Monday, September 22, 2008

ROMADHON & PINTU2 KEBAIKAN


رمضان وأبواب الخيرات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد عن أنس رضي الله عنه أن النبي قال «اطلبوا الخير دهركم كله، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده» رواه أبو يعلى والبيهقي، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة فلربنا سبحانه في أيام دهرنا نفحات وبركات لتذكير الغافل والوسنان، تذكرنا إذا نسينا وتوقظنا إذا غفلنا ولقد خص الله شهر رمضان بالفضل على سائر الشهور، وجعل صيامه أحد أركان الإسلام، وأنزل فيه كلامه خير الكلام، ولشهر رمضان حلاوة وطلاوة في القلوب ؛ لما حوى من الفضائل وكريم الخصال والأعمال، فهو شهر لا تحصى فضائله، ولا تستقصى شمائله، إنه شهر الرحمة والغفران ونزول القرآن مِنة من الله ورحمة على أمة سيد الأنام، أمة هي خير الأمم ورسولها خير الرسل وكتابها خير الكتب فهنيئًا لكِ أمة الإسلام بشهر رمضان، فها هو شهر الخيرات قد أتى للراغبين في الخير والساعين لرضوان الله والجنة، أتى ضيفًا كريمًا بعد طول غياب، فطوبى لمن أقرى الضيف وأكرم نزله، ويا خيبة من أدركه فلم يُغفر له، ما أتعسه إذا فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ومردة الجن وهو مصر على ذنبه معرض عن ربه حائرٌ في دعائه وطلبه ما أتعسه، فرمضان فرصة لا تعوض، وسوق قام وانفض ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، دعاء الملائكة فيه يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، وذلك كل ليلة من رمضان، فاللهم اجعلنا من الرابحين الفائزين أيها المسلمون الكرام، الأيام تمر سراعًا وكثيرٌ من الناس في غمرة ساهون وعن ذكر ربهم معرضون، والسعيد من وفقه الله تعالى لاغتنام أيام عمره ولحظات دهره عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين ومردة الجن » رواه البخاري وعن سهل بن سعد أن رسول الله قال «إن في الجنة بابًا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة» رواه البخاري فهل من مشمر إلى الجنة، أبواب إلى الخير تُفتح، وأبوابٌ من الشر تُغلق، والسعيد من كان حاله وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى إن شهر رمضان ميدان التفاوت بين الهمم والعزائم، فثم فرق بين مسرعٍ في مرضات ربه وبين متأخرٍ عن ركب الطائعين، فعبير البركات والنفحات لا يستنشقه مزكوم غفلة أسأل الله تعالى أن ينبهنا من غفلتنا
رمضان وأصحاب الهمم العالية أبواب الخير في رمضان على مصراعيها لذوي الهمم العالية وطلاب الكمالات، لذلك يقول ابن القيم رحمه الله في «الفوائد» إذا طلع غيم الهمة في ليل البطالة وأردفه نور العزيمة أشرقت أرض القلب بنور ربها إن إدراك هذا الشهر العظيم والتماس الخير فيه لنعمة عظيمة يهبها الله لمن اختصهم وأحبهم وعلم الخير من قلوبهم إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ
لعلكم تتقون الصيام تهذيب وليس تعذيبًا، تحلية وتربية، قال تعالى يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ البقرة شرع الله الصيام لتهذيب الجوارح وصيانتها عن الآثام والذنوب وليس الغاية منه الجوع والعطش ؛ لذلك يقول النبي «ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث» متفق عليه وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» متفق عليه قال البيضاوي وليس المقصود من شرعية الصيام نفس الجوع والعطش، بل ما يتبعه من كسر الشهوات وتطويع النفس الأمارة بالسوء للنفس المطمئنة، فإذا لم يحصل ذلك لا ينظر الله إليه
رمضان والقرآن رمضان شهر القرآن، قال تعالى شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ البقرة فلقد ارتبط رمضان في حياة المسلمين بالقرآن، وهو سمة من سماته المباركة، وكان نبينا يعرض القرآن على جبريل مرة في كل عام في رمضان، فقد روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال كان النبي أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن وجعل الله الخيرية للأمة في تعلمه وتعليمه، فقال «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» رواه البخاري فكيف الحال إذا جمع بين شرف الذكر وشرف الزمان، بين الصيام والقرآن تلازم وترابط، ففي الحديث الذي رواه أحمد والترمذي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي قال «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة» والناس في رمضان يعقدون الدورات والمنافسات في الملاعب والملاهي، فلماذا لا تُعقد منافسات حول كتاب الله عز وجل تلاوة وتفسيرًا وتعلمًا، وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ فقد كان مِن السلف من يختم في رمضان في كل ليلة ختمة، وفي كل يومين ختمة، وكان عثمان رضي الله عنه يختم القرآن في ركعة الوتر في جوف الكعبة، وكان للشافعي ستون ختمة في رمضان، ومنهم من كان يحمل بين رجلين لكبر سنه، فإذا وقف في الصف افتتح بالبقرة فلا يركع حتى يبلغ سورة العنكبوت وهو ما يقرب من واحدٍ وعشرين جزءًا ولكن البكاء على قصور الهمم، فما وهن العظم، وضعف الجسم إلا بذنوبنا، والله المستعان فما أعظم أن نتعبد لله في شهر رمضان بكلامه وذكره، فالحسنة فيه بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ؛ قال «لا أقول «الم» حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» رواه الترمذي فروض نفسك ولسانك على تلاوة كتابه والإكثار من ذكره، بدلاً من أن تنشغل بالكلام الذي لا يفيد، فقد كان الربيع بن خثيم يقول لا خير في كلام الناس إلا قراءة القرآن والذكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؛ لأن الله يقول لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاس النساء فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل
رمضان والدعاء إن الله تعالى فضل أمكنة وأزمنة وحالات على غيرها، وإن من فقه العبد أن يأتي بما فضل الله فيما فضل الله، أي الإكثار من الدعاء في رمضان، فمن أفضل الدعاء وأشرفه أن يكون في رمضان، لا سيما إذا كان في ليلة القدر، ففي البخاري عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال «قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» وذكر ابن رجب الحنبلي في اللطائف «وقد كان النبي يتهجد في ليالي رمضان ويقرأ قراءة مرتلة لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة والقرآن والدعاء والتفكر، وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها» وهناك علاقة وثيقة بين الصيام والدعاء، فالله جعل آية الدعاء وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ بين آيات الصيام، وجعل دعوة الصائم لا ترد، كما جاء في الحديث، وللدعاء منزلة عظيمة في الشرع، فهو العبادة كلها ؛ لقوله «الدعاء هو العبادة» رواه أحمد وأصحاب السنن عن النعمان بن بشير، فهو العبادة كلها لما جمع العبد حال دعائه أنواعًا من العبادات من حضور القلب والتوجه إلى الله والقصد والرغبة والرهبة وعبادة البدن فبالدعاء كم كشف الله من الغم وأزاح من الهم، وأعز من بعد ذل، وأغنى من بعد فقر، والنبي يقول «من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء» صحيح الجامع وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

No comments:

Post a Comment