تفريج الكربات سبب لرضى الله عزّ وجل ومحبته سبحانه، وسبب لمحبة الناس. والإنسان عندما يسعى في تفريج كربات الناس، ينجيه الله تعالى من كربات يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم: (من سره أن ينجيه الله من كُرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه) رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخ المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربة فرَّج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة) رواه البخاري ومسلم. فالجزاء من جنس العمل. وتفريج الكربات من أعظم الأسباب لإجابة الدعاء، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أراد أن تستجاب دعوته وأن تكشف كربته فليفرج عن معسر) رواه أحمد. وينبغي على المسلم أن يعلم أن طاعة الله طريق للنجاة من الكربات. قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)، وقال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً)، وقال تعالى: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)، ونحن نعرف قصة الثلاثة الذين أطبقت عليهم الصخرة بالغار، فتوسلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالهم فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون... الحديث رواه البخاري ومسلم. وكان من هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تفريج كربات الناس، فكان صلى الله عليه وسلم يصل الرحم ويحمل الكلَّ ويقري الضيف ويكسب المعدوم ويعين على نوائب الحق. ومن كانت هذه صفاته لا يخزيه الله أبداً، كما قالت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فمن زرع حصد، من زرع خيراً حصد خيراً، ومن زرع شراً حصد شراً. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لأن أمشي في حاجة أخي فأقضيها له خير لي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً) يقصد مسجد قباء. لأن الاعتكاف لا يفيد إلا صاحبه، أما السعي في تفريج كربات الناس فهو لصالح المجتمع، ويدخل السرور على الناس. فكما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس. وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم أو أن تقضي عنه ديناً، أو أن تطرد عنه جوعاً. فالسعي في تفريج الكربات من أعظم الطاعات، التي ربما يغفل عنها كثير من الناس.
No comments:
Post a Comment