدت السيدة نانسي باكير وزيرة الثقافة الأردنية أهمية انعقاد المؤتمر في دمشق واعتبرته إضافة نوعية إلى النشاطات الثقافية التي حفلت بها دمشق على مدار العام. وأبدت تفاؤلها بالموضوعات المطروحة خلال المؤتمر والرؤى بشأن تمتين اللغة العربية بين الأجيال مشيرة إلى أن بلادها تربط هذا الموضوع بتطوير التعليم لأنه الأساس حيث يجب أن تشتمل المناهج والكتب المدرسية على التحبيب في اللغة العربية والترغيب فيها. وأضافت الوزيرة الأردنية أن هذا الموضوع مرتبط بتطوير التعليم الأساسي والعالي مؤكدة أن للإعلام دورا كبيرا في نصرة اللغة العربية. وفيما يتعلق باحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية رأت أن للأردن دورا مهما في هذا الموضوع بحكم الجوار والنسيج الاجتماعي. وبدوره أكد فاروق حسني وزير الثقافة المصري أهمية الأفكار التي يطرحها المؤتمر وخاصة موضوع تحديث الثقافة العربية من خلال تحديث البنية التحتية والابتكار والاحتكاك بالعالم والتحاور معه، وموضوع حماية اللغة العربية مؤكدا ضرورة التكاتف وإيجاد البرامج التي تحبب جيل الشباب في اللغة العربية. وقال حسني إن جميع الوزراء متفقون على أن القدس عاصمة للثقافة العربية وأن كل الدول العربية ستقيم نشاطاتها واحتفالاتها بهذه العاصمة سواء داخل عواصمها أو خارجها. من جهته أكد الدكتور محمد أبو بكر المفلحي وزير الثقافة اليمني أن هذا المؤتمر يتيح لوزراء الثقافة العرب تناول الكثير من القضايا المتعلقة بالشأن الثقافي في المنطقة العربية والتحديات التي تواجهها كما أنه فرصة للقائهم في دمشق التي بدأ فيها أول اجتماع لوزراء الثقافة العرب. وأضاف المفلحي أن للثقافة دورا رئيسيا في عملية إعادة تشكيل مايمكن أن يطلق عليه مفهوم \"عالم جديد\" بعيدا عن سياسة القطب الواحد. وأشار إلى أن هناك لجانا أعدت الكثير من القضايا المتعلقة بدعم اللغة العربية لأن اللغة هي المكون الرئيسي لأي ثقافة من الثقافات وأن النهوض بالثقافة سيكون مطروحا على رأس جدول الأعمال وبهذا فإننا نخطو في الاتجاه الصحيح نحو ثقافة عربية متينة. كما أكد وزير الثقافة اللبناني تمام سلام أهمية انعقاد مؤتمر وزراء الثقافة العرب في دمشق نظرا لعراقة سوريا وبالتزامن مع الاحتفال بدمشق عاصمة للثقافة العربية لعام 2008 وللخروج بقرارات وإجراءات تعزز العلاقات العربية العربية والوجود العربي. وأعرب سلام عن أمله في أن يساهم هذا المؤتمر في تضافر الجهود التي بذلت من قبل الدول العربية من أجل تعزيز ودعم العمل الثقافي العربي الذي يعزز من وجود الأمة العربية. كما أعرب عن أمله في أن يسهم المؤتمر في التركيز على النهوض باللغة العربية ومتابعة الخطط الثقافية التنموية التي هي بحاجة إلى مراقبة من الدول العربية. وحول احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 قال وزير الثقافة اللبناني.. \"نحن في عواصمنا العربية نحاول التعويض عن محدودية إمكانية إحياء هذه المناسبة في القدس نفسها جراء الاحتلال الإسرائيلي والإجراءات التعسفية بأن نحيي في كل عاصمة عربية فعاليات هذه المناسبة لإيصال معاناة ونضال الشعب الفلسطيني والقدس إلى كل انسان وكل بلد في العالم\". وقال الدكتور ماهر دلي ابراهيم الحديثي وزير الثقافة العراقي إن مشاركة بلاده في هذا المؤتمر تأتي \"بهدف مد جسور الثقة مع اشقائنا العرب ليقفوا معنا فيما نعانيه وللتأكيد بأن العراق لم يبتعد عن محيطه العربي\". وأضاف الحديثي أن \"الثقافة هي الجسر المتين الذي يمكن من خلاله تعميق الروابط العربية وتعزيزها لذا سنعمل على خلق التواصل بين الأقطار العربية لتكون اللغة المشتركة بينهم هي اللغة الأصيلة والعريقة ولاسيما أن في البلدان العربية لهجات تعيق التفاهم والتواصل بين أبنائها\". ورأى الوزير العراقي أن المأمول من هذا المؤتمر هو أن يكون حلقة من الحلقات التي لابد أن تتصل مع بعضها لكي تبقى المسيرة الثقافية العربية مستمرة من خلال الخطاب الثقافي. وقال عبديد عبد الله الكحنف نائب رئيس الوزراء، وزير الثقافة والتعليم العالي الصومالي، \"إن سوريا بلد عريق وهي قلب العرب النابض وأن انعقاد مؤتمر وزراء الثقافة متزامنا مع احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008 له نكهة خاصة لأنها عاصمة عريقة ونحن نعتز بزيارتها لأول مرة\".وأضاف أن \"الثقافة العربية هي ملك للعالم أجمع وليس للعرب فقط، لأن العالم العربي يتمتع بقوة اقتصادية هائلة وله تراث عالمي عريق يتمثل في الدين الإسلامي.. فالثقافة العربية هي ثقافة عالمية ونحن نشجع كل الجهود لايصال هذه الثقافة إلى الخارج\". وأشار الوزير الصومالي إلى أن \"الأمة العربية تتعرض لغزو ثقافي غربي علينا مواجهته لكشف خطط الآخرين ومحاولات تشويه صورة الاسلام كما علينا أن نعمل بكل طاقاتنا لتمكين اللغة العربية ونشرها في ربوع العالم\".
No comments:
Post a Comment