Sunday, April 26, 2009

lughah dan lahjah



اللهجة المصرية ولغة الصعايدة الحديثة !!


* بسيوني فتحي
يقول علماء اللغة واللسانيات إن اللهجة هي طريقة نطق لغة معينة يختص بها مجموعة أشخاص، أو هي مجموعة من الصفات اللغوية تنتمي إلى بيئة خاصة. فهناك اللغة العربية التي نزل بها القرآن ويتفرع منها لهجات عديدة مثل اللهجات المصرية والخليجية والشامية والعراقية والجزائرية والمغربية واليمنية، وكلها لهجات مختلفة للغة واحدة، هي اللغة العربية. وقد نزل القرآن الكريم بالفصحى التي كانت لهجة قريش أقرب لهجات العرب لها. قد تختلف اللهجات عن بعضها في طريقة نطق الحروف أو استخدام مصطلحات خاصة، لكنهم أصحاب اللغة الواحدة في النهاية يستطيعون التواصل فيما بينهم بلغتهم الواحدة، وهذا هو الفاصل بين اختلاف اللهجات مع توحد اللغة، وبين حالة اختلاف اللغة.
أسرد هذه التقسيمات التي تكاد تكون مستقرة لدى علماء اللغة، بسبب قيام موسوعة ويكيبيديا العالمية – التي تصدر على الإنترنت بأكثر من 260 لغة منها العربية - باعتماد إصدار لغوي جديدة منها باسم "اللغة المصرية" والمقصود بها هنا ليس المصرية القديمة التي تحدث بها أجدادنا في عصور الفراعنة ونقشوا بها على جدران المعابد – وإنما المقصود هنا اللهجة المصرية الحالية التي تستخدم في الحوارات اليومية مثلها مثل أي لهجة محكية.
وكان استناد ويكيبيديا في ذلك إلى أن اللهجة المصرية الحالية قد تم اعتمادها لغة مستقلة عن العربية في المنظمة الدولية للتوحيد القياسي، وبالرجوع إلى موقع المنظمة تبين أنها، وفي مفارقة لغوية غريبة، لم تعتير فقط اللهجة المصرية لغة مستقلة، بل اعتمدت أيضا اللهجة الصعيدية في مصر – لهجة أهلي الذين أفتخر بهم - لغة وليس لهجة، وخصصت لها الكود aec!
وللوقوف على بشاعة الموقف لغوياً وحضارياً فيما يتعلق بموسوعة "اللغة المصرية الحديثة" يمكننا مراجعة بعض المواد التي نشرت في هذه الموسوعة، وبعيداً عن المواد التي بها ألفاظ بذيئة يستعملها البعض في الحوارات الخاصة ويخجل من البوح بها، يمكننا الاطلاع على ما هو مكتوب للتعريف بغزوة أحد، وما كتبوا عن سيد الخلق وأشجعهم، في موسوعة اللغة المصرية الحديثة:
".... اول لما الرماه اللى على الجبل شافو ان المعركه فى كفة المسلمين نزلو بسرعه علشان يلحقو الغنايم , فلما لاحظ خالد بن الوليد ان الرماه نزلو رجع تانى بالجيش بتاعه و لف من ورا الجبل و فاجئ المسلمين اللى كانو مشغولين وقتها بالغنايم , فلما اتفاجئ المسلمين ان المشركين رجعو تانى جريو بسرعه يهربو و تركو الرسول (ص) اللى وهوا بيحاول الهرب من قدام جيش خالد بن الوليد وقع فى حفره كان ابو عامر الراهب حفرها و غطاها بالاعشاب و التراب وانتهت المعركه لصالح جيش مكه بعد ماكانت للمسلمين قبل ما الرماه ينزلو من الجبل علشان الغنايم".
إن تاريخ الدعوة إلى استبدال اللهجات العامية في بلادنا باللغة العربية – اللغة التي يفهمها كل من يقرأ هذه السطور الآن - كانت ترتبط دائما بمحاولات تفرقة الشعوب العربية – أكثر من الفرقة الحالية – والتشكيك في ثوابتهم، وإبعادها عن ميراثها الثقافي والحضاري المشترك، بحيث لا يكون هناك ما تتجمع عليه هذه الشعوب سوى الذكريات.

No comments:

Post a Comment