Wednesday, May 13, 2009

PELIHARALAH ANAK2


حافظوا على سلامة أطفالكم
حامد المهيري
يا بني آدم، كأني بكم، منذ نزل أبوكم آدم إلى الأرض، إلى يومنا هذا، لم تتعظوا من أحداث الماضي، وتقلعوا عن غيكم، وفواحشكم، وقهر القوي منكم الضعيف، رغم أن تنزيل خالقكم رب العالمين أنذركم بقوله الواضح الجلي "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره" "الزلزلة 7-8" وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حذرتكم بقوله "تركت فيكم ناطقا وصامتا، فالناطق هو القرآن، والصامت هو الموت، وفيهما كفاية لكل متعظ، ومن لم يتعظ بهما فيكف يعظ غيره". دعاني هذا لتذكير المربين من والدين، ومعلمين، وأساتذة، ورجال أمن، والناشطين في الجمعيات الإنسانية والخيرية والتربوية والاجتماعية، أن يسهروا على رعاية الصبيان، والأطفال، ويكون شعارهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم "لولا أطفال رضع، وشيوخ ركع، وبهائم رتع، لانصب عليكم العذاب انصبابا". لعلكم تقولون لي ماذا تقصد من وراء ذلك؟ من حقكم أن تتساءلوا، وكنت أظن أنكم على علم بمكر، وخداع، وإجرام، العصابات التي تخطف الأطفال، فتفحش بهم، وتقطعهم إربا إربا، للاتجار بأعضائهم، هؤلاء الوحوش، لو كنتم تقرؤون القرآن لسمعتم ما يقوله لكم الله تعالى عن خبث هؤلاء "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" "المائدة 32".إذن هناك الخبثاء إلى جانب الطيبين، وقد قال تعالى عن الخبثاء المجرمين واصفا إياهم بمحاربته "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلّبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم" "المائدة 33".هؤلاء ذكرتهم كتب الفقه في عنوان الحرابة مأخوذة من الحرب، وذكرت منهم: عصابة القتل، وعصابة خطف الأطفال، وعصابة اللصوص للسطو على البيوت والمصاريف، وعصابة خطف البنات والعذارى للفجور بهن، وعصابة اغتيال الحكام، ابتغاء الفتنة، واضطراب الأمن... وكلها تدخل عند الفقهاء في باب الحرابة؛ واعتبروها من الذين خرجوا على النظام، وعن التعاليم الإسلامية، وفي الآية القرآنية دعوة إلى تشديد العقوبة. وموضوعي يخص الطفولة هنا.لقد وصف الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عالم الطفولة بأنه عالم قريب من عالم الجنة "الأطفال دعاميص الجنة" والدعاميص نوع من الفراشات الجميلة. وفي حديث أبي هريرة "... يتلقى أحدهم أباه فيأخذ بثوبه فلا ينتهي حتى يدخله الله وأباه الجنة". فهل يستحق الأطفال ببراءتهم توحش المتوحشين دون أن يضع حكام العالم حدا لهذه الجرائم البشعة ضد حقوق الطفل التي وضعها الخالق تعالى له؟.اسمعوا أقوال خاتم المرسلين عليه الصلاة والسلام "أحبوا الصبيان، وارحموهم، فإذا وعدتموهم، فوفوا لهم فإنهم لا يرون إلا أنكم ترزقون"، و"من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله، كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور" فالتحفة هي اللعبة. لقد نفى صلى الله عليه وسلم الانتساب إلى الإسلام "من لم يحترم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا فليس منا"...من مواقف الرسول عليه الصلاة والسلام، أنه صعد المنبر ذات يوم، يخطب في الناس، ورأى الحسن والحسين يجريان، ويتعثران، فقطع خطبته، ونزل، فاستقبل الطفلين، وحملهما على ذراعيه، ثم صعد المنبر، وقال "أيها الناس إنما أموالكم وأولادكم فتنة" "التغابن 15" "والله لقد رأيت ابني يجريان، ويتعثران، فما أطقت حتى نزلت فحملتهما". ودخل الأقرع بن حابس على الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يقبل حفيديه الحسن والحسين، فقال له "أتقبل ولدي ابنتك والله إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت أحدهم؟" فقال عليه الصلاة والسلام "وما علي إن نزع الله الرحمة من قلبك". ومن مظاهر التأكيد على المساواة بين الأبناء، حتى في التقبيل فقد نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل له ابنان قبل أحدهما وترك الآخر، فقال له "فهلا ساويت بينهما"؟..إن مسؤولية الوالدين، والمربين في البيت وفي المدرسة، وفي الجمعيات المدنية، والثقافية، والاجتماعية، وغيرها، والساهرين على النظام العام من أمن وما يتعبه، على حماية صغار السن، والمراهقين، من الانحراف ومزاولة أعمال الفاحشة، والشذوذ، والسرقة، وتعاطي المخدرات وكل ما هو عيب اجتماعي خطير، هو فرض وواجب لمنع هذه الأسباب والمسببات، وعلى الساهرين على شاشات التلفاز أو الانترنات أن يحموا الأطفال والمراهقين من مشاهدة مشاهد تثير الغرائز وتغري للانزلاق فيما لا يحمد عقباه.وعلى الجميع السعي الجاد والحرص الشديد لملء الفراغ بما يهذب، ويصقل المواهب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لله خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب الله" رواه الطبراني، وابن حبان، وابن أبي الدنيا. وقال عليه الصلاة والسلام "إن أبعد الناس من الله القاسي القلب" رواه الترمذي. وقال عليه الصلاة والسلام "من آذى مسلما فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله" روي عن ابن حيان عن أنس بن مالك. وقال صلى الله عليه وسلم "من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء" روي عن جرير. فحافظوا على سلامة أطفالكم من مكر الماكرين، وفحش الفاحشين، وخدع الخادعين بمختلف وسائل الوقاية والحماية وبالعمل الجماعي يدا واحدة.

No comments:

Post a Comment