Wednesday, April 29, 2009

ISESCO 27 tahun


الإيسيسكو: 27 سنة من العمل على تنمية العالم الإسلامي
الرباط - تحل يوم الثالث من مايو المقبل، الذكرى السابعة والعشرون لتأسيس المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" والتي جاء انشاؤها استجابة لتطلعات الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، إلى تأسيس قاعدة متينة للنهوض في مجالات التربية والعلوم والثقافة. وأصدرت المنظمة التي تتخذ من الرباط مقرا لها، بيانا بهذه المناسبة أوضحت فيه أن ذكرى التأسيس تصادف هذا العام اقتراب حلول النصف الأول من السنة الثالثة النهائية لخطة العمل الثلاثية -2007-2009-، التي حددت أربعة أهداف استراتيجية، تشمل تطوير المنظومة التربوية في الدول الأعضاء -50 دولة- للحد من الأمية في مفهومها الواسع، والمساهمة في تعميم التعليم للجميع، وتحقيق التنمية الشاملة. كما تشمل أيضا تعزيز البحث العلمي لنشر المعرفة وتسخير نتائجه من أجل التنمية، وتفعيل دور العمل الثقافي في تنمية المجتمع، وإقرار السلم والتعايش بين الشعوب، وتجسير الفجوة الرقمية بين الدول الأعضاء والدول المتقدمة. أنشئت الإيسيسكو في المؤتمر التأسيسي العام المنعقد في مدينة فاس في المملكة المغربية، خلال الفترة من الثالث الى الخامس من مايو سنة 1982، الذي صادق على "ميثاق الإيسيسكو" المعتمد من قبل المؤتمر الإسلامي الحادي عشر لوزراء الخارجية المنعقد في إسلام آباد في باكستان في شهر مايو من سنة 1980. واتجهت اهتمامات الإيسيسكو منذ خطة العمل التأسيسية -1982-1983-، إلى الإسهام في تنمية الموارد البشرية للدول الأعضاء في حقول التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وإلى إبراز إسهام الحضارة الإسلامية في ميادين المعرفة، وتصحيح المعلومات عن صورة الإسلام والمسلمين في الغرب، وإلى تمكين الدول الأعضاء من ولوج مجتمع المعلومات والمعرفة. وقد تواصل العمل في هذه المجالات في اتجاه متصاعد، ومن خلال تنفيذ ثماني خطط عمل ثلاثية، بدأت من سنة 1986، وتنتهي في نهاية السنة الحالية 2009، وفي إطار من التخطيط الاستراتيجي لبناء مستقبل العالم الإسلامي، الذي يتمثل في وضع إحدى عشرة استراتيجية تغطي مجالات تطوير التربية والثقافة والعلوم والتكنولوجيا والابتكار والتقنية الحيوية والموارد المائية والتكافل الثقافي وتقنيات المعلومات والاتصال والعمل الثقافي خارج العالم الإسلامي والاستفادة من الكفاءات المسلمة خارج العالم الإسلامي والتقريب بين المذاهب الإسلامية والتنمية المستدامة والتنوع الثقافي وتجديد السياسات الثقافية. وبهذا العمل المنظم المخطط له بدقة، حققت الإيسيسكو خلال مسيرتها التي امتدت سبعا وعشرين سنة، إنجازات متميزة كثيرة في مجالات اختصاصاتها، حتى أصبحت اليوم إحدى المنظمات الإقليمية الناجحة في أداء رسالتها الحضارية، والمشهود لها بالمصداقية وبالحضور الفاعل في الساحة الدولية، من خلال شبكة واسعة من علاقات التعاون والشراكة مع أكثر من مائة وخمس وسبعين منظمة دولية وإقليمية، تنفذ معها برامج وأنشطة تربوية وعلمية وثقافية تساهم في دعم التنمية البشرية الشاملة والمستدامة في الدول الأعضاء، وتستجيب لاحتياجات المجتمعات الإسلامية، سواء أكانت أقليات إسلامية في دول غير إسلامية، أم جاليات إسلامية تقيم في بلاد المهجر. ويقول مسؤول في المنظمة إن النجاح المطرد الذي حققته الإيسيسكو خلال السنوات السبع والعشرين، يعود إلى الجهود المكثفة والمتواصلة التي تبذلها المنظمة في إطار تخطيط محكم، وبإدارة حازمة، وبدعم قوي من الدول الأعضاء، في تحقيق الأهداف التي ينص عليها ميثاقها، والتي تنطلق من تقوية التعاون وتشجيعه وتعميقه بين الدول الأعضاء في مجالات التربية والعلوم والثقافة والاتصال والنهوض بهذه المجالات وتطويرها. وأضاف أن المنظمة تشمل تدعيم التفاهم بين الشعوب والمساهمة في إقرار السلم والأمن في العالم بشتى الوسائل ولاسيما عن طريق التربية والعلوم والثقافة والاتصال، وتهتم بنشر قيم ثقافة العدل والسلام ومبادئ الحرية وحقوق الإنسان وفقا للمنظور الحضاري الإسلامي. كما ترمي إلى تشجيع التفاعل الثقافي وتدعيم التكامل والتنسيق بين المؤسسات المتخصصة التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وإلى إبراز خصائص الثقافة الإسلامية والتعريف بمعالمها، وتؤكد على التكامل والترابط بين المنظومات التربوية في الدول الأعضاء، وتنص على دعم جهود المؤسسات التربوية والعلمية والثقافية للمسلمين في الدول غير الأعضاء. وبحسب المسؤولين فإن هذه الأهداف تستجيب جميعها، لمتطلبات التنمية الشاملة المستدامة في العالم الإسلامي، وتلبي احتياجات الدول الأعضاء، وتساهم في تطوير قدراتها في هذه المجالات الحيوية، وترسي قواعد النهضة الحضارية للعالم الإسلامي. وفي هذا الإطار، تتواصل جهود الإيسيسكو التي تتضاعف خطة بعد خطة، فيتصاعد مؤشر الإنجازات، ويتكاثر حجم المشروعات الحضارية الكبرى والبرامج الرئيسيَة والفرعية والأنشطة التي تنفذها وفق أولويات تحددها خطط العمل الثلاثية المتعاقبة في ضوء استقراء أوضاع التربية والتعليم والبحث العلمي والعمل الثقافي في الدول الأعضاء.

No comments:

Post a Comment