Tuesday, September 23, 2008

ROMADHON DI ALBANIA

رمضان موسم الخير والزواج و"الميني جيب"

جازوُر رمظان Gezuar Ramazanin أو "رمضان كريم" - بالألبانية ، وهي عبارة التهنئة بالشهر الفضيل والذي يوافق العام الـ602 لدخول الإسلام إلى أراضي ألبانيا واستقراره بها في عام 1429 م على يد العثمانيين .
جاء الشهر المبارك هذا العام في ذروة حر الصيف وهو ما يجعل الصوم حصرا على المتدينين الألبان ، إلا ان أعدادا كبيرة تحافظ على صلاة التراويح في المساجد والتي تشهد رواجا شديدا وزحاما في سائر الصلوات هذه الأيام .
وحرارة الجو حاليا بألبانيا- وكبلد أوروبية - تلقي بسخونتها على ملابس النساء لتصبح رمزية جدا واقرب ما تكون لملابس الشواطئ وأصبح "الميني" و"الميكرو" واللا جيب" ازياءً تقليدية للألبانيات ، لذا يُنصح بعدم التجول صباحا بالشوارع إلا لضرورة ، تجنبا للحرارة والمشاهد الساخنة التي تضر بالصيام والصحة.

عادات رمضانية
العادة بألبانيا أن يبدأ استعداد المسلمين لاستقبال الشهر الكريم بتوزيع بعض الكتيبات والامسكيات والمطويات التعريفية بالإسلام ، والتي تبين فضل الشهر الكريم على غيره من الشهور؛ كما يقوم أئمة المساجد والدعاة بتقديم بعض الدروس والمحاضرات والتي يكون محورها فضل شهر رمضان.

إقامة الإفطارات الجماعية وتوزيع الشنط التموينية الرمضانية من أعمال الخير التي يقوم اغلبها على جهود الجمعيات الخيرية العربية والإسلامية بألبانيا وهو نشاط مشهود وفعال اجتماعيا ، رغم ما يواجه الجمعيات الإسلامية من تضيق وحصار استجابة لضغوط غربية ، في مقابل فتح الباب على مصراعيه للمنظمات التنصيرية وغيرها.

الصوم ممنوع
كما يعتبر رمضان هذا العام هو الـ18 منذ سقوط النظام الشيوعي في ألبانيا عام 1990، حيث يستقبله المسلمون بحفاوة بالغة؛ حبا وشوقا نظرًا لمنعهم من الصوم أو الاحتفال بالشهر المبارك خلال فترة الحكم الشيوعي.
وكان الشيوعيون قد استولوا على الحكم في ألبانيا عام 1939م ؛ فعذبوا العلماء وقتلوا الائمة وهدموا المساجد ودمروا البنية الإسلامية، وعملوا جاهدين على القضاء على الهوية الإسلامية للألبان، فكانوا يفرضون على جميع المواطنين تناول الوجبات جماعيا في نهار رمضان لضمان عدم صيام أي منهم، ومن يكتشف صومه يتم سجنه على الفور . والأمر ذاته بالنسبة للصلاة فكانت ممنوعة تماما في الحقبة الشيوعية بألبانيا.

الحفاظ الألبان في المقدمة
رغم دعوة المشيخة الإسلامية بتيرانا ( بمنزلة وزارة الأوقاف ) لأئمة أتراك لإمامه المصلين بالتراويح إلا أن شباب ألبانيا من الحفاظ كانوا صاحب الكلمة العليا والحضور المشرف بأصواتهم الندية العذبة في الليالي الرمضانية، ودليل دامغ على استمرار وبقاء الإسلام في هذه البقاع جيلا بعد جيل.
وليس مصادفة أن يكون معظم هؤلاء الشباب خريجون لمعهد "الفرقان" احد المعاهد القرآنية التابعة للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم ومقرها بالسعودية ، وتقوم رسالتها على ادارة معاهد تخرج شباب مسلم حفاظ متقنين للقرآن على مستوى العالم .
صلاة التراويح في أغلب المساجد على المذهب الحنفي حيث يصلون أربعة ركعات بتشهد أوسط - وليس مثني مثني كما المشهور في البلاد العربية - واغلب المساجد تصلي التراويح 23 ركعة ولا تتجاوز قراءة الامام بالركعة الواحدة آية او آيتين . ووفق المذهب المذكور يكون دعاء القنوت في الوتر قبل الركوع وليس بعده ، حيث يكبر الإمام وهو لازال واقفا - بعد قراءة الفاتحة والسورة – ويبدأ في الدعاء ثم يكبر للركوع بعد ذلك.

زواج في نهار رمضان
لا يجد الألبان حرجا في أن يكون الشهر الكريم موسما للزواج من باب جلب البركة للعروسين ، ولا تعجب إذا وجدت انتشارا لمواكب الزفاف في نهار رمضان إضافة إلى الحرص على المرور بالمسجد وزيارته من جانب العروسان، وهو كما قيل للتيمن والتبرك والرغبة في بدء حياة سعيدة.

السينما في رمضان
يعرض بالسينما الألبانية في هذه الأيام المباركة الفيلم الغربي يمكنك مشاهده إعلاناته في أنحاء العاصمة تيرانا ، ويقول جمال نوزي – طالب جامعي -: " تقريبا لا توجد لدينا صناعة سينما وطنية ، لقد كانت هناك محاولات أيام الشيوعية بألبانيا ، وكانت حينها سينما موجهة لخدمة أغراض سياسية، أما الآن فالاعتماد الأكبر على استيراد السينما الغربية ، والتي تزيد بدورها من إبعاد و تغريب هذا المجتمع ذو الأغلبية المسلمة عن هويته وحضارته".

وتقع ألبانيا في جنوب شرق أوربا، وهي إحدى دول شبه جزيرة البلقان، ويبلغ عدد سكانها 5 ملايين نسمة، نسبة المسلمين فيهم تصل إلى ( 75% ) ، ويتمتع المسلمون في ألبانيا بحرية دينية مقبولة، وتسمح الدولة للجميع بممارسة الشعائر الدينية.

No comments:

Post a Comment